اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٩ أذار ٢٠٢٥
في أول مقابلة له منذ توليه أمانة عام حزب الله، تحدث الشيخ نعيم قاسم عن المرحلة التي تلت اغتيال الأمينين العامين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، متناولًا التطورات الأمنية، واقع المقاومة، والملفات السياسية الداخلية والخارجية.
وختم قاسم مقابلته بدموع عندما كان يتوجه إلى جمهور حزب الله، وقال لهم «المقاومة قوية بكم، أنتم أعزاء وأقوياء».
آخر لقاء مع السيد نصر الله
كشف الشيخ قاسم أن «آخر لقاء مباشر مع الشهيد السيد حسن نصر الله بحضور عدد من أعضاء الشورى كان في 18 أيلول/سبتمبر 2024»، مضيفًا أن «آخر اتصال بينهما جرى في 21 أيلول، حيث أبلغه السيد نصر الله باستشهاد الحاج إبراهيم عقيل وطلب منه أداء الصلاة في تشييعه».
كما أوضح أنه بعد اغتيال السيد نصر الله، «تواصل مع السيد هاشم صفي الدين لمناقشة موضوع الأمانة العامة، وأبلغه برغبته في أن يكون هو الأمين العام»، لكن مع استشهاد السيد هاشم، «شعرتُ بزلزال حصل، وانقلبت حياتي رأسًا على عقب». ورغم ذلك، أكد أنه لم يشعر بالقلق أو التوتر، بل كان هناك «تسديد إلهي» في المرحلة التي تلت هذه الأحداث.
وأشار إلى أنه «بعد استشهاد السيد هاشم صفي الدين، تواصل مع قيادة المقاومة العسكرية وطلب منها إبلاغه بما بقي وليس بما ذهب»، لافتًا إلى أن «المقاومة تمكنت من استعادة التحكم والسيطرة، كما أجريت تغييرات ميدانية تضمنت الاتفاق مع القيادة العسكرية على آلية استهداف العدو، بما في ذلك استهداف تل أبيب».
«المقاومة مستمرة»
وأكد قاسم أن «المقاومة لم تتوقف رغم الضربات التي تلقتها»، مشيرًا إلى أن «استهداف تل أبيب ومنزل نتنياهو دفع العدو لطلب اتفاق وقف الحرب»، مضيفًا أن «المقاومة لم تتفاوض عن ضعف، بل كانت في موقع قوة».
وشدد على أن «المقاومة بخير، لكنها قدمت تضحيات»، مؤكدًا أن «أي مقاومة حقيقية لا بد أن تقدم تضحيات في مواجهة إسرائيل وأميركا»، مشيرًا إلى أن «العدو خسر كثيرًا على المستوى العسكري والاقتصادي، وسقط له عدد كبير من الجنود».
وأضاف أن «اتفاق وقف إطلاق النار واضح، ولا يوجد أي بنود سرية»، موضحًا أن «إسرائيل خرقت الاتفاق عدة مرات، بينما المقاومة التزمت به»، مشيرًا إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر دون مواجهة من قبل الجيش والشعب والمقاومة».
وقال قاسم «هذه ثوابتنا، وعندما نقول إن مقاومتنا مستمرة، يعني أنها مستمرة في الميدان. عندما ينزل شباب قوة الرضوان إلى التشييع للقول نحن هنا وأننا في الساحة». وتابع «نحن في مرحلة جديدة نعم، لكن الثوابت لا تتغير، بل قد تتغير الأساليب، ولكن العمل المقاوم لا ينعدم ولا يمكن ذلك، لأنه سينعدم وجود لبنان».
الانتخابات والتحالفات السياسية
وأكد قاسم أن «حزب الله مع إجراء الانتخابات البلدية والنيابية في مواعيدها»، مشيرًا إلى أن «التفاهم مع حركة أمل مستمر بشأن الانتخابات البلدية، وقد تم تجديد الاتفاق الذي كان قائمًا بين الرئيس نبيه بري والشهيد السيد حسن نصر الله».
وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية، قال إن الحزب «يدعم القانون الانتخابي الحالي، إلا إذا طُرحت أفكار أفضل للنقاش»، موضحًا أن «التحالفات الانتخابية لم تُحسم بعد».
أما عن العلاقات السياسية، فقد أكد أن «العلاقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي لم تنقطع، كما أن العلاقة جيدة مع تيار المردة والتيار الوطني الحر». وأضاف أن «تيار المستقبل هو من التيارات التي تتوفر معها عوامل الاتفاق، خاصة أن الرئيس سعد الحريري كان صادقًا في موضوع تجنيب لبنان الفتنة»، مشيرًا إلى أن الحزب يأمل في «التوافق مع المستقبل على قواسم مشتركة».
حصرية السلاح والموقف من الدولة
هذ وأوضح الشيخ قاسم أن «حزب الله لا يعارض مبدأ حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي»، لكنه شدد على أن «المقاومة مستمرة لحماية لبنان من إسرائيل»، مضيفًا أن «كل الحروب بدأها العدو الإسرائيلي، وإذا تمكن أحد من منعه من شن الحروب، فهذا أمر جيد».
وقال: «نحن أيضًا نقول بحصرية السلاح لقوى الأمن الداخلي وللجيش في لبنان، ونرفض منطق المليشيات»، وتابع «بالتالي، نحن لا علاقة لنا بهذا الأمر، فنحن مقاومة نعتبر إسرائيل خطرًا على لبنان ولا مانع من قيام الجيش والدولة بالدفاع عن لبنان، ومن حق المقاومة أن تستمر لحماية لبنان»، واضاف «بالتالي، كلام رئيس الجمهورية حول حصرية السلاح لا نعتبره موجهًا لنا».
وأشار إلى أن «إسرائيل كانت تستعد للحرب مع لبنان، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة، لكن المقاومة ردعتها».
العلاقات مع إيران والخط الجوي مع بيروت
هذا وشدد قاسم على أن «إعادة تشغيل خط الطيران بين لبنان وإيران أمر ضروري»، موضحًا أن إيران «دولة صديقة تقدم الدعم الذي لا يقدمه كثيرون»، محذرًا من أن «الانصياع للتوجيهات الأمريكية قد يودي بلبنان إلى الهاوية».
كما شدد على أن «حزب الله يعمل مع القوى السياسية اللبنانية لمعالجة الملفات الداخلية»، مشيرًا إلى أن العلاقة مع رئيس الجمهورية «تشهد حرارة إيجابية»، معربًا عن رغبة الحزب في «المساهمة في حل المشاكل الداخلية وبناء دولة عادلة».
الوضع الإقليمي والمواجهة مع أميركا
ورأى قاسم أن «إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب شنت حربًا على العالم، سواء عبر العقوبات الاقتصادية أو التدخلات السياسية والعسكرية»، مشيرًا إلى أن «إسرائيل ليست سوى أداة بيد الأمريكيين».
كما أشاد بمواقف اليمن وإيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي، معتبرًا أنها «مواقف مشرفة».
أما فيما يتعلق بسوريا، فقد رأى أنه «من المبكر تقييم الأوضاع هناك»، لكنه لم يستبعد «نشوء مقاومة سورية ضد الاحتلال الإسرائيلي في المستقبل».
وردا على سؤال أجاب: «ليس لنا تدخل في سوريا»، في إشارة إلى الكمائن التي نصبها موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد وقتل عشرات عناصر الأمن السوريين في الساحل، وما تبعها من مجازر نفذتها القوى الأمنية ومسلحين آخرين ساندوها في المعركة.
إقرأ/ي أيضا: «بقي على قيد الحياة».. معلومات جديدة تتكشف عن هاشم صفي الدين قبل نعيه الرسمي