اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
من خلال الإعلام على تنوّعه وحتى من بعض مراكز الدراسات والأبحاث معظم ما يصدر من مقالات وأبحاث تتطرق إلى الوضع القائم في المنطقة، والملاحظ أن معظم أو غالبية هذه المقالات والأبحاث تنحو باتجاه الناحية العسكرية من حيث موازين القوى وتحليل عناصر هذه الموازين وكذلك من الناحية الاقتصادية وتتوالى الأرقام الناتجة عن الواقع ويبقى الأغلب في هذه المقالات هو الوضع السياسي من ناحية تركيبته وقرارات استراتيجيات أنظمة الحكم لدول معنية بما يجري أو من ناحية التحالفات وما يترتب عليها من مواقف عملية أو حتى على صعيد البيانات المعلنة عن مواقف مما يجري.
لكن الحقيقة ان ما يحدث الآن وبغض النظر عما سينتهي إليه هو صراع ايديولوجي بحت هو الأساس في تحريك الأحداث التي يصل بعضها إلى أشكال الحروب حيث يدخل العنصر العسكري كعنصر أساسي وكذلك إلى حد ما الاقتصادي.
لكن الأساس في كل ذلك هو الصراع الايديولوجي السبب في كل ما يجري، إذ كيف يمكن لطرف ما دخل إلى منطقة ما تسلّلاً حاملاً لفكر ايديولوجي معيّن توارثه عن أجيال وأجيال أن يتماشى أو يعيش حالة سلام من طرف آخر يؤمن بايديولوجية تتناقض كلياً مع ما يحمله الطرف الأول؟! فحتى مرور الزمن وحتى الفرض عن طريق القوة العسكرية لحالة سلام لا يمكن أن يكون هذا السلام هشّاً وقابلاً للانهيار في لحظة.
وهنا قد تلعب الناحية الدينية دوراً أساسياً وكذلك الناحية القومية وحتى الأعراف المتوارثة عن أجيال وأجيال قد تكون ما يحول دون الوصول إلى حالة سلام حقيقي لأن عناصر وجوده مستحيلة فهذا التناقض الايديولوجي يستحيل تغييره لدى أي من الأطراف وعليه فإن أي سلاماً سيقوم في حال قيامه سيكون سلاماً مزيّفاً وحشاً وقابلاً للانهيار في أي وقت ولدى أي ظروف مناسبة لهذا الانهيار وعليه فإن هذا الموقف في حال حصوله وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة الحاصلة بأشكال مختلفة للوصول إلى هذا المؤقت، وحتى في حال حصوله سيبقى مؤقتاً إلى أجل محتوم.