اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
صدرت عن «مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية» الطبعة الثانية من كتاب قدس الأب كاسيانوس عيناتي، راعي دير الشفيعة الحارّة - الحرش - بدبا - الكورة، في إطار سلسلة «ياروندا» من ترجمات الأب المذكور، من اليونانية الى العربية، لكتب الناسك المغبوط باييسيوس الآثوسي، بعنوان «اليقظة الروحية».
وجاء في تمهّيد للكتاب: الشيخ المغبوط باييسيوس منذ العام 1980 يحدثنا عن السنوات الصعبة التي تنتظرنا. كان دوما يردد: ربما نعاين ونعيش أحداثا كثيرة في تلك التي ورد ذكرها في سفر الرؤيا، وكان هدفه أن يثير فينا ما يسمّى بالقلق الإيجابي لنضاعف جهادنا الروحي ونستطيع الوقوف في وجه روح اللامبالاة الذي كان يتغلغل بمكر متخطيا حصون الرهبة والتخلص من حب الذات ومحاربة الضعف الذي ينتابنا وتقوية صلواتنا، «بالضعفات - كان يقول - تضعف الصلاة فلا يمكننا أن نساعد أنفسنا ونساعد العالم، كما تتعطل الأجهزة اللاسلكية فيقضي العدو عندها علينا».
ومن أقوال الشيخ باييسيوس: لكي تدخل البرلمان الإلهي، ينبغي أن تكون «نائبا» تعمل من أجل االله وليس من أجل ذاتك... فالناس اليوم يدورون حول نفوسهم، قديما يقولون في وطني فارسا :» لاتترك عملا ما للغد، أما إذا كان لديك طعام لذيذ فإتركه للغد فربما يأتي أحد الضيوف». أما اليوم فالعكس هو الذي يحصل، إذ يترك الناس العمل للغد فربما يأتي أحد الاشخاص ويقدّم المساعدة. أما الطعام الجيد فيأكلونه في الليلة نفسها. معظم الناس يدورون حول نفوسهم ويفكرون بها فقط.
واختتم الكتاب بكلمة للدكتور سابا قيصر زريق، رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة الناشرة أي «مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية»، جاء فيها: ها هو شيخنا الناسك المغبوط باييسيوس الأثوسي يطلّ علينا ويوقظنا من سباتنا الروحي ليحفّزنا على إستنفاذ طاقاتنا المسيحية في جهاد لطرد المبشّرين المراوغين في حياتنا، منتصرين بذلك على رموز الشر متكئين على إيماننا الراسخ بأن االله تعالى هو خير معين لنا في مسيرتنا، فالصلاة والتضرع إلى خالق السموات والأرض هما خارطة طريق، رسمها ناسكنا في كتابه لمسيرتنا المفروض أن تكون معبّدة بالإيمان والتعقّل والتقوى والعطاء والتضحية والشجاعة، نسلكها على نور الخالق الخالد. وهي بالنسبة له السلاح الأمضى بوجه التجارب التي تختبرنا في هذه الحياة الدنيا. فشكرا لقدس الأب كاسيانوس عيناتي على إتاحته الفرصة لنا مرة أخرى نحن قرّاء العربية لإكتشاف المزيد من روحانيات ذاك الناسك الذي لم يعد بفضله مجهّلا في أنحاء عديدة.