اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٦ حزيران ٢٠٢٣
في السادس من حزيران من العام اثنين وثمانين وتحت عنوان «سلامة الجليل» بدأ العدو الاسرائيلي اجتياح لبنان بذريعة الرّد على الهجوم الذي تعرّض له سفيره في لندن
واجتاحت انذاك قواته ثلث الأراضي اللبنانية، ودفع الى العاصمة والمناطق بآلاته العسكرية البرية والجوية والبحرية وامطرها بآلاف القذائف المدفعيّة والصاروخيّة الأميركية الصنع مخلّفا مئات الشهداء و الجرحى وأضرارا فادحة بالعتاد و الممتلكات.
فماذا كان الهدف الحقيقي من وراء هذا الاجتياح وما هو المشروع الذي كان يخطط له العدو الصهيوني ومن خلفه الاميركي آنذاك للبنان والمنطقة يجيب لإذاعة النور الامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشّور، لافتا الى ان لهذه الحرب هدفان الاول تصفية المقاومة الفلسطينية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية والهدف الثاني الحاق لبنان بمشروع التطبيع الذي بدأ مع 'كامب دايفيد' واعتقادهم ان لبنان هو البلد الثاني الذي سيوقع للتطبيع مع العدو الصهيوني .
واشار بشور الى ان مشاريع اخرى لاحقة حملت نفس الاهداف منها 'الشرق الاوسط الجديد' و'صفقة القرن' وصولا الى كل ما نراه من حروب في المنطقة من اجل إضعافها وتفكيكها.
لو لم تولد المقاومة في حينها ويجري التصدي للعدو الصهيوني لكان لبنان تحول الى مرتع للصهاينة وارتمى في حضن المشروع الاميركي يؤكد بشّور، موضحا ان عدم التصدي لهذا المشروع كان ليرمي بلبنان تحت الوصاية الصهيونية المباشرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
وراى بشور ان احتلال لبنان كان سيؤدي الى ظروف مختلفة في المنطقة ككل والمقاومة التي انطلقت في لبنان بعد هذه الحرب عام 1982 شكلت رافعة للوضع العربي والاسلامي عموما ولمحور المقاومة اليوم الذي يتنامى ويتقدم ويحاصر المشروع الصهيوني.
واكد بشور ان مقاومة هذه الحرب آنذاك شكلت احدى المحطات الرئيسية لإطلاق هذا المحور .
بعد واحد واربعين عاما على اجتياح العدو الصهيوني للبنان أصبحت المقاومة أكثر قوة وعزماً على مستوى المواجهة بعدما تمكّنت من اسقاط هذا العدوان ومحو آثاره وتداعياته في الخامس والعشرين من أيار عام الفين، وكرّست بدماء مجاهديها معادلات جديدة في تموز عام ألفين وستة وما زالت تتعاظم قدراتها . .