اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
مع بداية العام الدراسي الجديد، وفي ظل النقاش المتزايد حول تطوير المناهج وضرورة تحديث اساليب التعليم أجرى موقع المرده مقابلة مع البروفيسورة جنات الخوري جبور استاذة علم اجتماع التربية في معهد العلوم الاجتماعية – الجامعة اللبنانية، للحديث عن اهمية التعليم العصري ودوره في بناء اجيال قادرة على مواكبة تحديات العصر.
1 – بداية، كيف تقيّمين واقع التعليم الحالي في لبنان ؟
– يمكن القول ان التعليم مازال اسير الاساليب التقليدية في العديد من المؤسسات، حيث يُنظر الى الطالب كمُستٓقبِل سلبي للمعلومات، لكن الواقع العالمي يفرض علينا الانتقال الى التعليم العصري الذي يضع المتعلم في مركز العملية التعلمية، ويمنحه ادوات التفكير النقدي والابداع، بدلاً من الاكتفاء بالحفظ والتلقين.
2 – ما الذي يميّز التعليم العصري عن التعليم التقليدي ؟
– التعليم العصري يقوم على التفاعل والمشاركة، ويعتمد على التكنولوجيا الرقمية، التعلم القائم على المشاريع والعمل الجماعي. هذا النموذج يساعد الطالب على اكتساب مهارات حياتية ومهنية اساسية مثل حل المشكلات، ادارة الوقت، والقدرة على التكّيف مع التغيرات.
3 – هل يمكن للتعليم العصري ان يساهم في التنمية المستدامة ؟
– بالتاكيد، التنمية المستدامة تحتاج الى انسان مبدع ومنتج، وهذا ما يسعى التعليم العصري الى تحقيقه، فهو لا يُزود الطالب بالمعرفة فقط، بل يبني لديه شخصية متوازنة، ثقة بالنفس، واستعداداً للعمل في سوق عالمي ديناميكي.
4 – ما ابرز التحديات التي تواجه تطبيق التعليم العصري في مجتمعاتنا ؟
– ابرز التحديات تتمثل في ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض المدارس، وغياب التدريب المستمر للمعلمين، اضافة الى مقاومة التغيير من قبل بعض الادارات. لكن مع وجود رؤيا وطنية واضحة واستثمار جاد، يمكننا تجاوز هذه العقبات .
5 – ما هي رسالتك للطلاب والاهالي مع بداية العام الدراسي ؟
– رسالتي ان يعتبروا التعليم العصري فرصة لبناء المستقبل، وان يدركوا ان المدرسة ليست فقط مكاناً للامتحانات والشهادات، بل بيئة لاكتشاف الذات، لتعزيز المواهب، والتأهيل، ليكونوا مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم.
6 – وما هي رسالتك للجهات المختصة في مجال التربية والتعليم ؟
– ان الاستثمار في التعليم العصري لم يعد خياراً ثانوياً، بل ضرورة وطنية ومجتمعية. من هنا، تبرز الحاجة الى تطوير المناهج بشكل مستمر بما يواكب مستجدات العصر، وتعزيز التدريب المستدام للمعلمين ليكونوا قادرين على اداء رسالتهم بافضل صورة، الى جانب تهيئة بيئة مدرسية حديثة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب وتفتح المجال امام الابتكار والابداع، فبقدر ما نضع التعليم العصري اولوية وطنية نضمن مستقبلاً اكثر اشراقاً لأبنائنا ومجتمعاتنا.