اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
بكتيريا الـ Pseudomonas aeruginosa، تعرف بالمُرِض الانتهازي بقدرته على الصمود والازدهار في بيئات مُختلفة، مما يجعله سببًا شائعًا للعدوى، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
كما يُعد فهم عدوى الزائفة الزنجارية أمرًا بالغ الأهمية، إذ يُمكن أن تُؤدي إلى مُضاعفات صحية خطيرة إذا لم تُشخَّص وتُعالَج في الوقت المُناسب.
ضمن هذا الإطار،أعلنت مؤخرا وزارة الصحة اللبنانية عن فحص عينة من مياه إحدى شركات المياه وقد تبين أنها ملوثة ببكتيريا ال «بسودوموناس ايروجينوزا».
ويبقى السؤال ما هي هذه العدوى وماذا عن بكتيريا ال Pseudomonas aeruginosa؟
المصادر الطبية تفيد أن عدوى الزائفة الزنجارية تشير إلى أي عدوى تسببها البكتيريا الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa
فهذا الكائن الحي بكتيريا يتواجد عادةً في التربة والمياه وبيئات مختلفة، بما في ذلك المستشفيات.
ويمكن أن تؤثر عدوى الزائفة الزنجارية على أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الرئتين ومجرى الدم والمسالك البولية والجلد.
وهي خطيرة بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل المصابين بأمراض مزمنة أو مصابين بحروق أو يخضعون لإجراءات طبية جراحية.
الأسباب
أما أبرز الأسباب فتتمثل بالآتي:
- الأسباب المعدية/البيئية:
الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) منتشرة في كل مكان، وغالبًا ما توجد في البيئات الرطبة. ويمكن أن تنتقل عبر:
• المياة الملوثة إذ يمكن أن تشكل حمامات السباحة، وأحواض المياه الساخنة، وأنظمة المياه التي لا تتم صيانتها بشكل جيد مأوى للبكتيريا.
•المعدات طبية حيث يمكن للأجهزة الغازية مثل القسطرة وأجهزة التنفس الصناعي أن تؤدي إلى إدخال البكتيريا إلى الجسم.
•الجروح: يمكن أن تصاب الجروح المفتوحة أو الحروق بالعدوى إذا تعرضت لأسطح أو مياه ملوثة.
- الأسباب الوراثية/المناعية الذاتية:
مع أن الزائفة الزنجارية بحد ذاتها ليست وراثية، إلا أن بعض الاستعدادات الجينية قد تزيد من قابلية الإصابة بالعدوى.
على سبيل المثال، لدى المصابين بالتليف الكيسي طفرة جينية تؤثر على إنتاج المخاط، مما يخلق بيئة مواتية للإصابة بالزائفة الزنجارية في الرئتين.
أيضا هناك نمط الحياة والعوامل الغذائية،إذ يمكن أن تؤثر بعض خيارات نمط الحياة على خطر الإصابة بعدوى الزائفة الزنجارية وذلك من خلال سوء النظافة وعدم غسل اليدين بشكل كافٍ،كون ممارسات النظافة الشخصية يمكن أن تسهل انتشار البكتيريا.
كذلك،اتباع نظام غذائي يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية قد يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وطبعا التدخين الذي يؤدي إلى إتلاف أنسجة الرئة وإضعاف وظيفة المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
المخاطر
لكن ماذا عن عوامل الخطر الرئيسية؟
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى الزائفة الزنجارية:
- العمر: فالأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم.
- الظروف الأساسية: يمكن للأمراض المزمنة مثل مرض السكري والسرطان وأمراض الرئة (على سبيل المثال مرض الانسداد الرئوي المزمن) أن تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- العلاج في المستشفيات: يتعرض المرضى في مؤسسات الرعاية الصحية، وخاصة أولئك الذين يستخدمون الأجهزة الجراحية، لمخاطر متزايدة.
- المناعة: الأفراد الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، أو زراعة الأعضاء، أو المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز هم أكثر عرضة للخطر.
الأعراض
أما بالنسبة للأعراض الشائعة لعدوى الزائفة الزنجارية،فهي تختلف باختلاف موقع الإصابة.
وهي تشمل التهابات الجهاز التنفسي مثل السعال وصعوبة التنفس وألم الصدر والحمى.
التهابات المسالك البولية أي كثرة التبول، وحرقان أثناء التبول، وألم أسفل البطن.
أيضا التهابات الجلد كاحمرار وتورم وتكوين صديد في موقع العدوى، ويظهر عادة في جروح الحروق.
كما هناك التهابات مجرى الدم مثل حدوث حمى وقشعريرة وسرعة ضربات القلب وارتباك.
المضاعفات
لكن ما هي المضاعفات المحتملة؟
إذا تركت عدوى الزائفة الزنجارية دون علاج أو تم التعامل معها بشكل سيئ، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك:
الإنتان: استجابة تهدد الحياة للعدوى والتي يمكن أن تؤدي إلى فشل الأعضاء.
مرض الرئة المزمن: وخاصة عند المرضى الذين يعانون من أمراض تنفسية كامنة.
التهابات الجلد والأنسجة الرخوة: يمكن أن يؤدي إلى التهاب اللفافة الناخر، وهو عدوى شديدة وسريعة التطور.
أيضا،قد تشمل المضاعفات قصيرة المدى البقاء في المستشفى لفترة طويلة والحاجة إلى تدخلات جراحية. أما المضاعفات طويلة المدى، فقد تشمل مشاكل تنفسية مزمنة، والتهابات متكررة، وتطور مقاومة للمضادات الحيوية.
التشخيص
كيف يتم التشخيص؟
يبدأ تشخيص الإصابة بالزائفة الزنجارية بتقييم سريري شامل، بما في ذلك:
تاريخ المريض أي مناقشة الأعراض والتاريخ الطبي وأي دخول للمستشفى أو عمليات جراحية حديثة،بالإضافة إلى الفحص البدني.
كما يمكن إجراء العديد من الاختبارات لتأكيد وجود Pseudomonas aeruginosaمثل: الفحوصات المخبرية ،دراسات التصويرحيث يمكن استخدام الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب لتقييم التهابات الرئة أو الخراجات.
أيضا هناك الإجراءات المتخصصة بحيث يمكن إجراء تنظير القصبات الهوائية أو تنظير المثانة للحصول على عينات من الرئتين أو المسالك البولية.
كذلك،هناك التشخيص التفريقي، فمن الضروري التمييز بين عدوى الزائفة الزنجارية والالتهابات البكتيرية الأخرى، إذ قد يختلف العلاج.
سبل العلاج
أما فيما يخص العلاجات الطبية فعادةً ما يشمل علاج عدوى الزائفة الزنجارية المضادات الحيوية، إذ غالبًا ما تكون البكتيريا مقاومة للعديد من المضادات الحيوية الشائعة.
وبالإضافة إلى الأدوية، هناك العديد من الطرق غير الدوائية التي يمكن أن تساعد في التعافي مثل الترطيب بحيث يساعد ضمان تناول كمية كافية من السوائل على دعم جهاز المناعة،الدعم الغذائي إذ يمكن لنظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن أن يعزز عملية التعافي.
وطبعا العناية بالجروح كون العناية الصحيحة بالجروح المصابة أمر بالغ الأهمية لمنع حدوث المزيد من المضاعفات.
الوقاية
وفي الختام ، ماذا عن الوقاية؟
تتضمن الوقاية من عدوى الزائفة الزنجارية عدة استراتيجيات أهمها:
ممارسات النظافة، لعناية بالجروح، تجنب المياه الملوثة واللقاحات.