اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان من أولويات العهد والحكومة تفعيل عمل المؤسسات الرقابية كي ينتظم عمل الإدارات والمؤسسات العامة ويتم القضاء على الفساد والرشاوى ويشعر المواطن اللبناني انه فعلا في دولة القانون والمؤسسات وليس في دولة المزارع وشريعة الغاب. وشدّد على ان لا تهاون مطلقا مع الفاسدين والمرتكبين وان أي تدخّلا في عمل المؤسسات الرقابية أو أي ضغطا يمارس على المسؤولين والعاملين فيها، سيواجه بقوة وحزم انطلاقا من ضرورة استقلالية عمل هذه المؤسسات وفق نصوص القوانين التي انشأتها.
كلام الرئيس عون جاء خلال جولة له على عدد من الهيئات الرقابية شملت مجلس الخدمة المدنية وهيئة الشراء العام والتفتيش المركزي وديوان المحاسبة.
مجلس الخدمة المدنية
بدأت الجولة في مقر مجلس الخدمة المدنية في شارع فردان حيث كان في استقبال الرئيس عون، رئيسة المجلس السيدة نسرين مشموشي ورئيس إدارة الموظفين بالوكالة المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير ورئيسة إدارة الأبحاث والتوجيه السيدة نتالي يارد. وبعد جولة على عدد من مكاتب المجلس، عقد الرئيس عون اجتماعا في مكتب مشموشي التي أطلعته على عمل المجلس الذي تأسس في العام 1959 والمهام التي يقوم بها.
واعتبر رئيس الجمهورية ان المجلس «يمثل العمود الفقري لإصلاح الإدارة العامة وتطويرها»، داعيا الى «التزام الحياد المطلق والمهنية في التوظيف والترقيات بعيدا عن المحاصصة والمحسوبيات التي أنهكت إدارات الدولة». وطلب الإسراع في اجراء الامتحانات لملء الشواغر بالكفاءات المؤهلة، داعيا الى «أن يكون مجلس الخدمة المدنية حارسا أمينا على مبدأ الجدارة والاستحقاق لأنه الطريق السليم لبناء دولة عصرية تخدم جميع اللبنانيين».
هيئة الشراء العام
بعد ذلك، انتقل الرئيس عون الى مقر هيئة الشراء العام حيث استقبله رئيسها الدكتور جان العلية الذي رحّب برئيس الجمهورية شاكرا له رعايته ودعمه لعمل الهيئة، لافتا الى افتقارها الى موظفين، وقال: «اننا نثق انه في عهد الرئيس عون سوف تتحرر الإدارة من مرجعيات النفوذ وتطبق القوانين لأنه من دون إدارة نظيفة لا يمكن أن نبني دولة».
ثم أطلع رئيس دائرة المعلوماتية في الهيئة المهندس عمر البراج الرئيس عون على موقع الهيئة الإلكتروني والمنصات المخصصة للمناقصات والتلزيمات وغيرها.
وتحدث عون فدعا الى تطبيق مبادئ الشفافية والمنافسة والمساواة في جميع عمليات الشراء العام، من دون استثناءات أو محاباة، والإسراع في رقمنة جميع إجراءات المناقصات والمشتريات لتسهيل المشاركة ومنع التلاعب والفساد ومراقبة تطبيق قانون الشراء العام في جميع الإدارات والمؤسسات، ووقف أي مخالفات فوراً. والتنسيق مع الأجهزة الرقابية لكشف أي تواطؤ أو احتكار في عمليات الشراء، وإحالة المخالفين إلى القضاء.
رئيس التفتيش المركزي
وانتقل الرئيس عون بعد ذلك الى مقر التفتيش المركزي حيث كان في استقباله رئيسه القاضي جورج عطية الذي أطلعه على عمل التفتيش بمختلف اختصاصات المؤسسات العامة، مشيرا الى ان عمل التفتيش في ضبط أداء الموظفين ساهم في إعادة تفعيل الإدارات العامة في خدمة المواطنين.
وشدّد الرئيس عون على أهمية التنسيق والتناغم بين مختلف المفتشيات ليكون عملها متكاملا ومثمرا. وقال: «ان العاملين في التفتيش المركزي يتحمّلون مسؤولية جسيمة في حماية المال العام ومكافحة الفساد وعليهم ممارسة صلاحياتهم الرقابية بحزم وشجاعة، مهما علا شأن المخالف». ودعا الى تكثيف التفتيش الميداني المفاجئ ، وكشف مواطن الهدر والفساد بلا هوادة، وعلى تطوير آليات الرقابة المسبقة واللاحقة، داعيا المفتشين الى أن يكونوا «قدوة في النزاهة والشفافية، فأنتم عين الدولة الساهرة على حسن سير الإدارة».
ديوان المحاسبة
وانتقل الرئيس عون الى مقر ديوان المحاسبة في محلة القنطاري حيث استقبله رئيس الديوان القاضي محمد بدران لافتا الى ان الديوان أنجز التدقيق في 14 من قطوعات الحساب للدولة ولم يبقَ سوى 6 والعمل مستمر على مدار الساعة لإنجازها.
ورأى رئيس الجمهورية ان رئيس ديوان المحاسبة ورؤساء الغرف والنيابة العامة فيه، يضطلعون بمهمة دستورية حيوية في حماية المال العام ومحاسبة المسؤولين، وعليهم ممارسة رقابتهم القضائية باستقلالية تامة ونزاهة مطلقة، لأنهم حصن المال العام الأخير، داعيا الى الإسراع في البت بملفات الهدر والمخالفات المالية المتراكمة، فالعدالة البطيئة ليست بعدالة. وقال: «ثقوا أن استقلالكم مُصان، وأن الدولة تقف خلفكم في مواجهة الفساد، وكونوا سيف العدالة في وجه الفاسدين».
وسام للسفير غبريال
على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون رئيس مجموعة «تاسك فورس فور ليبانون» ATFL السفير ادوار غبريال وتداول معه في الأوضاع المحلية والإقليمية، وأجريا تقييما للقاءات التي عقدها الرئيس عون في نيويورك، خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد غبريال متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في لبنان ودعمها للجيش اللبناني وللخطة المعتمدة في مسألة حصرية السلاح.
وختاما، قلّد عون السفير غبريال وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر تقديرا لعطاءاته وللجهود التي يبذلها، في دعم لبنان ومؤسساته ولا سيما الجيش والقوى الأمنية.