اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٩ أذار ٢٠٢٥
في تصعيد سياسي غير مسبوق قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في تركيا عام 2028، أعلنت السلطات التركية الثلاثاء توقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أحد أبرز رموز المعارضة، بتهم تتعلق بـ«استغلال النفوذ وعرقلة سير العدالة».
الخطوة فجّرت أزمة سياسية داخلية حادة، وأحدثت ارتباكًا فوريًا في الأسواق المالية، حيث شهدت الليرة التركية تراجعًا حادًا أمام العملات الأجنبية، وسط تزايد المخاوف من مزيد من الانزلاق في الاستقرار السياسي والاقتصادي.
تفاصيل الاعتقال والتهم الموجهة
وفقًا لما نقلته وكالة «رويترز»، أُلقي القبض على إمام أوغلو في إسطنبول بعد إصدار مذكرة توقيف من قبل النيابة العامة، بتهم شملت «إساءة استخدام السلطة خلال التعيينات الإدارية في بلدية إسطنبول» و«محاولة التأثير على مجريات تحقيقات قضائية جارية».
وسائل إعلام تركية مثل صحيفة حرييت (Hürriyet) وجمهورييت (Cumhuriyet) نقلت أن التهم تأتي في سياق ملاحقات سابقة ضد عدد من مسؤولي المعارضة، لكن توقيت الإجراء أثار تساؤلات واسعة، خاصة أن إمام أوغلو كان يُنظر إليه على أنه أقوى منافس محتمل للرئيس رجب طيب أردوغان في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم.
وأثار الاعتقال موجة إدانات من قبل المعارضة التركية، حيث وصف زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال الحادث بأنه «انقلاب سياسي مقنّع»، بينما خرجت مظاهرات شعبية في عدة مناطق بإسطنبول رفضًا لما سموه بـ«تصفية سياسية».
بدوره، قال إمام أوغلو في رسالة نُشرت من السجن: «إلى كل الأكاذيب، إلى المؤامرات والفِخاخ، إلى من أكلوا حقوق الناس، إلى من سرقوا إرادة الشعب، شعبنا سيقدم الرد اللازم، أُوكل نفسي أولًا إلى الله، ثم إلى أمتنا.مع احترامي».
سقوط الليرة.. انعكاس فوري للأزمة
اقتصاديًا، كان وقع الاعتقال سريعًا. ففي اليوم نفسه، تراجعت الليرة التركية بنسبة تجاوزت 6% أمام الدولار الأميركي، وفق بيانات موقع Bloomberg، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العام، مدفوعة بهروب سريع لرؤوس الأموال الأجنبية من السوق التركية.
المحلل الاقتصادي التركي أردا تونجار قال لموقع Al-Monitor إن «الأسواق تقرأ هذا التطور على أنه مؤشر إضافي على اختلال التوازن بين السلطات التنفيذية والقضائية، مما يعمّق انعدام الثقة في مستقبل بيئة الاستثمار في تركيا».
بدوره، قال الخبير الاقتصادي إردم باشجي، المحافظ الأسبق للبنك المركزي، قال في مقابلة مع DW Türkçe إن «كل أزمة سياسية داخلية تُترجم فورًا إلى ضغط على الليرة بسبب هشاشة البنية النقدية وغياب استقلالية السياسة المالية».
هل تتجه تركيا لمزيد من الاستقطاب؟
يرى مراقبون أن توقيف إمام أوغلو قد يُحوّله إلى رمز سياسي أكبر مما كان عليه، وربما يُعزز من حضوره الشعبي بدلًا من كبحه. وتشير توقعات بعض المحللين إلى أن المعارضة ستستثمر هذا الحدث سياسيًا خلال الانتخابات المقبلة، خصوصًا في البلديات الكبرى.
لكن في المقابل، هناك تخوفات من أن تشهد البلاد موجة جديدة من القمع السياسي والإعلامي، في حال استمر النهج الحالي للسلطة تجاه خصومها السياسيين.
إقرأ/ي أيضا: تصاعد التوتر بين أنقرة وطهران.. تركيا تعتقل 5 جواسيس يعملون لصالح «الحرس الثوري»