اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
أطلق وزير الاقتصاد والتجارة عامر بساط ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، مؤتمر بيروت واحد - 'Beirut One'، في احتفال اقيم في مقر المجلس الاقتصادي في وسط بيروت. ومن المقرر أن يعقد المؤتمر برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في 18 و 19 تشرين الثاني المقبل تحت شعار 'Beirut One - الثقة المستعادة'.
وفي المناسبة، ألقى الوزير بساط كلمة أوضح فيها أنّ 'مؤتمر Beirut One هو مؤتمر استثماري رفيع المستوى سيجمع العشرات من المستثمرين بعد سنوات من الغياب بسبب الأزمات المتتالية، ويهدف إلى الإشارة إلى أن الاقتصاد اللبناني دخل في مرحلة جديدة.
وأوضح أنّ الرسالة من المؤتمر واضحة، وهي 'أن لبنان ليس بلد أزمات ودوران في حلقة مفرغة، بل بلد فرص واستثمارات مربحة. نريد أن نغير السردية عن لبنان - من سردية العجز والتراجع إلى سردية المبادرة والفرص. لبنان هو بلد الطاقة البشرية والمواهب والابتكار. وكل ما نحتاجه هو بيئة إصلاحية تفتح الأبواب أمام هذه الطاقات لتتحول إلى مشاريع إنتاجية حقيقية'.
وقال بساط: 'نحن واقعيون، فالطريق طويل نعم، والتحديات كثيرة نعم، لكن مسار الإصلاح قد بدأ فعلا. وضعنا الاقتصاد اللبناني على السكة الصحيحة والتغيرات الاقليمية ستفتح فرص للاستثمار، فمن الحقيقة أنه ليس مبكرا أبدا أن نبدأ بالتفكير في اليوم التالي'.
ولفت إلى أنّ 'مؤتمر 'Beirut One' يخاطب المحركات الحقيقية للاقتصاد اللبناني، فالقطاع الخاص أثبت أنه العمود الفقري للنمو رغم كل الصعوبات، والاغتراب اللبناني الذي يحمل لبنان في قلبه والذي نطلب منه اليوم أن يستثمر فيه، والشركاء الدوليون وخصوصا العرب الذين لطالما وقفوا إلى جانبنا في المراحل الدقيقة والذين نطلب منهم العودة'.
وأوضح بساط أنّها 'رسالة إلى المستثمرين العرب والدوليين، وإلى اللبنانيين في الداخل والخارج، بأن لبنان يفتح الباب مجددا للتعاون وللاستثمار وللشراكة المنتجة'.
وأشار إلى أنّ 'هذا المؤتمر ليس تنظيريا ولا استعراضيا. سيعرض برامج استثمارية فعلية في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)، وسيتضمن لقاءات مباشرة (B-to-B) بين المستثمرين المحليين والدوليين لمناقشة مشاريع حقيقية قابلة للتنفيذ. فسيعرض المؤتمر برنامج استثماري رأسمالي بقيمة تتجاوز سبعة مليارات ونصف دولار أميركي، يشكل خارطة طريق أولية لمشاريع البنى التحتية والإنتاج والخدمات. سنطرح أفكارا ملموسة، ولكننا أيضا سنفتح نقاشا صريحا حول ما يلزم لتحويل هذه الأفكار إلى إنجازات'.
وكشف بساط أنّ مؤتمر 'Beirut One' سيمتد ليومين – 18 و19 تشرين الثاني تحت رعاية رئيس الجمهورية جوزاف عون وسيتضمن 7 جلسات قطاعية'.
ولفت إلى أنّ 'في كل جلسة، سيقدم أولا عرض رسمي من الحكومة اللبنانية حول الرؤية والإصلاحات والسياسات القطاعية، ثم تتبعها مداخلات من القطاع الخاص اللبناني ومن الاغتراب والمستثمرين الدوليين. في اليوم الأول في 18 تشرين الثاني، سيتشرف المؤتمر بكلمة افتتاحية للرئيس عون'.
وأوضح أنّه 'يتبعها جلسة محورية بعنوان 'الرؤية الاقتصادية للبنان - تثبيت الأسس للمستقبل'، يتم خلالها عرض الرؤية الاقتصادية المتوسطة الأمد للحكومة اللبنانية، وما تتضمنه من توجهات لإعادة هيكلة الاقتصاد وتعزيز الاستقرار المالي والنمو المستدام. بعدها تأتي جلسة 'إعادة وصل لبنان برأس المال العالمي'، والتي ستركز على سبل استعادة ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية الدولية، وكيفية الوصول إلى رأس المال المحلي والإقليمي والعالمي بطريقة فعالة ومستدامة. ثم ننتقل إلى جلسة 'القطاع الخاص: محرك مستقبل لبنان'، التي تسلط الضوء على بيئة الأعمال اللبنانية وكيفية تحسينها من خلال الإصلاحات، والحوكمة، والاستدامة'.
ولفت بساط إلى أنّه 'سيختتم اليوم الأول بجلسة عن البنى التحتية والأشغال الكبرى، والتي ستتناول مشاريع النقل والطاقة والمرافئ والمياه وغيرها من المشاريع الحيوية التي تشكل العمود الفقري للنمو الاقتصادي في السنوات المقبلة. أما اليوم الثاني في 19 تشرين الثاني، فسيبدأ بجلسة 'صنع في لبنان - القطاعات الإنتاجية'، حيث سنناقش سبل تحويل الاقتصاد من استهلاكي إلى إنتاجي، من خلال تطوير الصناعة والزراعة وتعزيز قدراتهما التنافسية. ثم تأتي جلسة 'خدمة العالم –السياحة والضيافة والتجارة'، التي ستعيد التأكيد على أن القطاع الخدماتي هو أحد أعمدة الاقتصاد اللبناني، وأن إعادة بناء 'العلامة اللبنانية' (the Lebanon brand) هي عنصر أساسي في استعادة النمو'.
وأضاف بساط: 'بعدها جلسة 'الاقتصاد الإبداعي'، والتي تسلط الضوء على الموهبة اللبنانية، وعلى الإبداع والفن والإعلام والتصميم كقطاعات اقتصادية قابلة للتصدير. ويليها محور 'الابتكار وريادة الأعمال والتكنولوجيا'، الذي يركز على الشركات الناشئة اللبنانية ودورها في بناء اقتصاد حديث ومتصل بالأسواق العالمية'.
وقال: 'سنختتم المؤتمر بجلسة تفاعلية عنوانها 'الرهان على مستقبل لبنان'، يقودها رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، حيث سيوجه رسالة ثقة بالاقتصاد اللبناني وبقدرة اللبنانيين على إعادة بناء دولتهم. وستتضمن الجلسة الختامية توقيع مذكرات تفاهم (MoUs) مع مؤسسات مالية وشركات عالمية'.
وكشف بساط أنّه 'ستشهد الجلسات مشاركة وزراء ومسؤولين من دول عربية، إضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من البنك الدولي والصناديق العربية. وسيكون القطاع الخاص اللبناني حاضرا بقوة من خلال رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الناجحة. ومن ضمن المتحدثين من الاغتراب والخارج كبار المستثمرين والمديرين التنفيذيين من شركات عالمية مثل BlackRock، وMorgan Stanley وAl Ghurair وOrascom وGeneral Atlantic وغيرها من الأسماء'.
وختم قائلًا: 'إن هذا المؤتمر لا يهدف فقط إلى الترويج، بل إلى تثبيت الثقة المستعادة - الثقة بين الدولة والمستثمر، بين المواطن والاقتصاد وبين لبنان والعالم. على أمل أن نلتقي في Beirut One في تشرين الثاني كي تكون هذه المحطة بداية مرحلة جديدة من التعاون والنهوض والثقة المستعادة'.
إلى ذلك، ألقى رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد كلمة أشار فيها إلى أنّه 'لطالما اجتمعنا هنا حول مائدة فكرة أو مشروع أو حوار، فهذا محور نشاطنا الدائم. لكننا اليوم مع الوزير بساط أمام فكرة أكبر وأكثر إلحاحا لمستقبلنا القريب. ففي بيئة تملؤها الشكوك والمخاوف وأمام بحر من الأسئلة التي تقترب من كل صوب، نلتقي لنفتح على فضاء واسع من الآمال، انطلاقا من نقطة محددة وهي مؤتمر 'بيروت وان' وعنوانه العريض: الثقة المستعادة بلبنان'.
وأضاف: 'نقول إنها ثقة مستعادة، لأن الثقة بلبنان هي ثقة باللبنانيين، وهي موزعة عليهم أينما توزعوا، لا يخسرونها جراء أزمة أو حرب أو إختلال في الإستقرار، إنما هي تستتر تحت الدخان أو خلف مشهد طارئ أو تحت رماد حدث عابر. واليوم، إرادتنا أن نزيل غبار هذه الأحداث، ونعيد بريق الثقة بلبنان، الدولة والمجتمع والإنسان'.
واوضح ان 'هذا المؤتمر هو منبر عملي لربط النقاش الإقتصادي بالتحرك التنفيذي، ولإعادة بناء الثقة بين الدولة والمستثمر والمجتمع والعالم. فالبلد الذي ينتظر حلولا سياسية وأمنية شاملة قبل أن يخطو إقتصاديا، سيبقى يدور في حلقة مفرغة. أما الذي يشرع في بناء واقعه الإقتصادي والمالي اليوم، فهو الذي يخلق شروط الإستقرار غدا. لهذا، فإن 'مؤتمر الثقة المستعادة' لا يتجاهل الوضعين الأمني والسياسي، بل يتعامل معهما بواقعية، ثم إن خلق فرص الإستثمار ليس لاحقا للإستقرار فقط، بل هو أحد عوامله وأسبابه'.
ولفت عربيد إلى 'أننا نعلم جميعا أن الثقة بلبنان وبإقتصاده تقوم على ركائز أساسية يمثلها اللبنانيون المقيمون والمنتشرون وأشقاء لبنان وأصدقاؤه وشركاؤه. وهؤلاء جميعا سيشكلون الحضور والمضامين في المؤتمر، الذي يصنع في لبنان وبأيدي اللبنانيين وإرادتهم'.
ثم القى رئيس الهيئات الاقتصاديّة محمد شقير كلمة استهلها بتحية للوزير بساط وعربيد، 'للجهود الكبيرة التي يبذلانها ولإصرارهما على إنجاح هذا المؤتمر الهام جدا في توقيته وفي مضمونه'.
وقال: 'إن هذا الجهد الذي يبذل اليوم، يأتي في سياق مرحلة جديدة وعهد جديد وحكومة جديدة، وهو يشكل جزءا أساسيا من رؤيتنا ومشروعنا في الهيئات الاقتصادية، كونه يشكل منصة مناسبة لبلورة إستراتيجية وطنية حديثة للاستثمار في لبنان'.
وأوضح أنّ 'من المهم جدا ألا ننتظر، بل أن تنطلق هذه الفعاليات من الآن، وأن يساهم الجميع في إنجاحها، لأن في ذلك مصلحة مشتركة للدولة والشعب والاقتصاد. فالإستثمار هو الطريق الوحيد نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة'.
وأضاف شقير: 'نتطلع أن يشكل مؤتمر بيروت 1 مناسبة لإطلاق هوية لبنان الاستثمارية الجديدة، التي تحدد الفرص والمشاريع المستهدفة وتبرز القطاعات الواعدة، وتعرض سبل تحفيز الاستثمار وجذب اللبنانيين المغتربين والمستثمرين العرب والأجانب'.
وشدد على 'أننا نريد هوية استثمارية جديدة للبنان، متطورة ومعاصرة وحديثة، تتضمن إعلانا واضحا وصريحا بأنه لا فيتوهات بعد اليوم على الخصخصة أو الشراكة أو أي من النماذج الحديثة التي تتيح إدارة المرافق العامة بالشراكة مع القطاع الخاص اللبناني. من هنا، كلنا ثقة بأن مؤتمر بيروت 1 سيشكل بداية الطريق نحو مستقبل أفضل، يقوم على شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص'.
وختم داعيا الجميع، 'خصوصا زملائي في القطاع الخاص، إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر بيروت 1، لإنجاح هذا الحدث الوطني الاقتصادي الهام'.
ويذكر أنّه حضر الاحتفال، سفراء مصر علاء موسى، ايطاليا فابريتسيو مارتشيللي، إلمانيا كورت جورج شتوكل والاردن وليد الحديد، ونخبة من السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي على رأسهم الملحق التجاري السعودي زايد الأسمري.











































































