اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
أطلقت مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة – منتدى الدولة الوطنية برنامج «قراءات في خطاب القسم»، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ممثلا بوزير الثقافة غسان سلامة ومشاركة الرئيس نجيب ميقاتي، وبإشراف رئيسة المؤسسة النائبة السابقة بهية الحريري، في احتفال في فندق «فينيسيا»، بحضور وزراء: الإعلام بول مرقص، الشؤون الاجتماعية حنين السيد والاقتصاد والتجارة عامر البساط، ممثلة وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار المديرة العامة للمجالس والإدارات المحلية بالتكليف فاتن أبو الحسن، الوزيرين السابقين علي حمية وجان اوغاسبيان، النواب السابقين: محمد الحجار، نزيه نجم، رولا الطبش، سامي فتفت، طارق المرعبي، سامي فتفت وامين وهبي.
وبعد بث مقطع كلمة مصورة للرئيس سعد الحريري يقول فيه: «لبنان لديه فرصة ذهبية، اصبح لدينا رئيس جمهورية وحكومة جديدة وأمل جديد عبر عنه خطاب القسم لفخامة الرئيس جوزاف عون وبيان حكومة دولة الرئيس نواف سلام..»، قالت رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري : «نعمل بتوجهات سعد الحريري».
اضافت: «مدرسة لبنان علّمتنا أشدّ أنواع الدّروس مرارة وفي مقدمتها ألا يتزعزع إيماننا (إنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه). وعلّمتنا أيضاً ألا نيأس أو نتردد، في المضي قدما من أجل بناء مستقبل آمن ومستقر لأجيال لبنان. وعلّمتنا أيضاً أن نغلّب خطاب مواجهة التّحديات على خطاب إدارة الأزمات».
وتابعت: «دروس مدرسة لبنان كانت على الدوام غالية الأثمان، ومدرسة لبنان علّمتنا ألا نتجاهل طاقات أجيال لبنان الاستثنائية والخلاّقة في كافة المجالات، وأنّ مستقبل لبنان هو الاستثمار في الإنسان، الثّروة العميقة والمتجدّدة على مرّ الأجيال، والتي أكّدت قدرتها ونجاحها على أرض الوطن وفي دنيا الانتشار، وإنّ أبسط قواعد الحفاظ على هذه الطّاقات الواعدة يكون في احترام عقولهم وطاقاتهم وحسن مخاطبتهم بما هم عقلاء، نبهاء، واعتبارهم شركاء أصيلين في صناعة القرار، وبما هم نصف الحاضر وكلّ مستقبل لبنان».
سلامة
وفي الختام ألقى وزير الثقافة كلمة الرئيس عون، فقال: «شرفني فخامة الرئيس واسعدني بأن طلب مني ان امثله في هذا الحفل الذي يعنيه بالدرجة الأولى، فكيف لا يكون ذلك وهو صاحب هذا الخطاب الذي طبع عهده بالتزامات واقعية وطموحة في آن معا. العودة الى هنا لإعادة قراءة ذلك الخطاب وتفكيكه وفق وسائل دارسة وتحليل، امر يشير أولا الى أهمية ذلك الخطاب، ويشير ثانيا الى ان وقعه لم يتوقف يوم القائه بل ما زال يتردد في أذهاننا جميعا. من منا ينسى يوما في أي منطقة نعيش؟ لقد نمنا بالأمس في منطقة وصحونا اليوم في منطقة أخرى، وهذا لا يحصل لنا للمرة الأولى، ان منطقتنا منطقة نزاعات وخلافات وحروب لا تنتهي. لذلك اشد على ايدي السيدة بهية الحريري وعلى المنتدى وعلى أعضاء مؤسسة الحريري لأنهم مرة أخرى تجاهلوا خطورة أوضاع المنطقة ودعونا للبحث في خطاب القسم».
أضاف: «أقول هذا لكي اشير الى جزء أساسي من هويتنا الجماعية، وهي اننا قادرون على استيعاب الأخبار السيئة، وقادرون على دراستها والتعلم منها والتأقلم معها، وأن نعود فنسأل انفسنا: ما هي الشروط الداخلية التي تسمح لنا بأن نزيد من مناعة هذا الوطن إزاء هذه التطورات الكبيرة التي لا تنفك تصيب منطقتنا؟ هذا هو معنى هذا الاجتماع، هو أن زيادة مناعة لبنان واللبنانيين إزاء اخطار المنطقة هي اول مهامنا. وكيف يتم ذلك؟ يتم من خلال دولة قادرة عادلة تحمي الضعيف وتعيد انتاج الثروة وتتأكد من حسن توزيعها».
وتابع: «لقد جاءت كلمة دولة في خطاب القسم 12 مرة، ولقد جاءت 24 مرة في خطاب البيان الوزاري، لماذا؟ لأننا في حالة هجينة تجاه دولة، من ناحية نحن عطشى لمزيد من هيبة الدولة ومن مفعولها، ومن ناحية أخرى وكما أظهرت بعض الإحصاءات التي رأيناها، نحن في حالة ريبة من الدولة ومن مشاريعها ومن امكانياتها».
وأردف: «هذا المزيج المزعج بين العطش للدولة وبين الريبة منها، هو ما يطبع سلوكنا. ان أهم مهام المرحلة الحالية، هو تخفيف الريبة من جهة وازدياد الثقة من جهة أخرى بالدولة، لأن لا بديل لنا عنها. لقد شهدت الدولة اللبنانية خلال العقدين الماضيين انحسارا في نفوذها في هيبتها، لكن هذا الإنحسار لم يؤد الى حدوث فراغ، الطبيعة تكره الفراغ. هذا الفراغ الذي جاء نتيجة انحسار الدولة وانحسار نفوذها وقوتها وهيبتها، ملأته قوى ومصالح منظمة، ولذلك فإن إعادة الحيوية للدولة، لا تتم بمجرد اصدار مرسوم بإعادة نفوذها الى كل القطاعات وكل المناطق».