اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
كتب رمال جوني في 'نداء الوطن':
بعد شهر تقريبًا على انتهاء الاستحقاق البلدي في منطقة النبطية وإقليم التفاح، بدأت عملية انتخاب اتحاد بلديات إقليم التفاح والنبطية تسلك طريقها نحو الضوء، وانطلقت مع انتخاب رئيس اتحاد إقليم التفاح ياسر ماضي، في حين يُتوقع أن تتمّ عملية انتخاب رئيس اتحاد الشقيف الثلثاء المقبل في سراي النبطية الحكومي بعد أن حسم الخيار ببقاء رئاسة الاتحاد في النبطية، على أن يكون الرئيس أحد أعضاء بلدية النبطية من آل بدر الدين.
الحمل ثقيل على اتحادات النبطية وإقليم التفاح، وإن كانت النبطية أكثر، فالاتحاد السابق رحّل كل أزمات المنطقة وأكبرها معضلة النفايات إلى الاتحاد الجديد، مع ما يحمله هذا الملف من ألغام، كما تصفها مصادر متابعة، مؤكدة أن فشل الاتحاد السابق في إدارة شؤون البلديات التنموية والخدماتية وغيرها كان كبيرًا، حتى أنه عجز عن إعادة العمل بمعمل فرز النفايات في وادي الكفور المقفل بسبب خلافات حزبية مستعصية. حتى الحلول البيئية التي طرحها وزير البيئة السابق ناصر ياسين لم تتمكّن من تجاوز الأزمة القائمة.
قد تكون معضلة النفايات والمياه أكبر التحدّيات أمام اتحادات الشقيف وإقليم التفاح، ومن المرجّح أن تواجه أو تصطدم حلولها بالأزمة المالية التي يمرّ بها الاتحاد. في تركيبة الاتحادات الحزبية وبناءً على التقسيمة القائمة بين 'حزب اللّه' وحركة 'أمل'، فإن اتحاد إقليم التفاح يتبع لـ 'حزب اللّه'، في حين يعود اتحاد بلديات الشقيف لحركة 'أمل'، حيث أصبح من المعروف أن يسمّي الرئيس، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأصبح هذا عرفًا منذ سنوات.
نادرة هي المرّات التي نفّذ فيها اتحاد بلديات الشقيف مشروعًا تنمويًا، ما عدا محمية الأشجار في بريقع وبعض أشجار الزيتون المعمّرة التي وزّعت على بلديات الاتحاد قبل عدة سنوات. وما عدا ذلك، سيطرت الأزمات وتحديدًا أزمة النفايات التي انفجرت في عام 2019 وما زالت، مع إغلاق معمل فرز النفايات في وادي الكفور وتوقف عملية جمعها. ومنذ ذلك الوقت، وبلديات الاتحاد تحوّلت إلى مكبّات عشوائية، حيث أفرزت الأزمة ما يقرب من 20 مكبًّا عشوائيًّا إن لم يكن أكثر، وسيطرت معها عملية الحرق، التي أسهمت في انتشار مرض السرطان بشكل كبير في قرى وبلدات النبطية.
هذه الأزمة سببها النزاع الحزبي حول من يدير معمل الكفور، وكان الخلاف قد انفجر حين رست المناقصة على شركة 'معمار' المشغلة السابقة للمعمل، بعد إيقاف شركة 'يامن' بسبب المخالفات في إدارة المعمل. تحوّل المعمل من حلّ إلى أزمة، وبدلًا من أن تتحوّل النفايات إلى بترول يعود بالأرباح المالية على الاتحاد لتنفيذ خدمات تنموية، تحوّل إلى صراع حزبي أسهم في إغلاق المعمل وسرقة معدّاته وتحوّلها إلى خردة، وانتشار تجارة النفايات.
اليوم، هذا التحدّي الكبير سيكون على عاتق الرئيس الجديد، فهل سيحمل معه الحل السحري أم ستبقى الخلافات على حالها وتزداد الأزمة يومًا بعد يوم دون حلول واضحة؟
هذه الأزمة، أي النفايات، أخذت الأولويّة في رؤية اتحاد إقليم التفاح، الذي أشار رئيسه ياسر ماضي إلى أن مشروع معالجة النفايات هو الأولوية، وسيتم استكمال تنفيذ مشروع المعالجة المقدم من الاتحاد الأوروبي، والذي وصل إلى مرحلة 60 % من التنفيذ.
ونظرًا لأن قرى إقليم التفاح سياحية، ستكون السياحة ذات أولوية في اهتماماتهم، يقول ماضي، لأنها تشجع الزوّار على المنطقة. وكانت قرى إقليم التفاح قد شهدت دخول رياضة التحليق إلى السياحة، إلى جانب وجود مناطق بيئية وتراثية مميزة.
ويرى ماضي أن الاستثمار في السياحة البيئية والتراثية إلى جانب الرياضات الحديثة مثل التحليق، يُسهم في جذب المزيد من الزوار وتنشيط الاقتصاد المحلي. ويُشدّد على ضرورة استثمار الموارد والإيرادات المتحقّقة في تطوير البنية التحتية وتعزيز الخدمات، بما يدعم الاستدامة البيئية والتنموية في الإقليم.