اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
مع اقتراب موعد انتهاء المعرض ارتفعت نسبة حضور الزوار فشهدت أجنحة الدور حضوراً لافتاً وكذلك الندوات التي نظمت والانشطة المقررة على هامش المعرض.
زمن الطوفان
نظّم دار النهضة العربية ندوة ثقافية بعنوان «زمن الطوفان... لكن أين نوح؟»، بحضور حشد من الأدباء والمثقفين، من بينهم: الشاعر عمر شبلي، الدكتور هاني سليمان، الدكتور شوقي أبو لطيف، والأستاذ يقظان التقي. كما ألقى الأستاذ رفعت فارس كلمة البروفيسور غسان سكاف الذي تعذّر حضوره.
افتُتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، ثم قدّم مدير الندوة الأستاذ يقظان التقي مداخلة افتتاحية قال فيها: «بعض الحرية التي نمارسها اليوم هي أن نقول لا... لا لجريمة الاحتلال الإسرائيلي».
وأشار التقي إلى أن الشاعر عمر شبلي تميز بكلمة نابعة من التزامه العروبي والقومي، حيث عبّر عن تمرده ورفضه للواقع عبر الكتابة لا الانكفاء، معتبرًا أن ما يحدث في فلسطين هو أعظم من أي أسطورة، وأن «طوفان الأقصى» ليس سوى رمز لحقيقة دامية.
من جهته، تناول الشاعر عمر شبلي أهمية الإصدارات الثلاثة التي واكبت هذه المرحلة، قائلًا إن هذه الأعمال لا تُختزل في كونها صرخة شاعر فحسب، بل تشكل فعلًا ثقافيًا مقاومًا يتجاوز القصيدة والكتاب، ليكون موقفًا حيًا في وجه العنف والخذلان والذاكرة المثقوبة. وأضاف: «سنستمر في نصرة أهلنا في غزة مهما حصل. قد أكتب المزيد، لكني أحتاج دعمكم – حتى بثمن الكتاب – كي نواصل الطريق، ولو بالحد الأدنى».
أما رئيس مجلس إدارة دار الندوة، الدكتور هاني سليمان، فأشاد في مداخلته بروح الشاعر عمر شبلي، مشبّهًا إياه برسام شرب السمّ على باب معرض فني في القاهرة وصرخ: «ارسموا معاناتي وإلا لعنتكم من قبري». وتابع: «ما يكتبه عمر ليس مجرد شعر، بل صرخة مقاومة ومرآة لبطولات غزة، تُسطّر بالكلمة حين يُذبح الآخرون بالصمت أو التواطؤ».
وأضاف أن شبلي، في إصداره الجديد «طوفان الأقصى... لكن أين نوح؟»، يكتب من قلب العاصفة، لا باسمه، بل نيابة عن أمة تُحاصر بثلاثية الاحتلال والتجزئة والاستبداد.
من جهته، ألقى الأستاذ رفعت فارس كلمة نيابةً عن البروفيسور غسان سكيف، الذي اضطر للسفر إلى الولايات المتحدة. ومما جاء في الكلمة:»مساء البطولة والعنوان، مساء الزمن الآخر الذي يكتبه رجال غزة بخيوط المجد. هذا العالم تقلقه أميركا إذا خسرت، وتخيفه أكثر إذا ربحت. طوفان الأقصى لم يهزّ إسرائيل فقط، بل حرّك الولايات المتحدة أولًا».
وأشار إلى أن القوى الكبرى اليوم تخوض صراعًا مفتوحًا مع واشنطن على جبهات متداخلة في رهاناتها، معتبرًا أن من كتب بداية الحرب على غزة لم يكتب نهايتها بعد، وأن الكلمة ما زالت تقاوم.
أما الدكتور شوقي أبو لطيف، فتوقف عند البُعد الرمزي والفلسفي للعنوان، معتبرًا أن نوح ليس فقط نبيًا، بل رمزًا للخلاص الأرضي عبر الوعي والعمل. وقال:»المناضل عمر شبلي حرّضني فكريًا في مناسبتين: عندما دعا المثقفين لمساءلة أزمة المثقف العربي، وعبر طرحه المتكرر لإشكالية: من يصنع الحرية؟ من يكتب الخلاص؟».
في نهاية اللقاء، فُتح باب المداخلات أمام الحضور، ثم تم توزيع دروع تكريمية على عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية، تقديرًا لإسهاماتهم في خدمة الكلمة والموقف. وتولّى عملية التقديم كل من الدكتور هاني سليمان والأستاذ خليل شحادة.
والمكرمون هم:الدكتورة هالا أبو حمدان،الدكتور يقظان التقي،الأستاذ يوسف مرتضى،الدكتور خليل شحادة،الدكتور شوقي أبو لطيف،الأستاذ أحمد قاسم ذبيان،الدكتور جمال زعيتر،الدكتور هاني سليمان،الشاعر عمر شبلي، الأستاذ عمر زين (تسلّم الدرع بالنيابة عنه الأستاذ يحيى المعلّم)،كما تم تكريم كل من:الدكتور علي زيتون،الأستاذ نبيل فارس،الكاتب زهير هواري،الأستاذ محمد نجم الدين،الأستاذ جعفر إبراهيم والأستاذة رانيا مرعي، اللذين تعذر حضورهم المناسبة.