اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
لطالما كان النجاح الرياضي مرهوناً بالأداء الميداني والإدارة الرشيدة التي تبقى خلف الكواليس. ففي ظل التحولات الكبرى التي تعرفها الرياضة عالمياً، بات من الضروري إعادة النظر في المنظومة الإدارية للرياضة في لبنان، والبحث عن رؤية إصلاحية جديدة تواكب التغيرات، وتضع الرياضة في صلب التنمية الشاملة، عبر التوجه نحو إحترافية إدارية تنهض بها وتخدم التنمية المستدامة.
تعاني الإدارة الرياضية التقليدية في لبنان من تحديات وإختلالات عدة، أبرزها:
* البيروقراطية وضعف الكفاءات الإدارية، في غياب رؤية إستراتيجية طويلة الأمد، وضعف التمويل وسوء التسيير المالي حين يتوفر، وهيمنة الإعتبارات السياسية والشخصية على قرارات الإتحادات والأندية.
هذه الإشكالات تُضعف من قدرة المؤسسات الرياضية على تحقيق الإنجاز والإستدامة، وتُفرغها من مضمونها كقوة ناعمة ورافعة إقتصادية وإجتماعية.
* ملامح الرؤية الحديثة للإصلاحالإداري الرياضي: نتمنى أن تبنى على ركائز واضحة، أبرزها:
- الحوكمة الرشيدة: تفعيل مبادئ الشفافية والمحاسبة، وتكافؤ الفرص في التسيير الرياضي، وإعلان ما يلزم في الصحافة الرياضية.
- التخصّص والإحتراف:إسناد المناصب الإدارية لأشخاص مؤهلين أكاديمياً وناجحين عملياً في مجالات الإدارة الرياضية والتسويق الرياضي.
- تحديث الإدارة:عبر التحول الرقمي للإتحادات والأندية، ما يسهّل الإجراءات ويعزز الشفافية.
- التنمية المستدامة:ربط الرياضة بأهداف التنمية الوطنية، سواء في المجال الصحي والتربوي والإقتصادي.
- الشراكة مع القطاع الخاص:الانفتاح على المستثمرين لتطوير البنية التحتية والخدمات الرياضية، وتحويل الأندية إلى كيانات إقتصادية قائمة بذاتها.
هناك تجارب دولية ملهمةلدول مثل ألمانيا، اليابان، وإنكلترا حقّقت طفرة في الأداء الرياضي بفضل إصلاحات إدارية هيكلية، بدأت من:
- إعادة هيكلة الأندية.
- الاستثمار في التكوين والتأطير.
- تطبيق نظام الرقابة المالية والحوكمة.
هذه النماذج يمكن الإستفادة منها وتكييفها مع السياقات المحلية.
أخيرًا نقول كما غيرنا، الإصلاح الإداري الرياضي ليس رفاهية، بل ضرورة لتحقيق رياضة إحترافية، عادلة، وتنافسية، ولتحقيق ذلك، يجب أن تتضافر الجهود بين الدولة والفاعلين رياضيًا، والخبراء في الإدارة، لصياغة رؤية جديدة، قادرة على بناء مؤسسات رياضية قوية تخدم الإنسان والمجتمع. عبدو جدعون