اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
لا أحد يعرف إلى أين سيذهب التصعيد في لبنان، وإن كانت الحرب ستدقّ الأبواب مجدّدًا، فبين تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني المؤكّدة على دعم حزب الله، وبين خطاب أمين عام حزب الله نعيم قاسم الذي حمل في طيّاته تلويحًا بالعودة إلى الحرب، يبدو أنّ محور الممانعة مستعدّ لانتحارٍ جديدٍ، ولحربٍ لن نعرف هذه المرة كيف يمكن أن تنتهي.
وكان لاريجاني الذي جاء إلى لبنان للمشاركة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نصر الله، قد التقى رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بالإضافة إلى الشيخ نعيم قاسم.
وبعد اللقاء مع سلام، أفادت رئاسة مجلس الوزراء أنّ سلام أكد على ضرورة أن تقوم العلاقات بين البلدين على مبدأ الاحترام المتبادل لسيادة الدول. وجاء في البيان أنّ سلّام شدّد، خلال اللقاء في بيروت، على ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
في هذا السياق، استقبل بري لاريجاني في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة. وردًّا على سؤال حول الإيجابية التي يمكن أن يستفيد منها لبنان من التقارب الإيراني – السعودي، وكيف تلقّفت إيران دعوة الشيخ نعيم قاسم للمملكة العربية السعودية لطيّ صفحة الماضي؟ أجاب لاريجاني: 'أنا أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وأدعمها، السعودية دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا وبينها ومثلما قلت: اليوم هو يوم التعاون، إذ نحن بمواجهة عدو واحد، لذلك فإنّ موقف سماحة الشيخ نعيم قاسم موقف صائب تمامًا'.
وحول احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران، قال: 'إنّنا مستعدّون لمواجهة كل السيناريوهات، لكنّهم إذا فعلوا ذلك سيتلقّون ردًا قويًا'.
إلى ذلك، علمت صحيفة 'الشرق الأوسط' من مصدر وزاري أنّ موقف إيران من حصرية السلاح بيد الدولة نوقش في اللقاء الذي عُقد بين الرئيس سلام ولاريجاني من زاوية الرغبة التي أبداها في تطوير العلاقات الإيرانية – اللبنانية على قاعدة احترام سيادة البلدَيْن وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما.
وكشف المصدر أنّ سلام جدّد تأكيده على 'ضرورة تصويب العلاقات بين البلدين وتنقيتها من الشوائب'.
وحسب المصدر؛ لم يُخْفِ سلام استغرابه من مواقف يُطلقها مسؤولون إيرانيون قبل مجيء لاريجاني 'تنمّ عن إصرار أصحابها على التدخّل في شؤوننا الداخلية، وهي تتعارض مع الرغبة بتصويب العلاقات وتطويرها'.
ولفت المصدر إلى أنّ سلام استحضر جملةً من المواقف لمسؤولين إيرانيين لتدعيم وجهة نظره، وآخرها ما صدر عن رئيس مجلس الشورى في إيران محمد باقر قاليباف، الذي قال إنّ الطريق ليس مسدودًا لإيصال الأسلحة لـ'حزب الله' وإن كان صعبًا. وسأل: أين يُصرَف موقفه في تطوير العلاقات الثنائية؟
وأكد المصدر أن موقف قاليباف ليس معزولًا عمّا يقوله المرشد الإيراني علي خامنئي ومعه الحرس الثوري بخصوص دعمهما لتمسّك حزب الله بسلاحه.
في المقابل، أشارت مصادر مواكبة للتطورات الأمنية والسياسية، عبر 'الأنباء الإلكترونية'، إلى أنّ حزب الله، وبناءً على الإيحاءات الإيرانية، يُحاول أن يستفيد من الوقت الضائع، وذلك بعد ظهور ملامح تفاهم وشيك بين الإدارة الأميركية وإيران قد يؤدّي إلى قرب استئناف مفاوضات الملف النووي، ما يعني تجميد الوضع الميداني بين إسرائيل وطهران، وبين إسرائيل وحزب الله، لأنّ ما يهمّ الإدارة الأميركية وإسرائيل في الظرف الراهن هو تحرير الأسرى لدى حماس.
السعودية تدعم لبنان وباراك يدعو لتطبيق وقف إطلاق النار
من جهته، أعلن وزير الخارجية السعوديّة فيصل بن فرحان آل سعود، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ 'السعودية تقف إلى جانب لبنان، وتدعم كل ما يعزّز أمنه واستقراره، وتثمّن جهود الدولة اللبنانية لتطبيق اتفاق الطائف وبسط سيادتها، وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية'، مشدّدًا على 'ضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية، تطبيقًا للقرارات الدولية ذات الصلة'.
في المقابل، شدّد المبعوث الأميركي توم باراك على 'أنّنا ندعم أي خطوة يتّخذها اللبنانيون في سبيل استقلالية القرار'، مشيرًا إلى أنّ 'اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه لبنان مع إسرائيل، يتضمّن شروطًا لم تتحقّق حتى الآن. لبنان يقول إنّ إسرائيل لا تلتزم بالاتفاق، وإسرائيل تقول الشيء نفسه، والمشكلة أنّهما لا يتحاوران'.
وأكّد باراك، في حديث لقناة 'الجزيرة'، أنّ 'الولايات المتحدة ليست ضامنًا في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والمشكلة أنّ إسرائيل ترى أنّ اتفاق وقف إطلاق النار لا يُنفَّذ، وأنّ حزب الله يُعيد بناء قدراته'، لافتًا إلى أنّه 'إذا أراد اللبنانيون دولةً واحدةً وجيشًا واحدًا، فعليهم نزع سلاح حزب الله ومنع نشوب حرب أهلية'. وأعرب عن أمله أن 'تكون هناك نهاية قريبة للعنف والقتل في المنطقة'.