اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٣٠ أب ٢٠٢٥
أشار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى، إلى أنّ 'ما يواجهُ طائفتنا اليوم أكبرُ ممَّا يجوزُ السكوت إزاءه في حالةٍ استثنائية تمرُّ بها المنطقة، وتحت وطأة مخطّطٍ خبيث يرمي إلى ضرب جذور الهوية والمجتمع، والهيمنة على الفكر والوجدان والقرار، توازياً معَ السيطرة على الأرض والمقدّرات، مما يتطلبُ منا الحذرَ واليقظة والثبات والتماسك الاجتماعي والتمسُّك بالثوابت الوجودية للموحدين الدروز. ثوابت المعتقد الديني التوحيدي والقيم الاجتماعية المعروفية والولاء الوطني الفاعل'.
كلام ابي المنى جاء خلال حضوره الاحتفال المركزي الذي اقامته مؤسسة العرفان التوحيدية في فرعها - البساتين (الشحار الغربي)، برعاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط.
وقال ابي المنى: 'ما زلنا مصرّين على الوقوف إلى جانب قيادة (الرئيس السابق للحزب التقدمي) وليد جنبلاط في مواجهة التحديات، يقيناً واقتناعاً بما لديه من بُعد نظر وتبصُّرٍ بالواقع وبالمستقبل، بالرغم من حملات الإساءة ومحاولات التخوين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمساعي التخريبية، وهو ما سيُقرُّه العقلُ وما سيُثبِتُه التاريخ، بأن وليد جنبلاط هو الحريصُ الأول على حفظ الطائفة والهوية، والسدُّ الأكثرُ مناعةً في وجه عواصف التضليل وقلب الحقائق والتنكُّر للتاريخ والأصول'.
وشدد على أنّ 'الانفصال عن الوطن وعن التاريخ والهوية ليس مطلبَ أحدٍ من أبناء الجبل الأصيلين، وان كان يحقُّ لهم التعبير عن حنقهم مما حصل ورفضهم العيشَ مع التطرف والتكفير والهمجية، مما يؤكد أنه لا بدّ من إيجاد صيغةٍ متقدِّمة تعزز ثقةَ الناس بالدولة وتضع حدوداً للهواجس والتجاوزات'.
وأضاف ابي المنى: 'من الضروري جداً تحمُّلُ الدُّولِ العربية المعنية والدولِ المؤثّرة مسؤوليتَها في رعاية أي اتفاقٍ يُطمئن مكوناتِ الشعب السوري ويُعيدُ بناء الثقةِ بين أبناء الجبل والعاصمة. من جهتنا أخذنا منحى الاهتمام بالشأن الإنساني لدعم أهلنا في السويداء، فأطلقنا الصندوقَ الخيري الانمائي في دار الطائفة، وطلبنا من الأصدقاء المساعدة في تغذيته، ونسعى لأن تكون لهأذرعٌ في بلاد الانتشار ليكون هذا الصندوق بمثابة الاحتياط الاستراتيجي للطائفة'.
وفي كلمته، أشار النائب تيمور جنبلاط إلى أنّ 'في هذه المرحلة الحساسة التي نعيش فيها مشاعر الحزن والغضب لما جرى في السويداء، لا بد من التأكيد على أنه لا تُبنى الدول بالعنف، ونحن نجدد التعزية بالشهداء والإدانات واستنكار الجرائم التي ارتُكبت في جبل العرب. كما ندعو الى دعم المحافظة والتعويض على المتضررين في السويداء، وإعادة بناء ما تهدّم، وإطلاق المختطفين، ونطالب بتحقيق دولي شفاف، وكذلك محاسبة كل من ارتكب هذه الجرائم. لا يمكن لسوريا الجديدة والموحَّدة أن تقوم الا على العدالة والمساواة وحكم القانون، وهذه مسؤولية الحكومة الجديدة وهي مدعوّة لحماية سوريا الجديدة من كل مرتكب او متعصّب'.
وأضاف: 'من جهة أخرى لا يمكن لدروز سوريا الذين عاشوا في سوريا مع أبناء وطنهم الآخرين بوحدتها واستقلالها أن يعيشوا خارج تاريخهم وخارج تراثهم وخارج وحدة وطنهم. ودعوات الانفصال هي انقلاب على تاريخهم وهويتهم وستؤدي إلى خدمة مخططات إسرائيل التي لا تهتم الا الى تقسيم المنطقة والى مزيد من الحروب الطائفية والأهلية التي قد لا تقف عند حدود الوطن السوري'.
وقال جنبلاط: 'هويتنا وانتماؤنا عربي وإسلامي، وتاريخنا هو انتماء حضاري لهذه الأمة والدفاع عنها ونحن هنا في لبنان لم نمنح فرصة لفتنة بين أهل التوحيد وأي من أبناء وطنهم، عشنا الحروب وآلامها ولا يمكن أن نقبل أن يجرّنا أحد إليها مجددًا'.
وأكّد أنّه 'يجب ان ندرك محيط الطائفة الدرزية معروف ما هو - عربي إسلامي، وضمانتنا هي هويتنا العربية والاسلامية'.