اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٤
نشرت وسائل التواصل الاجتماعي مطالب إسرائيلية بتعويضات من لبنان ،جراء ما تكبدته إسرائيل في هذه الحرب، التي فرضها الحزب الإيراني عليها.
لطالما طالبنا قيادات المعارضة ان تتحرك، وتقوم بنشاط إقليمي، ودولي، وقضائي، لمواجهة التدخل الايراني في لبنان، والمطالبة بتعويضات نتيجة حروبها من على ارض لبنان.
من المؤسف، اننا لا نجد رجال دولة يتخذون مواقف لإنقاذ لبنان، يمكن ان نقول عنها تاريخيّة.
لا نسمع سوى تصريحات إعلامية، فيما طالبنا المعارضة ان تقوم بجولة عربية تطالب بوضوح، بالضغط على ايران لوقف تدخلها في الشأن اللبناني. وطالبناها بالذهاب إلى الامم المتحدة، ورفع الصوت ضد التدخل الايراني الذي يدمر بلدنا، ويرقى إلى جريمة عدوان على سيادتنا، وأمننا الوطني.
طالبناهم بالذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية، او بمطالبة الدول الصديقة الاعضاء في المحكمة، بالتدخل مع المدعي العام للتحقيق في التدخل الايراني، ومدى انطباق تدخله على جريمة العدوان التي هي جزء من ولاية المحكمة.
طالبناهم ان يقوموا بكل الجهود، لكي يدرك الشريك الشيعي اللبناني من اتباع الخميني، انه لا يستطيع الاستمرار برهن لبنان وشعبه، من اجل مصالح ايران، او من اجل شعارات دينية، او شعارات قومية لا طاقة للبنان عليها، وخارج مسؤولياته الذاتية.
لماذا لا يتحركون؟
ايران تعيد التهديد بضرب إسرائيل. وهي تسعى خلف الستار، الى تنفيذ كل مطالب تل ابيب. وتعلم تماما، ان المرة المقبلة لن تكون الضربة الاسرائيلية 'ناعمة'.
يتلكأ المسؤولون بانتظار ما يتم في الأروقة. لا نلومهم، فهم يخافون الموت برصاص المولجين عند الحزب، إسكات أصوات الاحرار.
الخوف من الرصاص الارهابي على أشخاصهم، لا يبرر لهم ترك الوطن برمته، ضحية لسياسة التدمير والنحر المجاني لبلدنا، من جانب ايران وذراعها العسكري في لبنان.
من حق اهل السلطة ان يخافوا على انفسهم، لكن عليهم واجب التخلي عن مواقعهم القيادية الوطنية لمن لا يخاف.
تقول جريدة 'الأخبار'، جريدة الحزب الشيوعي، ان سفيرة أميركا تطلب من اهل المعارضة التحرك، ليقولوا كفى ل'حزب الله'.
هل هم بحاجة إلى دفعة أميركية لهذا الغرض؟
نحن في الواقع، لا نثق بالدور الاميركي في لبنان الذي ينشد اولا إنقاذ إسرائيل. نحن يهمنا إنقاذ وطننا. واجبنا فقط، الدفاع عن مصلحة وطننا. فاذا تقاطعت مصلحتنا الوطنية مع السياسة الاميركية، سنرحب بذلك. وعندما لا تتقاطع، لا نصمت كي لا تغضب اميركا،
اميركا تريد ان يقولوا كفى ل'حزب الله'، ونحن نطالب ان يقولوا كفى لايران.
اميركا ترمي كل أعباء الحرب علينا، ونحن نريد ان نضع العبء على المسؤول فعلا، عن هذه الحرب والحروب قبلها.
لا نطلب من اهل السلطة ان يقولوا كفى ل'حزب الله'، بل لايران. لكن من الواضح، ان الاميركيين، لا يطالبونهم بموقف ضد ايران، ولذلك نرى اصواتهم ترتفع ولو في حدود ضيقة، ضد سلاح حزب الله، وتطبيق القرار ١٥٥٩. وتبقى اصواتهم المعارضة لايران خجولة.
لا نوافق على قيام المعارضة بتحرك في الشارع ضد 'حزب الله'، بل ضد التدخل الإيراني. لماذا لا يكون هناك ١٤ آذار آخر ، ضد التدخل الإيراني؟ التحرك ضد 'حزب الله' دفعة نحو حرب أهلية. اما التوجه ضد التدخل الإيراني، فهو مسعى وطني، لان 'حزب الله' نفسه مرتهن لدى ايران. واهلنا الشيعة رهينة المرهون. مواقفكم ضد ايران، تعني ايضا، تحرير ارادة اهلنا الشيعة.
نطالبكم ان تفرضوا على أميركا وفرنسا، الضغط على ايران لوقف تدخلها.
قرار الحرب او السلم، يصنع في ايران، وليس في لبنان. ما أتحفنا به الشيخ نعيم قاسم من تهديدات، أضحك حتى الأطفال.
على الولايات المتحدة وفرنسا وقف تجاهل القيادات الشيعية المعارضة ل'حزب الله' ونظام ولي الفقيه. ودفع هذه الجماعات لتكون المعنية، عن مراقبة المساعدات المقدمة للنازحين والمظلومين من اهلنا الشيعة.
ماذا يعني ان تطلب أميركا وفرنسا من اهل السلطة مواجهة 'حزب الله'، ثم ترسلان المساعدات اليه، فيفرض استمرار اخضاع الشيعة المظلومين له؟
التاريخ لا يرحم