اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتبت منال زعيتر في 'اللواء'
لم يعد حزب الله مضطرا لشرح موقفه من المفاوضات المطروحة بين لبنان والعدو الإسرائيلي كلما زار مبعوث دولي أو عربي لبنان… باختصار، وضع الحزب «إطارا» لهذه المفاوضات عبر كتاب «لفت النظر» إذا صح التعبير الذي وجّهه للرؤساء الثلاثة، والذي يندرج تحت ثلاثة عناوين رئيسية، كما يقول قيادي في حزب الله:
أولا: لا داعي لأي مفاوضات غير مباشرة مع العدو في ظل وجود «الميكانيزم»، وطالما انه أي العدو لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار والقرار ١٧٠١.
ثانيا: سلاح حزب الله شأن داخلي وخارج أي مفاوضات، ولا يدخل ضمن أي نقاش لا مع العدو ولا مع الأميركيين.
ثالثا: ان حزب الله كفريق أساسي في لبنان يدعم الدولة ويقف خلفها في قرار الحرب والسلم، فيما سيستعمل حقه المشروع بالدفاع عن لبنان في حال جدّد العدو عدوانه.
وفي تفاصيل ما تقدّم، وبكل وضوح وصراحة، يقول القيادي ان التفاوض الوحيد والمقبول هو التفاوض غير المباشر والذي يتجلّى عبر لجنة «الميكانيزم»، وليس عبر أي إطار جديد يسعى الأميركي والإسرائيلي إلى فرضه… أكثر من ذلك، يعلن القيادي ان الدولة ليست مضطرة للتفاوض في ظل وجود «الميكانيزم» وطالما ان العدو لم يطبق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار ١٧٠١، لأن أي تجاوزا لذلك يعني عملياً الدخول في لعبة سياسية وأمنية خطرة نتيجتها خسارة للبنان وربح لإسرائيل وحليفتها واشنطن.
وفق هذا المنطق، لا مصلحة للبنان وفقا للقيادي في تقديم «هدايا مجانية» للعدو والأميركيين، الذين يسعون إلى دفع لبنان نحو مفاوضات جديدة تلغي القرار ١٧٠١ واتفاق وقف إطلاق النار، وهذا يعني تجريده من أوراق القوة التي يملكها وإعادته الى نقطة الصفر… والمشكلة الأساسية هنا، ان العدو لديه نوايا عدوانية ولا يريد الالتزام أو تطبيق الاتفاقيات، ولكن في حال التزم العدو، فيمكن حينها الذهاب الى مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود البرية على غرار ما جرى في ترسيم الحدود البحرية.
وفيما يبدو حزب الله حريصا على القول ان الدولة اللبنانية وفي مقدمتها رئيس مجلس النواب نبيه بري التزموا بالميكانيزم كإطار للتفاوض إضافة الى مطالبتهم العدو بالالتزام بوقف الأعمال العدائية وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار ١٧٠١، إلّا انه في المقابل كان حاسما بالتأكيد على ان سلاحه هو شأن داخلي وخارج أي مفاوضات وليس جزءا من أي صفقة كما يقال، فهذا السلاح يناقش بين اللبنانيين أنفسهم كما أكد سماحة الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، ولا يدخل ضمن أي نقاش لا مع العدو ولا مع الأميركي.
وهذا السلاح، كما شرح القيادي، يستعمل ضمن مستويين:
الأول: مستوى الحرب والسلم، حيث نعيد التأكيد ان حزب الله التزم كما الدولة اللبنانية التزاما صارما باتفاق وقف اطلاق النار، ولكن، في حال قررت الدولة الردّ أو شنّ أي هجوم على العدو، فنحن نقف الى جانبها وسنساعدها.
الثاني: مستوى الدفاع، الذي سنقوم به بشكل تلقائي في حال قرر العدو شنّ هجوم على لبنان، وهو لا يدخل ضمن قرار الحرب أو السلم، إنما ضمن حقنا كأي لبناني في الدفاع المشروع عن بلدنا.
وعليه، اعتبر القيادي ان كتاب حزب الله الى الرؤساء الثلاثة كان إيجابيا الى أقصى الحدود، لأنه شدّد على دعم الدولة والوقوف خلفها في كل ما يتعلق بالحرب والسلم، وعلى التزام الحزب الكامل بوقف الأعمال العدائية، بالتوازي مع تمسّكه بحق الدفاع المشروع عن لبنان، كما أنه وجّه رسالة واضحة إلى الداخل والخارج مفادها أن ما يعني لبنان في هذه المرحلة هو تنفيذ العدو لاتفاق وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701، لا الدخول في مفاوضات جديدة تُضعف الموقف اللبناني وتنزع منه كل أوراق القوة التي يملكها.











































































