اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
على الرغم من حضوره الدائم في صلب النقاش السياسي اللبناني، يكتسب ملف سلاح 'حزب الله' في هذه المرحلة طابعًا أكثر حساسية، في ظلّ متغيرات إقليمية وضغوط دولية تفرض مقاربةً جديدةً للواقع الأمني الداخلي.
ومع الحديث المتزايد عن الورقة الأميركية ومساعي التهدئة، تتكثّف المواقف والمداولات الداخلية حول ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وسط مؤشرات إلى تبدّل في حسابات الحزب نفسه، وارتفاع في نبرة بعض الأصوات السياسية المطالبة بجدول زمني واضح لنزع السلاح.
وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة 'الأنباء الإلكترونية' أن 'الامور ذاهبة نحو الحلحلة، وأن حزب الله اصبح على قناعة بأن تمسكه بسلاحه قد ينعكس ضررًا عليه ويجعله مرةً جديدةً عرضةً للخروقات الاسرائيلية المدعومة بضوء اخضر اميركي، وان السيناريو المعتمد مع حماس لا شيء يمنع من تكراره في الجنوب والضاحية وبيروت'.
وأشارت إلى أن 'الحزب ليس مستعدًا للدخول في مغامرة جديدة مع اسرائيل'.
ووفق مصادر 'الجمهورية' عن سلاح 'حزب الله': 'حزب الله هو الطرف المعني بالجواب حول هذا الامر، وما استطيع أن اقوله هو انّ النقاشات تتناول كل شيء، ولا ننسى أنّ رئيس الجمهورية اخذ على عاتقه مقاربة ملف السلاح بطريقة هادئة'.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ'اللواء' ان اللجنة العاملة على خط صياغة الرد اللبناني على الورقة الأميركية وضعت بمثابة مسودة تأخذ في الاعتبار الموقف اللبناني الموحد القائم على حصرية السلاح بيد الدولة وأهمية الإنسحاب الإسرائيلي.
حصرية السلاح محور المواقف
مواقف المسؤولين اللبنانيين لا تخرج عن هذه المتلازمات، رئيس الحكومة نواف سلام، وفي كلمة له في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، تحدث عن اهتمامات الحكومة، فقال: 'نكثّف الضغوط السياسية والدبلوماسية لتنفيذ القرار 1701، ونوفّر كل ما يلزم لضمان العودة الكريمة لأهلنا، وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية. في موازاة ذلك، تواصل الدولة، انسجامًا مع اتفاق الطائف وبيان حكومتنا الوزاري جهودها لبسط سلطتها الكاملة على جميع أراضيها بقواها الذاتية، بهدف حصر السلاح في يدها وحدها. وقد عزّزنا السيطرة على مطار رفيق الحريري الدولي والطريق المؤدي إليه عبر إجراءات إدارية وأمنية صارمة للحد من التهريب وتعزيز السلامة العامة، كما أطلقنا تعاونًا مباشرًا مع الجانب السوري لضبط الحدود، ومكافحة التهريب، وتأمين العودة الآمنة والكريمة للنازحين'.
وكان عضو 'تكتل الاعتدال الوطني' نائب عكار وليد البعريني أكد 'ان لبنان دفع ثمنًا غاليًا وسيندم على أي تأخير في موضوع تسليم سلاح حزب الله'. وانتقد في حديث إلى 'القدس العربي' المواقف الاخيرة للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم حول القدرة على مواجهة اسرائيل وهزيمتها، قائلًا 'سبق ورأينا عنترياتهم ورجوليتهم وكيف بات أحلى الشباب تحت التراب، وكيف تدمّرت البلاد'. ودعا الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام إلى 'استدراك الأمر وإنهاء ملف السلاح والتكلم بصوت عال وجريء'.
ومن بيت الكتائب في الصيفي، قال النائب أديب عبد المسيح 'إنّ حزب الكتائب هو الحليف الأساسي في السياسة، وكان لا بد من اللقاء مع رئيس الحزب للتشاور، خصوصًا في ظلّ الاستحقاقات الراهنة، وعلى رأسها مسألة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والموعد المرتقب لوصول المبعوث الأميركي المعني بهذا الملف'. وشدّد على 'ضرورة قيام الدولة، وتحديدًا الحكومة، بوضع جدول زمني واضح لنزع السلاح'.