اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
ضرب زلزال قوي بلغت شدّته 6.0 درجات على مقياس 'ريختر' صباح اليوم الخميس، جزيرة كريت الواقعة جنوب اليونان، في حدث أعاد التذكير بالنشاط الزلزالي الكامن في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأعلن المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل أنّ الزلزال وقع على بعد نحو 79 كيلومترًا شمال شرق مدينة هيراكليون، كبرى مدن جزيرة كريت، وعلى عمق متوسط تحت سطح الأرض، ما جعله محسوسًا لدى السكان المحليين بشكل واضح.
وفي بيان موازٍ، ذكر المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض (GFZ) أن الزلزال وقع على عمق بلغ 77 كيلومترًا، مشيرًا إلى أن القوة الأولية للهزة قدّرت بـ 6.5 درجات، قبل أن يتم تعديلها لاحقًا إلى 6.0 درجات مع توفر بيانات أكثر دقة، وهو أمر معتاد في الساعات الأولى بعد الزلازل.
ارتدادات تصل إلى لبنان ودول الجوار
لم يقتصر تأثير الزلزال على الأراضي اليونانية فحسب، بل امتدت تردداته لتصل إلى عدد من دول شرق المتوسط، حيث شعر سكان بعض المناطق اللبنانية، خصوصًا الساحلية منها، بهزّة أرضية خفيفة. ووفقًا لشهادات محلية، فقد أحسّ سكان طرابلس والمنية والكورة في شمال لبنان بالهزة قرابة الساعة السادسة والنصف صباحًا، من دون تسجيل أي أضرار مادية أو بشرية.
كما أفادت تقارير إعلامية بأن مصر وسوريا وفلسطين سجّلت أيضًا اهتزازات خفيفة في مناطق متفرقة، في مؤشر إلى اتساع رقعة التأثير الزلزالي، على الرغم من أن مركز الزلزال كان في البحر وعلى عمقٍ كبير نسبيًا.
تأهّب في كريت ولا أضرار تُذكر
من جهتها، أعلنت فرق الإطفاء والجهات المعنية في اليونان حالة التأهّب في مختلف مناطق جزيرة كريت بعد وقوع الزلزال، تحسّبًا لأي تداعيات طارئة، خصوصًا في المناطق الجبلية والقرى النائية. إلا أن إدارة الإطفاء اليونانية أكدت في بيان رسمي أنها لم تتلقَّ أي طلبات للمساعدة، ما يشير إلى عدم وقوع أضرار جسيمة حتى الآن.
السياق الجيولوجي: منطقة نشطة زلزاليًا
تُعدّ جزيرة كريت وسواحل شرق المتوسط من المناطق الزلزالية النشطة عالميًا، إذ تقع عند نقطة التقاء الصفائح التكتونية الأفريقية والأوراسية. هذا الالتقاء الجيولوجي يولّد طاقةً هائلةً تتراكم على مدار السنوات، وتُفرَغ في شكل زلازل متفاوتة القوة، ما يجعل المنطقة عرضة لزلازل متكررة، بعضها مدمّر.
دروس وتذكير بالاستعداد
على الرغم من أن الزلزال لم يخلّف أضرارًا تُذكر هذه المرة، إلا أنه يشكّل تذكيرًا حقيقيًا بضرورة الاستعداد والتأهب الدائم في الدول الواقعة ضمن هذه الرقعة الجغرافية النشطة، سواء من خلال تحديث أنظمة الرصد المبكر أو رفع مستوى التوعية لدى السكان بكيفية التصرف خلال الهزّات الأرضية وبعدها.