اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
في مشهدٍ لم يعد استثنائيًا بل صار روتينًا بائسًا، يعيش معظم أبناء الجنوب منذ يومين في عتمة شاملة وعطش خانق، بعدما انقطعت الكهرباء بشكل متواصل منذ 48 ساعة، وترافق ذلك مع شحّ حاد في المياه. وكأن قدر هذه المناطق أن تُترك لمصيرها في أصعب الظروف، وكأن حياة الناس رفاهية يمكن الاستغناء عنها.
نحن اليوم أمام موجة حرّ تاريخية، حرارة مرتفعة بشكل غير مسبوق، ورطوبة خانقة تجعل التنفس نفسه عبئًا، فيما المراوح والمكيّفات صارت قطع ديكور صامتة في الزوايا، والخزانات فرغت من الماء. كبار السن والمرضى والأطفال يختنقون بين جدران المنازل، بينما المسؤولون يكتفون بالتصريحات الباردة أو الصمت المريب.
أي منطق يبرر أن يبقى الجنوب، بكل قراه وبلداته، رهينة تقصير فاضح في إدارة أبسط حقوق الناسالكهرباء والمياه؟
عذر يمكن أن يغطي هذا الاستهتار الممنهج، وهذه اللامبالاة المجرّدة من الحد الأدنى من الإنسانية؟
الناس دفعت وتدفع فواتير، وتتحمل أعباء المولدات، وتعيش تحت رحمة جداول تقنين عبثية، ثم تُكافأ اليوم بحرمان مزدوج… كهرباء معدومة، ومياه شحيحة، وطقس أشبه بفرن مفتوح.
الجنوب ليس منطقة من الدرجة الثانية، وأهله ليسوا أرقامًا في نشرات الأخبار. هؤلاء بشر، لهم كرامة وحق في العيش بحدٍّ أدنى من مقومات الحياة. وأمام هذا المشهد، لم يعد الصمت خيارًا… المطلوب محاسبة واضحة، وخطط عاجلة، لا بيانات فارغة ولا وعود مكرورة.
إن ما يحدث اليوم هو إهانة جماعية، وصفعة في وجه كل من يعتقد أن صبر الناس بلا نهاية. الجنوب يختنق… والحرّ لا يرحم… والوقت يضيق