اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٢ نيسان ٢٠٢٥
أشار الباحث والأكاديمي الدكتور حارث سليمان إلى أنّ ريمون إدّه كان من القلائل الذين رفضوا اتفاق القاهرة، وطالبوا بقوات دولية، ورفضوا العنف وحمل السلاح، لافتًا إلى أنّ إدّه تمتع ببصيرة ثاقبة ونظرة واضحة استشرفت مخاطر الانزلاق نحو الحرب.
وشدّد سليمان في خلال ندوة سياسيّة حواريّة دعت إليها «الكتلة الوطنية» الجمعة بمناسبة مرور 50 عامًا بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، على أنّ إرث ريمون إدّه يُشكّل اليوم قيمة وطنية كبيرة، تمامًا كما أن تجديد حزب الكتلة الوطنية يشكّل تحدّيًا يقع على أكتاف من يتصدى لذلك.
الحرب الأهلية
وأشار سليمان إلى أنّ «السؤال المطروح حول توصيف الحرب، اهي أهلية؟ ـ هل هي داخلية؟ أم حرب الآخرين على أرضنا؟ أم حرب من أجل الآخرين؟ ـ يعكس ميل اللبنانيين الدائم إلى تحميل الخارج المسؤولية، متناسين أنّ أبناء البلد شاركوا في الحرب، التي فُتحت على كل أشكال التدخل الخارجي».
واستنتج ان الحروب الاهلية لا تكون داخلية فقط بل هي متزامنة ومترادفة مع التدخل الخارجي.
ولفت إلى أنّ الاستعداد والإنطلاق الفعلي للحرب بدأت في أيار عام 1973، وانطلق معها المسار نحو الانفجار الكبير، مستذكرا قول بسمارك «ان اكثر حرب تحقق ربحا هي الحرب التي تم تفاديها».
الهوية الطائفية والعصبية القبلية
كما أكد سليمان أن «المشكلة البنيوية في لبنان تكمن في طبيعة البنية السوسيوبوليتك، حيث يسمح النظام السياسي، لاحزاب طائفية، وهي احزاب ليست ديموقراطية ولا يتم فيها وداخلها تدوال السلطة والامرة، بل تقوم على الهوية الطائفية والعصبية القبلية، حيث يسعى كل من هذه الاحزاب إلى توحيد الجماعة الطائفية التي يدعي تمثيلها والدفاع عن حقوقها ويقوم بتصفية كل تعدد داخل ساحتها الداخلية ويتم قمع الأصوات المخالفة، ثم يحاول فرض غلبته على باقي الاطراف الاخرى، عبر التحالف والاستقواء برافعة اقليمية ودولة خارجية اقليمية او دولية».
وأضاف: «الاحزاب هذه هي ادوات استبداد يمارس داخل كل طائفة، ومنصة لاستدراج تدخل خارجي واصطفاف داخل محاور اقليمية، وهذا ما دفع ويدفع الاحزاب الطائفية الاخرى إلى التكتل في مواجهتها، في دوّامة لا تنتهي من الصراعات»، مردفًا: «البنية السياسية الاجتماعية هذه حولت لبنان من وطن ودولة الى ساحة صراع ومتاريس حروب».
ما هو الحل؟
وأكد سليمان أنّ «الحلّ يبدأ من جعل الدولة أقوى من احزاب الطوائف، عبر تمكينها وتعزيز دورها، من اجل حماية الافراد وتقديم الرعاية والحماية والخدمات لهم، والى اتاحة التعدد السياسي داخل كل طائفة، وصولا الى قيام ادوات سياسية متعددة الانتماءات وعابرة للانقسامات الهوياتية».
كما ذكّر أن «المشكلة لا تكمن في النظام بحد ذاته او النصوص الدستورية، بل في المنظومة السلطوية المافياوية الفاسدة التي استغلّت هذا النظام لمصالحها، وعمّقت الانقسام بدل أن تسعى إلى معالجته».
يذكر إنه تحدث في الندوة، إلى سليمان، كل من الدكتورة كارمن أبو جودة الأستاذة في العلوم السياسيّة والدكتور رزق زغيب الأستاذ في القانون الدولي. وحاورتهم الإعلامية لارا نبهان.
إقرأ/ي أيضا في «جنوبية»: الحرب الأهليّة إحتمال غير بعيد!