من قلب الجنوب… ماذا كشف "الجيش" للإعلاميين؟

نظّمت قيادة الجيش أمس جولة ميدانية لعدد من الإعلاميين في قطاع جنوب الليطاني، بهدف عرض ما نفّذته الوحدات العسكرية من مهمّات تطبيقاً لقرارات السلطة السياسية. الجولة تضمّنت مؤتمراً صحافياً لقائد القطاع العميد الركن نقولا تابت، تلاه انتقال ميداني إلى مواقع عسكرية متقدمة، برفقة قوة من الجيش.

انطلقت الجولة من ثكنة بنوا بركات في صور، حيث قدّم الجيش عرضاً شاملاً: 30011 مهمّة منذ بداية الحرب، انتشار في 200 مركز يضم نحو 10 آلاف جندي، إضافة إلى تحديات كبيرة على الأرض.

وأشار تابت إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية منذ بدء عمليتَي 'درع الجنوب' و'درع الوطن'، إذ سجّل 667 خرقاً و98 عملية تفجير. كما كشف عن معالجة 177 نفقاً وإغلاق 11 معبراً على مجرى الليطاني، إضافة إلى ضبط 566 راجمة صواريخ.

وتوقف عند ملف المناطق المحتلّة: قبل الحرب كان عددها 13، وبعدها ارتفع إلى 50 منطقة محتلة و20 منطقة عزل. كذلك، أعيد التموضع في 11 نقطة، فيما لا تزال 9 مواقع محتلة بالكامل.

وفي ما يخصّ خطّة 'درع الوطن' لحصر السلاح، أوضح تابت أن تنفيذ المرحلة الأولى من المسح بلغ 80% في شقّه الأول و34% في الشق الثاني، مؤكداً أن المرحلة التالية تشمل ضبط المخيمات الفلسطينية بدءاً من برج الشمالي والرشيدية.

وأشار إلى تنفيذ 11713 مهمة مشتركة مع قوات اليونيفيل، رغم بدء الأخيرة بتقليص عديدها ومعدّاتها في الفترة الأخيرة.

الجيش عرض للمرة الأولى صوراً وفيديوهات وخرائط بالتفصيل، بينها لقطات تؤكّد أن بعض المباني المستهدفة لم تكن تضم أسلحة أو ذخائر.

بعد ثكنة (صور)، توجّه الإعلاميون إلى مركز لحلح في علما الشعب، النقطة الأقرب إلى الحدود، حيث شرح الضباط المهام الهندسية ومهمّة حماية الحدود وتطبيق القرار 1701.

ثم انتقلت الجولة إلى وادي زبقين داخل الآليات العسكرية، حيث دُخل إلى أحد أنفاق 'حزب الله' الممتدّ لمسافة 100 متر.

وخلال الجولة، شدّد العميد تابت على أن 'دور الصحافة هو إظهار الحقيقة'، مؤكداً أن الجيش ليس منصة إعلامية، بل يعتمد على الإعلام لنقل الصورة الدقيقة. وقال: 'لن نتراجع عن مهامنا مهما كانت الصعوبات، وهذه المرحلة تتطلّب أعلى درجات المسؤولية'.

وأضاف أن الجيش لا ينسّق مع أي طرف محلي داخل القطاع، بل حصراً مع القيادة، مشيراً إلى أن الوحدات العسكرية 'لمست صفر اعتراض' من الأهالي على عملياتها.

وفي ختام الجولة، دعا إلى منح الجيش 'الثقة الكاملة'، موضحاً أن الاتهامات التي تُوجه الى المؤسسة قد ترتبط بسياسة الكتمان التي تفرضها الظروف العملانية الدقيقة.