اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
كتب معروف الداعوق في 'اللواء':
التواصل بين مكونات السلطة السياسية في لبنان والادارة السورية الجديدة، برئاسة احمد الشرع، شمل رئيس الجمهورية جوزف عون، وزيارات لكل من رئيس الحكومة نواف سلام على رأس وفد وزاري، ضم وزراء الخارجية والدفاع والداخلية، وقبله الرئيس نجيب ميقاتي ومعه وزير الخارجية السابق عبد الله بوحبيب ومسؤولين امنيين، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط على رأس وفد نيابي ومن مشايخ الطائفة الدرزية، واخيرا زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من المشايخ، بينما لوحظ غياب اي تواصل بين المسؤولين والسياسيين الشيعة والمسؤولين السوريين على مختلف المستويات حتى اليوم، بالرغم من مرور اكثر من ستة اشهر على تولي الادارة السياسيةالجديدة في سوريا، وقيام سلطة برئاسة احمد الشرع وتأليف حكومة سورية.
تعتبر مصادر سياسية بارزة ان غياب التواصل بين المسؤولين والسياسيين الشيعة في لبنان بعد سقوط نظام بشار الاسد مباشرة، على ايدي المعارضة السورية وجبهة تحرير الشام بقيادة احمد الشرع، قد يكون له ما يبرره، باعتبار ان معظم هؤلاء المسؤولين والسياسيين، هم من حلفاء الاسد وخصوصا حزب الله، الذي قاتل لسنوات الى جانبه لمنع المعارضة من اسقاط النظام،ومن الطبيعي ان يكون هناك نفور وتباعد وحتى استعداء، بعد ان اضطر الحزب للانسحاب الى لبنان، تحت ضغط تقدم المعارضة السورية، تاركاً وراءه كل ما زرعه من قواعد ومستودعات سلاح وتجهيزات واتباع بالآلاف، خرجوا معه ولجأووا الى لبنان، خوفاً من عمليات انتقام وتصفية تطالهم.
اما في ما يتعلق برئيس المجلس النيابي نبيه بري، فهو وبالرغم من برودة العلاقة بينه وبين نظام الاسد في السنوات الماضية، وانقطاعه عن زيارة العاصمة السورية على غير ما كان عليه ابان فترة الرئيس حافظ الاسد، فهو ليس في عجلة من امره، وإن كان موقعه يفرض عليه فتح قنوات اتصال رسمية مع المسؤولين السوريين الجدد، ولكنه لن يخالف المزاج الشيعي العام المتعاطف مع الاسد، ويتريث بانتظار ما ستؤول اليه التطورات، ومستقبل النظام الجديد الذي تواجهه سلسلة تحديات ومشاكل، وبعدها بالامكان فتح قنوات التواصل السياسي على ارفع المستويات، لانه لا يمكن تجاهل السلطة السياسية الجديدة، والانفتاح عليها حفاظا على المصالح المشتركة بين البلدين.
ومن وجهة نظر المصادر السياسية، فإن انقطاع التواصل الحاصل بين السياسيين الشيعة والنظام الجديد في سوريا، يشكل ثغرة مؤقتة في تطبيع العلاقات بين البلدين حاليا، ويؤثر في تباطؤ حل المشاكل العالقة والتي تتطلب حلولا سريعة، في حين يحرص رئيسا الجمهورية والحكومة والقادة الامنيين على بذل الجهود اللازمة، لوضع العلاقات السورية اللبنانية على السكة الصحيحة، لما يؤمِّن المصالح المشتركة بين البلدين.
قد يمرّ وقت طويل قبل ان يهدأ غضب حزب الله من سيطرة الادارة السورية الجديدة على مقاليد السلطة في سوريا، وهروب بشار الاسد من سوريا، وفي حين يبقى قرار الحزب مرتبطا بما تؤول اليه علاقات ايران مع النظام الجديد، والمرجح ان يبدأ بالانفتاح عليه تدريجيا، بعد احتضانه العربي والدولي، وتعذر اسقاطه على ايدي» الثوار الشبان السوريين» كما يتمنى مرشد الثورة في ايران، في حين يمضي المسؤولون في لبنان على فتح صفحة جديدة، ووضع العلاقات اللبنانية على السكة الصحيحة.