اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
تشهد سوريا منذ أيام اشتباكات دامية في ريف دمشق، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في أحداث اندلعت بداية في مدينة جرمانا بريف دمشق ثم امتدت إلى منطقة صحنايا، وأدت لتدخل إسرائيل بالقصف الجوي.
جرمانا
تعود جذور القضية إلى ظهور تسجيل منسوب لرجل درزي يسب فيه النبي محمد، ما أثار غضب مجموعات مسلحة تجمعت في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية الواقعة جنوب شرقي دمشق، متدفقين من مناطق قريبة أبرزها بلدة المليحة.
ووقعت اشتباكات بينهم وبين المسلحين الذين وصلوا إلى جرمانا ما تسبب في مقتل 13 شخصا يوم الثلاثاء الماضي.
ووفق بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية: 'شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع قتلى وجرحى، منهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة'.
صحنايا
صباح الأربعاء، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلا عن مصدر أمني بأن مجموعات 'خارجة عن القانون' من أشرفية صحنايا (ذات الأغلبية الدرزية والمسيحية)، هاجمت حاجزا تابعا لإدارة الأمن العام مساء الثلاثاء، وأصابت 3 عناصر، وانتشرت بالتزامن مع ذلك مجموعات أخرى بين الأراضي الزراعية وأطلقت النار على آليات المدنيين والأمن العام على الطرق، وأسفرت عن وقوع 6 قتلى وجرح آخرين.
ووفقا لمدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام علي الرفاعي، فإن رتلا مسلحا حاول التوجه من أشرفية صحنايا إلى جرمانا وأوقفه حاجز أمني ما أدى لاشتباك مسلح.
وأضاف الرفاعي: 'تجدّدت الاشتباكات بمهاجمة 'خارجين عن القانون' حواجز الأمن العام في منطقة الأشرفية، واستخدمت أسلحة رشاشات خفيفة وقذائف 'آر بي جي'، كما اعتلى المهاجمون الأبنية واستهدفوا العناصر الأمنية، ما أسفر عن مقتل 5 من عناصر الأمن العام'.
وتابع، كما أدى إطلاق نار استهدف مركبة قادمة من درعا، فجر اليوم، لمقتل 6 من ركابها، مشيرا إلى أن قوات الأمن العام تقوم بالانتشار وتعزيز إجراءاتها حاليا لضمان استقرار وحماية المدنيين.
السويداء
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، أن اشتباكات وقعت في ريف السويداء أسفرت عن مقتل 4 من الطائفة الدرزية.
وأوضح المرصد: 'قُتل 4 مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية خلال اشتباكات اندلعت في قرية الصورة بريف السويداء خلال تصديهم لهجوم نفذه قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، إلى جانب مجموعات رديفة'.
وأفادت شبكة السويداء 24 المحلية للأنباء، بمقتل 'ثلة من أبناء الجبل على طريق دمشق السويداء بكمين غادر'.
وأفادت وسائل إعلام محلية في السويداء، بمقتل العشرات من أبناء الطائفة الدرزية من السويداء وحدها.
وكان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، قد أعلن في وقت سابق عن اعتزامه عدم تسليم السلاح للإدارة السورية الجديدة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تمر بها سوريا، لكنه دعا لضبط استخدامه.
وقال الهجري في في مقابلة خاصة مع قناة 'سكاي نيوز عربية' في يناير الماضي: 'آمالنا هو هذا السلاح الموجود بين شبابنا مبدئيا، لأننا ما نزال في مرحلة اللا دولة ومرحلة ليس فيها استقرار'.
وأضاف الهجري: 'نحتاج لضبط السلاح في المستقبل بالمحافظة.. لم يعد لزاما أن نرى السلاح في الشارع وهذه المظاهر يجب تجاوزها'.
الشيخ الهجري يدعو لحماية دولية
وطالب الشيخ الهجري، الخميس، بتدخل دولي عاجل ومباشر لحماية المدنيين في سوريا.
وقال الهجري، في بيان صحفي:' نطلب من المجتمع الدولي بكافة منظماته وهيئاته ومؤسساته، أن يُبصر هذا التجاهل، والتعتيم على كل ما يحصل لنا من مصاب، نحن لسنا بحاجة لأقوال، بل أفعال، نحن لسنا دعاة انفصال، ولن نكون، بل دعاة مشاركة فعلية، وتأسيس مشروع دولة فدرالية ديمقراطية، تحفظ كرامتنا، وتضمن حرية الوطن والمواطن، وتحفظ الأمن'.
وقال الهجري ' إننا لم نعد نثق بهيئة تدعي أنها حكومة لأن الحكومة لا تقتل شعبها بواسطة عصاباتها التكفيرية التي تنتمي اليها وبعد المجازر تدعي أنها عناصر منفلته ولا نثق بوجود عناصرها بيننا لأنهم مجرد لات قتل دموية وخطف وتزييف الحقائق أن طلب الحماية الدولية حق مشروع لشعب قضت عليه المجازر'.
وأضاف أن 'هذا القتل الممنهج واضح ومكشوف وموثق ولا يحتاج للجان كالتي تم تشكيلها بالنسبة للجرائم التي ارتكبت في الساحل بل يلزم وبشكل فوري تدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري ، ونطلق هذا النداء العاجل للإسراع بحماية شعب بريء أعزل'.
حصيلة القتلى
من جانبه أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، بارتفاع حصيلة قتلى المواجهات إلى 74 شخصا في أقل من 72 ساعة، مضيفا أن هذه الحصيلة تأتي 'على خلفية التصعيد المسلح بين قوات من وزارتي الدفاع والداخلية إلى جانب عناصر رديفة من جهة، ومسلحين محليين من أبناء الطائفة الدرزية من جهة أخرى، والذي شهدته مدينتا صحنايا وجرمانا ومناطق أخرى جنوب سوريا في محافظة السويداء خلال الأيام الثلاثة الماضية'.
وبين المرصد أن 4 من عناصر الأمن العام قتلوا في بلدة أشرفية صحنايا خلال الاشتباكات مع المسلحين من أبناء الطائفة الدرزية كما قتل مسلح درزي في اشتباكات بين الطرفين.
وأشار إلى أنه 'في كمين نفّذته قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، إلى جانب مجموعات رديفة، أثناء توجه رتل يضم مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية من محافظة السويداء إلى بلدة صحنايا بريف دمشق، قتل 23 شخصا من هؤلاء المسلحين'.
ووفق المرصد فقد قتل 4 مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية خلال اشتباكات اندلعت في قرية الصورة بريف السويداء خلال تصديهم لهجوم نفذه قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، إلى جانب مجموعات رديفة.
وتوجهت ناقلات جنود مدرعة تابعة إلى منطقة 'أشرفية صحنايا'، إضافة إلى قوات أخرى تابعة لوزارة الدفاع لينتهي الأمر بسيطرة تلك القوات على أشرفية صحنايا.
وانتشرت وحدات من وزارة الدفاع داخل البلدة بحثا عن مطلوبين ولمصادرة الأسلحة، بعد أن أُغلقت جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى البلدة.
الموقف الإسرائيلي
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه شن هجوما تحذيريا على مجموعة وصفها بـ'المتطرفة'، كانت تستعد لمهاجمة الأقلية الدرزية في بلدة صحنايا السورية بريف دمشق.
ودوّت انفجارات عنيفة في بلدة أشرفية صحنايا نتيجة ضربات جوية إسرائيلية، تزامنت مع تحليق طائرات حربية ومسيرات تابعة لوزارة الدفاع، فيما وقعت إصابات عدة في صفوف قوات الأمن السورية.
The official website of the Kataeb Party leader