اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٨ أذار ٢٠٢٥
في أعنف هجوم إسرائيلي طال مناطق عدة في جنوب لبنان، منذ إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، قام الجيش الاسرائيلي بتنفيذ عشرين غارة طالت مناطق غير مأهولة، وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي قصف 'مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان'.
هذا التصعيد الاسرائيلي العسكري، ترافق مع دخول أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي إلى تلة العباد بزعم القيام بزيارة دينية، في انتهاك واضح للسيادة اللبنانية.
عدم إعلان حزب الله الصريح والواضح عن تخليه عن السلاح الذي لا يرهب اسرائيل، سيعني مزيدا من الإعتداءات الإسرائيلية وسيزيد من المأزق اللبناني على مختلف المستويات
في ظل صمت اللجنة الخماسية عن كل ما تقوم به إسرائيل من عمليات قتل وتدمير وآخرها ما جرى أمس، فإن ما يثير الإرتياب هو الصمت الرسمي اللبناني عن هذه الأعمال العدائية، ما يجعل التساؤل حول ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات يأتي ضمن الاتفاق الذي وافق عليه لبنان، أي آلية تنفيذ القرار ١٧٠١، بما يعني أن ما تقوم به إسرائيل هو تحت سقف الاتفاق وليس خرقاً له.
وجاء تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سمودريتش لقناة 13 الإسرائيلية الذي ترافق مع العدوان الإسرائيلي حين قال: 'ستدفع البنى التحتية اللبنانية الثمن الباهض إذا استمر حزب لله بالتحركات، الليلة ستكون عنيفة على حدودنا الشمالية وهذه البداية'، ليشير إلى أن إسرائيل بدأت تلمح إلى القيام بحرب جديدة، هذه المرة ستطال لبنان بالكامل، أي ليست مقتصرة على حزب الله وحده، وما يرجح هذا الاحتمال، أن حزب الله لا يزال متمسكا بخصوصيته العسكرية، بما يوفر ذريعة لإسرائيل لتنفيذ المزيد من الضربات العسكرية، فيما الحزب عاجز عن لجم العدوانية الاسرائيلية.
ما يثير الإرتياب هو الصمت الرسمي اللبناني عن هذه الأعمال العدائية، ما يجعل التساؤل حول ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات هل يأتي ضمن الاتفاق الذي وافق عليه لبنان؟
عدم إعلان حزب الله الصريح والواضح عن تخليه عن السلاح الذي لا يرهب اسرائيل، سيعني مزيدا من الإعتداءات الإسرائيلية وسيزيد من المأزق اللبناني على مختلف المستويات، وسيجعل الدولة اللبنانية أكثر طواعية لأي ضغوط ستفرض عليها التزامات مذلة وسط غياب أي قدرة على إحداث توازن مع إسرائيل.
إقرأ أيضا: تصعيد خطير في جنوب لبنان.. 30 غارة إسرائيلية في 20 دقيقة
يجب أن لا يغيب عن بال اللبنانيين ما ليس غائبا عن حزب الله نفسه، هو أن الخيار أمام اللبنانيين اليوم هو إما الهزيمة النكراء والماحقة، أو التخفيف من الهزيمة التي خلصت إليها حرب الإسناد التي خاضها حزب الله، وبالتالي فإن الخروج من هذه المحنة اليوم تتطلب موضوعيا معرفة قدرات لبنان ومعرفة قدرة العدو، وأن لا نقع خصوصا حزب الله في تكرار الخطأ أو الخطيئة نفسها عشية الحرب، ذلك أن الإدعاء بقدرته على ردع إسرائيل كان نتاج جهل بقدراتها، واستمرار هذا الجهل اليوم والبناء عليه، لن تكون عواقبه مهزلة فحسب بل مرفقة بهزيمة نكراء واستسلام مذل.