اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، إلى أنّ 'المقاومة أنجزت تحرير عام 2000 وعام 2006، واستطاعت أن تُفشل العدو الإسرائيلي'، وقال: 'أيها اللبنانيون من أي فئة كنتم ولأي طائفة انتميتم، هل ستكونون في مأمن حينما يؤخذ السلاح من المقاومة؟ لن تكونوا في مأمن'.
ولفت، في كلمة خلال المجلس العاشورائي الذي أُقيم في حسينية بلدة الوردانية، إلى 'أننا في لبنان حياتنا واحدة، لبنان إما أن يبقى وإما ألا يبقى. إما أن نبقى جميعاً أو يختل هذا الوجود ويختفي لبنان من الوجود. إن المسّ بهذا التوازن والمسّ بوحدة المجتمع وهذه الطريقة التي تستخدم اليوم في لبنان 'المذهبية والطائفية' تستخدم في الاجتماع السياسي وتوجيه العداء لطائفة معينة ضد طائفة أخرى، هذا عين الفساد وهذا عين الخطر'.
وأضاف الخطيب: 'نتأسف أن بعض القوى التي تنسب نفسها لدين معين وهذا الدين منها براء، حينما تستثير العداء لطائفة معينة في لبنان بكل وقاحة وتطلب من العدو الإسرائيلي أن يأتي ويُخلّصها من هذه الفئة، أين الوطنية هنا؟ هل في هذا مصلحة للبنان ومصلحة للبنانيين أن يُستثار اللبنانيون بعضهم على بعض، أن نخلق العداء بين الفئات اللبنانية جميعاً؟ أي مصلحة فيها؟ هؤلاء الذين يمسكون بالسلطة، والذين يحققون من الطائفية السياسية مصالحهم الخاصة، أدخلوا البلاد في حرب أهلية ما زلنا نجتر آثارها إلى الآن، هم لا مشكلة لديهم لأنهم المنتفعون، ولأن هذا يؤمّن لهم استمرارهم في السلطة واستمرارهم في تقسيم مغانم السلطة. أما الذين دفعوا الأثمان فهو اللبنانيون جميعاً، كل اللبنانيين دفعوا الأثمان، مسيحيون ومسلمون'.
وأكّد أنّ 'العدوان الإسرائيلي يستغل هذه الانقسامات ويقوم بحروبه المتتالية على لبنان ويستفز اللبنانيين ويدخلهم في مشاكل وفي مواجهة داخلية فيما بينهم، العدو الإسرائيلي هو الذي يستفيد من هذا الوضع ومن هذا الانقسام الطائفي'.
ولفت الخطيب إلى أنّ 'المقاومة التي اضطر إليها أبناء الطائفة الشيعية وحملوا السلاح، لماذا؟ لأن ليس هناك دولة قامت بمواجهة العدو وبحفظ سيادتها وبحفظ أبنائها وحفظ كرامتهم. الذين حملوا السلاح اضطروا إلى حمل السلاح. هل هناك عاقل يفكر أن أبناء الطائفة الشيعية أو أي طائفة أخرى يقدمون هذه التضحيات الكبيرة هكذا حباً في تقديم التضحيات؟ أن تعيش حالة اللااستقرار وحالة الحرب الدائمة حباً بالحرب وحباً بعدم الاستقرار وبضياع مصالحها وأبنائها واستشهاد أبنائها، هل هذا منطق؟ إنهم يتكلمون اللامنطق. نحن من مصلحتنا أن تكون هناك دولة وأن تقوم هي بواجب الدفاع عن كل لبنان وواجب الدفاع عن جنوب لبنان وعن كل محافظات لبنان. حينما تقوم الدولة بواجبها فهي تخفف عنا، لأن هذا واجب اللبنانيين جميعاً، والدولة المفترض أنها تمثل مصالح اللبنانيين جميعاً'.
وتابع: 'حينما يتهموننا بأننا نريد الاحتفاظ بالسلاح، نحن لا نريد الاحتفاظ بالسلاح، السلاح هو وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار ولحفظ الكرامة، لكن حينما لا تقوم الدولة بواجباتها وحينما لا يكون هناك ضمانات، أنتم تعرفون هذا العدو الغادر والمخادع الذي لا يتورّع على الإطلاق في أن يعتدي، وله أطماع في لبنان وهو يريد الانتقام من المقاومة ومن البيئة التي حمت المقاومة وحمت هذه المقاومة. كيف يمكن لنا أن نسلم السلاح؟ لمن نسلم السلاح؟ الجيش اللبناني مع الاحترام الكبير لهذا الجيش المظلوم، هذا الجيش اللبناني الوطني الذي لم يُعطَ الإمكانيات للدفاع عن حدود لبنان وعن كرامته وكرامة اللبنانيين، لأن كرامة الجيش هي من كرامة اللبنانيين. الجيش يُمنع من أخذ السلاح الذي يصادره في الجنوب اللبناني ويؤمر من القيادة السياسية بتفجيره. هل السلطة تريد أن يتسلح الجيش اللبناني وأن يطمئن الجنوبيون واللبنانيون جميعاً أنهم في مأمن من غدر هذا العدو؟ لذلك هذا الذي نسمعه هو أمر غير منطقي'.
وذكر الخطيب أنّه 'حينما يُعتدى على أي نقطة في لبنان، في جنوبه أو شرقه أو شماله أو في وسطه، إنما يُعتدى على كل لبنان، لأن السيادة لا تتجزأ. أنت حينما ترى أن العدوان الإسرائيلي يصيب في منطقة معينة ويريد أن يفهم اللبنانيين جميعاً أنه إذا وقفتم للدفاع عن سيادتكم فسوف يصير مصيركم مصير المناطق التي ضربناها، لكن تأكدوا أنه إنما يحتال عليكم حتى إذا تخليتم عن المقاومة سيأتيكم، لأن أطماعه لا تنحسر في المناطق الشيعية في لبنان، وإنما أطماعه في لبنان، كل لبنان'.
وشدد على أنّه 'لا نزع لسلاح المقاومة، الذي يطرح نزع سلاح المقاومة يطرح نزع روح لبنان. لبنان باقٍ باقٍ بكل طوائفه موحداً إن شاء الله، والسلاح هذا ليس له حل إلا بالحوار كما طرح رئيس الجمهورية جوزاف عون من خلال الحوار، وبالحوار نتمكن من معرفة كيف يمكن لنا أن نستفيد من هذا السلاح لحفظ أمن لبنان وكرامة اللبنانيين'.