اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
هبَّ علينا كسعير النار ليحرق قلوبنا ولا نار سقر
اقتحم علينا كالمارد الجبار مليئاً بالمصائب والخطر
هو معنا في حلِّنا وترحالنا ليلحق بنا كل أذى وضرر
لا يفارقنا بالنهار ولا بالليل ربما حتى ساعة الفجر
فرّق الأحباب شتّت الأصحاب ليقضِ على كل وطر
طلّق الأزواج أبعد الأبناء أعادونا لنقطة الصفر
العائلات لم تعد مجموعة شملها لتبادل الحديث والسمر
كل صغير وكبير بيده هاتفه ينظر الى صوره ويقرأ كل سطر
لا يأبه لكلام الوالد لو كلّمه وكأنه صار أصمّ كالحجر
ولا لنداء الوالدة وكأن ليس لها من البرِّ أي أثر
يتجاهلها كأنها سراب وإذا تكلم كلامه قاسي كالصخر
وإذا نظر إليها نظراته كأنها لوم أو كسهام النظر الشذر
صار هذا المارد الجبار كالأسد المفترس أو كالنمر
نفرح ونقول تكنولوجيا يرشدنا ولو لعمق البحر
يقودنا الى أي مكان نبتغيه معرفة حتى لمسافات السفر
ولو لآخر بقاع الأرض بالصوت والصورة ولنا كل الفخر
جهلنا انه داء خطير وانه يخلُّ بالدماغ والفكر
يصبح تائهاً وسط اللاتركيز واللاوعي المدمر
يوهن القلوب ويشلّ العقول ماحياً كل أثر
هو الهاتف الذكي اقتحم البيوت حقاً هو وباء العصر