اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه سمع من الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر خلال اللقاء الذي جمعهما في مكتب البابا قبل ظهر أمس، ما يطمئنه بأن الحبر الأعظم «سيكون دائماً إلى جانب لبنان وأهله إلى أي طائفة ينتمون وسيعمل من أجل ما يحقق تطلّعات اللبنانيين في وطن آمن ومستقر وواحة أمل وفرح وسلام».
وخلال اللقاء، وجّه الرئيس عون دعوة رسمية للبابا لاوون الرابع عشر لزيارة لبنان مؤكدا «ان اللبنانيين يتطلعون إلى زيارته للبنان بشوق عارم لأن حضوره المبارك سيكون رسالة سلام وأمل للمنطقة، ونوراً يضيء طريق الخروج من الأزمات. وقد لمست من قداسته كل تجاوب ومحبة».
من جهته، أكد البابا لاوون انه يتابع التطورات في لبنان ويصلي دائما من اجل احلال السلام والاستقرار فيه، كما يولي الوضع في منطقة الشرق الأوسط متابعة دقيقة، لافتاً الى انه سيعمل ما في وسعه من أجل السلام في العالم.
وقطع الرئيس عون زيارته الرسمية إلى الفاتيكان وعاد إلى بيروت برفقة اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون والعائلة والوفد المرافق، مغادراً قاعدة تشامبينو العسكرية، وذلك في ضوء التطورات الإقليمية المتسارعة.
وقائع الزيارة
وكان عون وصل في العاشرة قبل ظهر أمس (الحادية عشرة بتوقيت بيروت) إلى حاضرة الفاتيكان ترافقه اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون وأفراد العائلة والوفد المرافق، فأدّت له التحية ثلة من الحرس البابوي وتوجه الجميع وسط صفين من الحرس البابوي إلى جناح البابا. ودخل الرئيس عون إلى المكتب البابوي حيث كان في استقباله الحبر الأعظم وعقدا اجتماعا استمر نصف ساعة ثم انتقلا معا إلى المكتبة حيث انضمت اللبنانية الأولى ثم أفراد العائلة الذين صافحوا البابا وباركهم، بعد ذلك صافح الأب الأقدس أعضاء الوفد المرافق.
وبعدما التقطت الصور التذكارية، تقدّم البابا والرئيس والسيدة الأولى إلى طاولة وضعت عليها الهدايا التذكارية، حيث قدّم الرئيس عون ٣ هدايا هي: تمثال للقديس شربل من نحت الفنان رودي رحمة، أرزة فيها أيقونات القديسين اللبنانيين، صينية فيها مونة لبنانية منوعة وضعت في زجاجيات مصنوعة مما تحطم في انفجار مرفأ بيروت. وقدّم البابا للرئيس عون هدايا تذكارية وميداليات.
بعد انتهاء اللقاء، رافق البابا الرئيس عون وودّعه مباركاً إياه مع السيدة الأولى وأفراد العائلة وأعضاء الوفد.
وقال الرئيس عون بعد اللقاء: «سُعدتُ بلقاء قداسة البابا لاوون الرابع عشر، حامل رسالة السلام والرجاء إلى العالم، وأكدت له إن العلاقة بين لبنان والكرسي الرسولي هي علاقة تاريخية ومتجذّرة، تقوم على أسس متينة من القيم الإنسانية والروحية المشتركة، وقد تجسّدت عبر عقود طويلة من التعاون والدعم المتبادل، لا سيما في أحلك الظروف التي مرّ بها وطننا».
أضاف عون «جدّدت لقداسته تمسّك لبنان برسالته الفريدة في هذا الشرق المضطرب، كأرض حوار وتلاقي بين الحضارات، وواحة للحرية الدينية والتعددية الثقافية. وقلت لقداسة البابا ان لبنان، هذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير برسالته، ما زال ينهض رغم الجراح، ليؤدّي دوره الطبيعي في محيطه والعالم، كجسر بين الشرق والغرب، وكموقع حوار بين الأديان والثقافات، وهو ما أكده مرارا البابا القديس يوحنا بولس الثاني بقوله: «لبنان ليس مجرد بلد، بل هو رسالة».
وتابع الرئيس عون: «في هذا السياق، شدّدت على أهمية استمرار الدعم الدولي، وفي طليعته دعم الفاتيكان، لتعزيز صمود اللبنانيين في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ولتثبيت دعائم الاستقرار والدولة العادلة التي يتطلّع إليها أبناؤنا، وسمعتُ من قداسته ما يطمئنني بان الحبر الأعظم سيكون دائماً إلى جانب لبنان وأهله إلى أي طائفة ينتمون وسيعمل من أجل ما يحقق تطلّعات اللبنانيين في وطن آمن ومستقر وواحة أمل وفرح وسلام.
وخلال اللقاء، وجّهت لقداسته دعوة رسمية لزيارة لبنان مؤكدا ان اللبنانيين يتطلعون إلى زيارته للبنان بشوق عارم لان حضوره المبارك سيكون رسالة سلام وأمل للمنطقة، ونوراً يضيء طريق الخروج من الأزمات. وقد لمست من قداسته كل تجاوب ومحبة».
وختم الرئيس عون قائلا: «اني أخرج من لقائي مع الأب الأقدس بروح من الأمل المتجدد، وبإيمان راسخ بعمق العلاقة التي تجمع لبنان بكرسي القديس بطرس، حاملين معنا بركة قداسة البابا، وعهداً على مواصلة العمل من أجل وطن يليق بتاريخه، ويعبّر عن رسالته، ويؤدي دوره كاملاً في خدمة الإنسان وقيم العدالة والسلام».
مع الكاردينال بارولين
بعد انتهاء اللقاء مع البابا، التقى الرئيس عون أمين سر الكرسي الرسولي الكاردينال بييترو بارولين وأطلعه على الأوضاع في لبنان ولا سيما منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار والوحدة الوطنية، مركّزاً على أهمية الحوار بين جميع مكونات الشعب اللبناني لمعالجة القضايا الوطنية انطلاقاً من ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها. كذلك تطرق البحث إلى التطورات في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على لبنان لا سيما في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية وعدم الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي. وتناول البحث أيضاً الجهود المبذولة من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة وضرورة توفير الفرص المؤاتية لنجاحها.
وتحدث الرئيس عون مع الكاردينال بارولين عن ضرورة المحافظة على دور لبنان كنموذج للتعايش والحوار بين الأديان والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات المختلفة لا سيما منها القضايا الإنسانية والاجتماعية ودعم المؤسسات التعليمية والثقافية في لبنان.
وخلال اللقاء، عبّر الرئيس عون للكاردينال بارولين عن امتنانه العميق لدعم الكرسي الرسولي للبنان واللبنانيين، لا سيما في ظل التحديات التي يواجهها. واستأثرت الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية وتداعياتها بحيز واسع من البحث. كما تطرق الرئيس عون والكاردينال بارولين إلى موضوع النازحين وواقع الأقليات ولا سيما منها الأقليات المسيحية في المنطقة التي تحتاج إلى اهتمام ودعم خاص، وكذلك الوضع في سوريا في ضوء التطورات التي حصلت هناك.
وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني سفير لبنان لدى الفاتيكان غادي خوري والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشار الشخصي للرئيس عون العميد اندريه رحال.
وقبل مغادرته الكرسي الرسولي زار الرئيس عون والسيدة الأولى وأفراد العائلة وأعضاء الوفد مدافن الباباوات وصولا إلى قبر القديس بطرس وذخائره، ومدفن البابا القديس يوحنا بولس الثاني والبابا بينيديكتوس السادس عشر وأيقونة القديس شربل.
دير مار أنطونيوس
كذلك، زار رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى وأعضاء الوفد المرافق بعد الكرسي الرسولي، مقر الرهبنة المريمية المارونية في دير مار أنطونيوس الكبير في روما، حيث استقبلهم وكيل الرهبانية في روما الأب جوزف زغيب، وحشد من الرهبان الذين رفعوا الصلاة في كنيسة الدير على نيّة لبنان والرئيس عون.
وعقد لقاء موسّع في صالون الدير، وتم التداول خلال اللقاء في عدد من المواضيع التي تهمّ اللبنانيين في الخارج إضافة إلى العلاقات بين لبنان والفاتيكان.وبعد اللقاء، أقام الأب زغيب مأدبة غداء على شرف الرئيس عون واللبنانية الأولى وأفراد العائلة والوفد المرافق، شارك فيه أيضاً سفيرة لبنان في إيطاليا السفيرة ميرا ضاهر والقائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى الفاتيكان السفير غادي خوري.
ودوّن الرئيس عون في سجل الدير كلمة قال فيها: «تحية من القلب لهذه الرهبانية المعطاءة، رئيساً عاماً ومدبرين ورهباناً، مقرونة بالدعاء بأن تبقى على عطائها الروحي والوطني مزدهرة ومشرقة، فتواصل رسالتها في لبنان وفي عالم الانتشار بنجاح وتألّق».