لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
أعلن فريق من علماء الآثار بقيادة عالم المصريات الشهير الدكتور زاهي حواس عن نتائج جديدة تسلط الضوء على هوية بناة الهرم الأكبر في الجيزة، وتدحض الروايات القديمة التي نسبت تشييده إلى العبيد.
وأكد حواس أن الأدلة المكتشفة حديثًا تشير بوضوح إلى أن الهرم، الذي شُيّد قبل نحو 4500 عام في عهد الملك خوفو، لم يُبنَ على أيدي عبيد كما زعمت بعض المصادر اليونانية القديمة، بل على يد عمال مهرة كانوا يتقاضون أجورًا عادلة ويعملون ضمن نظام إداري صارم.
وتابع خلال ظهوره في بودكاست 'مات بيل ليمتلس'، إن 'الذين بنوا الهرم لم يكونوا عبيدًا، والدليل أنهم دُفنوا في مقابر قريبة من الهرم نفسه، وهو شرف لم يكن ليُمنح للعبيد. لقد أعدوا قبورهم كما يفعل الملوك والنبلاء، وهذا يؤكد مكانتهم'.
مقابر العمال تكشف أسرارًا جديدة
وأوضح أنه خلال أعمال التنقيب جنوب الهرم، عثر الفريق الأثري على مجموعة من المقابر التي يُعتقد أنها تعود للعمال الذين شاركوا في بناء الهرم، واحتوت هذه المقابر على أدوات حجرية وتماثيل تُظهر مشاهد لنقل الكتل الحجرية الضخمة، بالإضافة إلى نقوش تحمل ألقابًا مثل 'مشرف على جانب الهرم' و'صانع ماهر'.
ترجع لزمن الأهرامات.. اكتشاف مقبرة عمرها 5 آلاف عام في بيرو
وأشار إلى أن هذه المقابر تقع في غرف ضيقة يصعب الوصول إليها، ولا يمكن تزوير محتوياتها بسهولة، مشيرًا إلى أن الوصول إليها يتطلب تسلقًا لمسافة 45 قدمًا والزحف عبر ممرات ضيقة، ما يعزز مصداقية الاكتشاف.
نظام بناء متطور
وفيما يتعلق بطريقة البناء، كشف الدكتور حواس أن الكتل الحجرية المستخدمة في الهرم تم استخراجها من محجر قريب لا يبعد سوى 300 متر، وتم نقلها عبر نظام منحدرات مائل مصنوع من الحصى والطين، عُثر على بقاياه في الجهة الجنوبية الغربية من الهرم، وتحديدًا في الموقع المعروف باسم 'C2'.
وأضاف: 'المنحدر كان يربط بين المحجر والزاوية الجنوبية الغربية للهرم، وقد تم تفكيكه لاحقًا، لكن آثاره لا تزال واضحة للعيان، ما أتاح لنا فهم آلية النقل والبناء'.
تغذية العمال.. حقائق تفند الأساطير
وفيما يتعلق بحياة العمال اليومية، نفى حواس الأسطورة الشائعة التي تزعم أن غذاءهم اقتصر على الثوم والبصل والخبز، مؤكدًا أن التحاليل التي أجراها خبير من جامعة شيكاغو على آلاف العظام المكتشفة في الموقع، أظهرت أن العمال كانوا يتغذون على لحوم الأبقار والماعز، حيث كان يُذبح يوميًا نحو 11 بقرة و33 ماعزًا لإطعام ما يقرب من 10,000 عامل.
روبوت لاستكشاف أعماق الهرم
وفي خطوة علمية جديدة، أعلن الدكتور حواس عن إطلاق بعثة استكشافية جديدة، تتضمن استخدام روبوت متطور لاستكشاف أعماق الهرم الأكبر، في محاولة للكشف عن المزيد من أسراره المعمارية والجنائزية.
ويُعد هذا الاكتشاف من أبرز ما توصلت إليه البعثات الأثرية في السنوات الأخيرة، إذ يعيد كتابة تاريخ بناء الهرم الأكبر، ويؤكد أن هذا الصرح المعماري الخالد كان ثمرة جهد بشري منظم، لا أسطورة عبودية كما رُوّج له عبر القرون.
تعرف على كل ما جاء بمغامرة مستر بيست داخل الأهرامات (فيديو)