اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
العام الدراسي الجديد انطلق، وعادت معه قضية المباني المهددة بالانهيار إلى الواجهة. وبين الأبنية المتصدّعة وانعدام الرقابة، يبقى الطلاب هم الحلقة الأضعف. فهل تحوّلت المدارس إلى مصدر خطر على التلاميذ؟
'بدّك شي يا ماما'، هكذا ودّعت الشابة ماغي محمود والدتها في 2 تشرين الثاني 2022، لتعود جثة هامدة إلى منزلها، بعد انهيار سقف إحدى مدارس مدينة طرابلس، في مكانٍ لطالما ظنَنا أنه آمن، وأنه بداية الطريق نحو المستقبل وليس بداية النهاية، أصبح الموت يطرق أبوابه.
في هذا السياق، كشفت رئيسة الهيئة اللبنانية للعقارات المحامية أنديرا الزهيري لـ'الديار'، أنّه 'قبل وقوع هذه الحادثة، كانت الأرقام تشير إلى وجود 100 مدرسة مهددة بالانهيار، لكن بعد إجراء وزارة التربية مسحاً ميدانياً، تبيّن أن 127 مدرسة بحاجة إلى تدعيم، ولم تُرسل إليها أي فرق هندسية'. كما أشارت إلى أنه 'صدر مؤخراً قرار بالبدء قريباً بأعمال صيانة لهذه المدارس، نظراً إلى وجود خطر على السلامة العامة وحياة التلاميذ'.
واليوم، مع عودة هذه القضية إلى الأذهان، وفي ظل غياب تقارير رسمية عن واقع المدارس، أسئلة مهمّة تُطرح: هل جميع الأبنية جاهزة لاستقبال الطلاب؟ أين أصبحت أعمال الصيانة؟ ومن يراقبها؟ تجيب الزهيري أن 'أعمال الصيانة لا تُنفّذ كما يجب، خاصةً في ظل غياب الدور الفعّال للبلديات'. ولفتت إلى أن 'دور البلديات أساسي، إذ من واجبها الكشف على المباني التي تحتاج إلى صيانة أو ترميم، كما أن القانون يمنحها صلاحية الإخلاء بالقوة، في حال تَعذَّر على المالك القيام بأعمال الصيانة اللازمة'.
بالتالي، أوضحت أن 'البلديات لا تقوم بواجبها، بذريعة نقص الإمكانات والتمويل'، إلا أن الزهيري اعتبرت أن ذلك 'ليس عذراً'. كما أشارت إلى أن 'هناك وعود بالإصلاحات وإعادة الإعمار'، متسائلة إن كان ذلك سيشمل الأبنية القديمة، أو فقط المناطق المتضررة من الحرب الأخيرة وانفجار مرفأ بيروت.
وفي ما يتعلّق بعدد المدارس المهددة اليوم بالانهيار، لفتت الزهيري إلى وجود ثلاث محطات انتقالية: انفجار مرفأ بيروت، الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا والحرب الأخيرة. هذه المحطات لم تتسبب فقط بأضرار داخل المباني، بل تسببت بتخلخل حتى في المباني الجديدة. من هنا، أوضحت أنه 'لا توجد إحصاءات رسمية نهائية، لكن المؤكد أن هناك أكثر من 300 مدرسة لا تتناسب مع معايير السلامة العامة، وهي خطر على التلاميذ والقاطنين في محيط المدرسة، خاصةً في الأماكن المكتظة سكنياً'.
وقالت الزهيري: 'بالطبع هناك مبانٍ أخرى متضررة غير ظاهرة، بسبب غياب الكشف الميداني، رغم صدور قرارات عن وزارة التربية تُلزم بمعاينة المدارس، إذ إن بعضها خضع للترقيع، مما يصعّب عملية الكشف والتقييم'.
في ظل هذا الواقع، لا تنفع الوعود والتصريحات، بل المطلوب تحرّك عاجل. مع خطر الانهيار الذي يدق أبواب الصفوف، ووسط غياب الرقابة الفعلية، هل أصبح الطالب رهينة الإهمال؟