اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
أعلنت منظمة 'أطباء بلا حدود' في بيان، متابعتها للوضع في منطقة الغوطة الشرقية شرق العاصمة السورية – دمشق، مشيرةالى ما تمكنت من تقديمه من خدمات في مختلف المجالات، وصولا الى تقديم الدعم الشامل الذي يحتاجه الناجون والناجيات لاعادة بناء صحتهم وحياتهم من جديد، بعد سنوات طويلة من المعاناة بسبب الحرب.
وجاء في البيان:'تمتد الغوطة الشرقية على بعد عشرة كيلومترات فقط شرق دمشق، وقد كانت ذات يوم حزاما أخضر مليئا بالبساتين والمزارع. واليوم، تحمل المنطقة ندوب سنوات طويلة من القصف المتواصل. تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض، تعج بالهياكل الرمادية لمبانٍ بلا نوافذ أو أسقف. والأرض التي كانت تنتج الغذاء بوفرة في يوم من الأيام قد أصبحت جرداء، ولم يتبقَ إلا الآثار المتناثرة للحياة وسط الأنقاض.
أما سكان الغوطة الشرقية، فكل يوم في حياتهم معاناة لتأمين أبسط احتياجات الحياة الأساسية. تعيش عائلات بأكملها بين أنقاض المنازل المدمرة، في ظروف قاسية للغاية أشبه بمشاهد من زمن آخر. فالحصول على المياه أو الصرف الصحي أو التدفئة أو حتى ما يكفي من الطعام قد أصبح تحديًا صعبًا.
بعد ديسمبر/كانون الأول 2024، ومع محدودية الخدمات الصحية في المنطقة، تحول الحصول على العلاج إلى سباق مع الزمن، ويأس في المعاناة لتأمين أساسيات الرعاية الصحية.
بلغت الاحتياجات الطبية في الغوطة الشرقية مستوى هائلا، إلا أن البنية التحتية اللازمة للاستجابة لهذه الاحتياجات معدومة بشكل كبير، فالكثير من المرافق الصحية دمرت بالكامل أو تحتاج إلى إعادة تأهيل بصورة عاجلة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يحاول السكان أن يتمسكوا بالقليل المتاح. نجحت بعض المبادرات المحلية الصغيرة باستعادة الحس بالأمل، لكن الفجوة الصحية لا تزال واسعة. تمثل الغوطة الشرقية اليوم انعكاسًا لمعاناة إنسانية طويلة الأمد، حيث لا يقتصر الألم على الدمار المادي، بل يؤثر بشكل مباشر على صحة الناس وحياتهم اليومية'.
أضاف البيان :'ما سبب وجود أطباء بلا حدود في الغوطة الشرقية؟ وما هي الخدمات التي نقدمها؟ بعيد سقوط الحكومة السابقة في ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت أطباء بلا حدود عملياتها الطبية في الغوطة الشرقية لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة.
باشرت أول عياداتنا الميدانية بتقديم خدماتها للسكان في يناير/كانون الثاني 2025، إيذانًا بجهود أوسع نطاقًا لاستعادة الخدمات الصحية الأساسية في المنطقة.
تعمل أطباء بلا حدود اليوم لزيادة فاعلية النظام الصحي في الغوطة الشرقية واكتفائه الذاتي، وهي عملية تدريجية لا تزال تواجه تحديات تمويلية وتشغيلية. لا زلنا ندير عيادتين ميدانيتين في عدة بلدات، كما ندعم ونعيد تأهيل مركزين للرعاية الصحية الأولية في كفر بطنا والهيجانة.
يركز عملنا على الوصول إلى الأشخاص الذين يحصلون على الرعاية الصحية بشكل محدود جدًا أو لا يحصلون عليها على الإطلاق، وخاصة من يواجهون صعوبات طبية واقتصادية واجتماعية، مع إيلاء اهتمام خاص بالنساء، والأطفال، والناجيات والناجين من سوء المعاملة، وأسر الأشخاص المفقودين.
منذ بداية استجابتنا الطبية، قدمت فرق أطباء بلا حدود ما مجموعه 19,350 استشارة طبية من خلال الفرق الميدانية التي تقدم مجموعة واسعة من خدمات الرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك إدارة الأمراض غير المُعدية، والصحة الإنجابية (مثل رعاية ما قبل الولادة، ورعاية ما بعد الولادة، والتخطيط الأسري) وخدمات الصحة النفسية، والتوعية الصحية. يسمح لنا هذا النهج المتكامل بضمان جودة الرعاية واستمراريتها للسكان الذين يعيشون في ظروف هشة'.
وتابع :'يتيح لنا الوجود على مقربة من السكان ووسط المدن بأن نراقب مخاطر الصحة العامة وأن نستجيب بسرعة لتفشي الأمراض وغيرها من حالات الطوارئ الطبية.
ومع نهاية أبريل/نيسان، افتتحنا إلى جانب شركاء آخرين عيادة للناجيات والناجين من سوء المعاملة، وهي مخصصة لتقديم الرعاية المتخصصة، بما في ذلك الخدمات الطبية، والرعاية النفسية والاجتماعية، والدعم الاجتماعي للمعتقلات والمعتقلين السابقين. أجرينا إلى الآن 176 استشارة من خلال برنامج دعم الناجيات والناجين من سوء المعاملة. تهدف استجابتنا إلى تقديم الدعم الشامل الذي يحتاجه الناجون والناجيات لإعادة بناء صحتهم وحياتهم من جديد'.