اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
بيروت ـ عامر زين الدين
حسم الثنائي الشيعي «حزب الله» وحركة «أمل» معركة الانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة الهرمل البقاعية الشمالية، من خلال لائحة «التنمية والوفاء» المكتملة بـ21 عضوا، وأقفل الباب تماما أمام ممثلين عن الحزب «السوري القومي الاجتماعي» الذين أدى الخلاف مع الثنائي على عدد ممثليهم في المجلس إلى خروج «القومي» من اللائحة المرشحة للفوز، وكذلك الامر بالنسبة لـ«الشيوعيين»، الذين آثروا الانسحاب بدورهم ولكن لمصلحة اللائحة المنافسة «الهرمل للجميع».
نحو 6 آلاف ناخب يقترعون بالعادة في مدينة الهرمل ذات الغالبية الشيعية الساحقة. وحاول «الثنائي» على غرار ما فعله في كل القرى على مستوى لبنان الوصول إلى تزكية وإبعاد المعارك الانتخابية، تحت مسميات الأوضاع والظروف التي تواجه الطائفة، والاعتداءات الاسرائيلية، ودماء الشهداء الذين سقطوا وغير ذلك.. الا أن مجموعة من المستقلين، بينهم شباب حاولوا اثبات وجودهم من خلال لائحة بدأت شبه مكتملة، وما لبثت ان بدأ عددها يتناقص حتى بلغت 14 مرشحا لـ 21 مقعدا.
الشيوعيون في المدينة ومعهم القوميون الذين استبعدوا من اللائحة الأساسية سيدعمون اللائحة المنافسة، وان كان القومي لم يعلنها مباشرة الا ان الأجواء توحي بذلك، لتسجيل موقف اعتراضي. ويدرك الطرفان انه لا يمكن خرق لائحة الثنائي، ذلك أن المعركة غير متكافئة.
وبلغ عدد المرشحين إلى المقاعد البلدية في القضاء 225 في 8 بلديات، يتنافسون على 114 مقعدا بلديا. أما عدد المرشحين للانتخابات الاختيارية، فبلغ 151 مرشحا يتنافسون على 63 مقعدا، في مختلف بلدات وأحياء قضاء الهرمل.
وعشية اليوم الانتخابي في القضاء، سجل في قائمقامية الهرمل فوز كل من بلديات: مزرعة سجد، فيسان، جوار الحشيش والكواخ بالتزكية، ما يعني 4 بلديات من أصل 8 ضمن في قضاء الهرمل. كما فاز 27 مختارا بالتزكية و10 أعضاء اختياريين.
الهرمل «هبة العاصي» وبلدة «القموع» التي تحوي عددا كبيرا من البيوت الأثرية، وأحد أقضية محافظة سهل البقاع الخمسة، وأكثرها نأيا عن التجمعات السكانية والمدن الكبرى. ويقتصر اتصالها ببقية المناطق على طريقين رئيسيين فقط،: الأول عبر قضاء بعلبك، والثاني محافظة الشمال عبر جرود قضاء عكار.
ولأن القضاء ذو مناخ قاس وأراض شبه جرداء، فإنه الاقل كثافة سكانية، حيث لا تتجاوز نسبتها 66 شخصا في الكيلومتر المربع الواحد، يعيشون فوق 731 كيلومترا مربعا، أي ما نسبته 6.9 في المائة من مساحة لبنان الإجمالية.
من اقصى الشمال ومن أعلى قمة في لبنان (القرنة السوداء) على ارتفاع 3080 مترا وعلى الحدود مع سورية، ارتبط اسمها بنهر العاصي وشلالاته.
على هذا الأساس فإن المعركة الانتخابية في الهرمل تجري تحت شعارات تطويرية، بما يكتنزها من غنى طبيعي، كان من المفترض ان تكون اكثر تطورا وإنماء بنظر الأهالي.
وبعيدا من السياسة، فإن الإنماء البلدي وعودة الأهالي إلى قراهم في غياب المشاريع التي ترسخ تمسكهم بمدينتهم وقراهم، هو العنوان الذي تخاض تحت جناحه معركة بلدية في اليوم الانتخابي المنتظر.