اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٩ نيسان ٢٠٢٥
في سياق الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، أطلّ أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بخطابٍ يحمل في طيّاته تناقضات واضحة تعكس حالةً من الارتباك السياسي. فقد جاء حديثه غير متوازن، حيث تداخلت فيه التصريحات حول اتفاق وقف إطلاق النار الذي اعتبره انتصارًا، مع تأكيداته على الالتزام به. ومن جهة أخرى، أكد قاسم على أهمية المقاومة وضرورة الدفاع عنها، مشدّدًا على أن 'الحزب' سيواجه من يعمل على نزع سلاح المقاومة كما واجه إسرائيل. لكن سرعان ما تراجع عن هذا التصريح ليؤكّد أنه لا مانع من الحوار.
إن هذه المواقف المتباينة تعكس عدم الاستقرار الداخلي الذي يعاني منه حزب الله، وتطرح علامات استفهام حول استراتيجيته المستقبلية في تعامله مع التحديات الراهنة.
تصعيد 'الحزب'
جريدة 'الأنباء' تناولت هذه التصريحات بتشكيك واعتبرت أن تصعيد حزب الله يأتي في وقت حساس حيث تُجرى مفاوضات روما التي قد تؤثر في مستقبل لبنان. فقد حمل كلام قاسم أكثر من رسالةٍ مع تزايد الأصوات المطالبة بسحب سلاح الحزب وفي أعقاب زيارة الموفدة الأميركية الى بيروت مورغان أورتاغوس. وقال قاسم: 'هل تطلبون منّا أن نكون بموقع الضعيف العاجز، الأمر الذي قد يتيح لإسرائيل أن تدخل إلى لبنان ساعة تشاء'، مضيفًا 'لا أحد يفكر بأننا ضعفاء، نحن في مرحلة الديبلوماسية لكنها غير مفتوحة'. وتابع: 'لدينا خيارات مفتوحة ولا نخشى شيئًا'.
وعلقت الموفدة الأميركية إلى لبنان مورغان أورتاغوس على خطاب قاسم
واستخدمت في ردّها كلمة 'تثاؤب' بعدما أعادت نشر منشور تضمّن كلام قاسم، لكنّها لم تذكر أي تفاصيل أخرى أو توضح ما المقصود بها.
في المقابل، تفاعل ناشطون مع كلام أورتاغوس، فقالوا إن تعليقها يعتبر مثاليًا باتجاه قاسم، فيما فسّر آخرون ما قيل بأنّ أورتاغوس تعتبر أن استمرار وجود سلاح 'حزب الله' هو محض 'أحلام' يتأملها الأخير.
تغريدات ومواقف بعض السياسيين
تناقل عدد من السياسيين اللبنانيين تعليقات معارضة لخطاب قاسم، حيث كتب النائب فادي كرم عبر حسابه على 'اكس': 'شيخ نعيم، مهما استخدمت كعادتك الاسلوب الغوبلزي، سلاحكم سيُسلّم ويُنزع، هذا لم يعد خيارًا، والأهم، مشروعكم الاقليمي التسلّطي على الشعوب العربية، انتهى الى لا رجعة. فتخلَّ عن قاموسك المنتهي الصلاحية، لان السيادة اللبنانية ستحلّ خطوة خطوة على كامل الاراضي اللبنانية، وكل شبر من لبنان'.
و ردّ رئيس حزب حركة التغيير المحامي ايلي محفوض على كلام الشيخ نعيم قاسم فقال في بيان اصدره: 'شيخ نعيم مهما استخففتم بقدرة الجيش وبوظيفة الدولة فهذا لن يعطيكم أي مشروعية لا بل يضعكم في خانة الانقلاب على الدستور ومخالفة القوانين… وكي تستقيم العدالة لا بدّ من فتح تحقيق جنائي باستدراجكم للاحتلال الذي لم يكن ليقع لولا مغامراتكم الطائشة وخضوعكم لأوامر إيرانية بفتح حرب لا علاقة لنا بها ولولا مساندتكم المزعومة لكنّا بألف خير ولما سقطت الضحايا ولما دُمرت قرى الجنوب… لا بدّ من محاكمتكم على ما ارتكبتموه وأنزلتموه بلبنان'.
وختم محفوض: 'لا نسمح لك يا شيخ نعيم بتخوين اللبنانيين'.