اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
192025
أبو شريف رباح
التطورات الأخيرة في المنطقة تشير إلى أن الشرق الأوسط يقف على حافة بركان ملتهب، ومرحلة شديدة الخطورة والتعقيد قد تنذر بتدحرج الأحداث نحو تصعيد واسع لا يمكن التكهن بحدوده أو نتائجه.
فالضربة الإسرائيلية المؤلمة التي استهدفت اليمن وما رافقها من اغتيال لوزراء يمنيين جاءت لتؤكد أن الكيان الإسرائيلي لم يعد يحصر معاركه في الجغرافيا الفلسطينية أو اللبنانية فحسب بل يسعى إلى فتح جبهات متعددة ومتداخلة لتوسيع دائرة الصراع وتشتيت الإنتباه عما ما يقوم به في غزة والضفة الغربية، ومع ذلك فإن الاعتداءات الإسرائيلية لن اليمن عن موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة وأن التضحيات مهما عظمت لن تغير من مسار هذا الالتزام كما أكد عبد الملك الحوثي.
وفي لبنان تستمر إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال استفزازات وقصف جوي شبه يومي الأمر الذي يرفع منسوب التوتر ويضع الأمور أمام احتمال تجدد المواجهة العسكرية مع حزب الله فالتجربة الطويلة مع الاحتلال الإسرائيلي أثبتت أن سياسة التمدد والاعتداء المتواصل عالبا ما تنتهي بإنفجار حرب جديدة خاصة إذا ترافقت مع حسابات سياسية داخلية إسرائيلية مرتبطة بمصير نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.
أما في غزة فالأمور متدحرجة اصلا حيث يواصل الاحتلال قصفه واستهدافه للبنية التحتية وحرب الإبادة الجماعية والتجويع ومخططات تهجير سكان القطاع واحتلاله بشكل كامل وتنفيذ ما يُعرف بمشروع 'الريفيرا' الذي أعلن عنه الرئيس ترامب والذي يقوم على مسح غزة عن الخارطة، هذه الخطط تكشف النية الإسرائيلية المبيتة لفرض واقع جديد يطيح ليس فقط بقطاع غزة فقط بل بالقضية الفلسطينية برمتها يأتي ذلك مع تهديد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس والإعلان عن نيته استهداف قيادات حركة حماس في الخارج لتوسيع دائرة الصراع لتشمل ساحات جديدة.
ولا يقتصر التصعيد الإسرائيلي على غزة ولبنان واليمن بل يمتد إلى الداخل الفلسطيني عبر محاولات مكشوفة لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية وإنهاء دورها السياسي بالتوازي مع الدفع باتجاه ضم الضفة الغربية بشكل كامل إلى دولة الاحتلال، هذا المشروع الذي يتناغم مع سياسة 'إسرائيل الكبرى' يشكل استهدافا مباشرا لفكرة حل الدولتين ويهدد بإنهاء أي أفق سياسي لحل الصراع العربي الإسرائيلي.
وعلى الصعيد الإقليمي الأوسع لا يمكن تجاهل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل فالتراشق الإعلامي والتهديدات من قبل الطرفين تبقي الاحتمال قائم لجولة جديدة من الحرب وما يزيد من خطورة الوضع امكانية عدم التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني حيث تعتبر إسرائيل ذلك تهديدا وجوديا يدفعها نحو مغامرة عسكرية مفتوحة مع إيران.
كل هذه المؤشرات مجتمعة من اليمن إلى لبنان وغزة مروراً بالضفة الغربية وصولا إلى إيران توحي بأن المنطقة تتجه نحو مرحلة أكثر سخونة وخطورة وقد يكون القادم أشد خطرا إذا لم يتم احتواء الموقف، فالمشهد اليوم يعكس إرادة إسرائيلية لتوسيع دائرة العدوان، يقابلها تصميم من قوى المقاومة على الصمود والمواجهة ما يجعل احتمالية الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة خيارا مطروحا بقوة وربما أقرب مما يتوقع الكثيرون.