اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٢ أذار ٢٠٢٥
أدان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية صباح النعمان، تعرض عدد من المواطنين السوريين العاملين في البلاد لاعتداءات من قبل مجموعة ملثمة تنسب إلى فصيل يطلق على نفسه اسم 'تشكيلات يا علي الشعبية'.
وقال النعماني في بيان صحافي وزع فجر اليوم الأربعاء، إن 'بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي نشرت مقطع (فيديو) يظهر أعمال عنف مشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قِبل مجموعة ملثمة تنسب إلى فصيل يطلق على نفسه اسم 'تشكيلات يا علي الشعبية'.
وأضاف: 'على الفور وجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يرتكب هذه الأفعال غير القانونية التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة'.
وأكد أن هذه الأفعال هي 'اعتداءات مدانة بحكم القانون، وتخالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تمثل انتهاكا لكرامة الإنسان وحقوقه'.
وشدد النعماني على 'عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين العراقي والسوري'، وأن 'القانون سيطبق كاملا على كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الاعتداءات، دون أي تساهل أو تمييز، تأكيدا على مبدأ سيادة القانون وحماية الأمن المجتمعي'.
إقرأ أيضا: توثيق أممي: مقتل أكثر من 800 شخص في سوريا على أساس طائفي!
وكان عدد من العاملين السوريين تعرضوا لاعتداءات من قبل مجموعة ملثمة تنسب إلى فصيل يطلق على نفسه اسم 'تشكيلات يا علي الشعبية'، الثلاثاء، مما استدعى إدانة من العراق.
بيان للخارجية السورية
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان: 'ندين ما يتعرض له السوريون في العراق، وهذه الأفعال تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الدولي'.
وطالبت الحكومة العراقية 'بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان أمن وسلامة السوريين المقيمين في العراق'.
وشددت على أنها ستتواصل 'مع الأشقاء في العراق والحكومة العراقية للعمل عن كثب ومعالجة الانتهاكات'.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، بتشكيل فريق أمني لملاحقة مرتكبي أعمال عنف بحق عمال سوريين في العراق.
رئيس الوزراء العراقي يدين
ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الناطق باسم السوداني قوله، إن 'بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي تداولت مقطع فيديو يظهر أعمال عنف مُشينة بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، من قِبَل مجموعة مُلثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم (تشكيلات يا علي الشعبية)، وعلى الفور، وجه القائد العام للقوات المسلحة، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يرتكب هذه الأفعال غير القانونية التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة'.
وأضاف أن 'هذه الأفعال هي اعتداءات مُدانة بحكم القانون، وتخالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تمثل انتهاكا لكرامة الإنسان وحقوقه'.
كيف بدأت حملات التحريض
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق حملات تحريض غير مسبوقة ضد المقيمين السوريين، على خلفية أحداث الساحل خلال الأيام الماضية.
وبحسب ما رصدت وسائل إعلام بدأت الحملة بنشر حسابات عراقية عناوين مقيمين سوريين، قاموا بتأييد عمليات القوات الأمنية في الساحل ضد فلول النظام، وحرّضوا عليهم باعتبارهم 'داعمين للإرهاب'.
وتفاعلت السلطات العراقية بشكل سريع مع حملات التحريض، وأعلنت اعتقال مجموعة من السوريين بتهمة دعم وتمجيد الإرهاب.
وكانت بعض المنشورات للمقيمين السوريين تحرض ضد المدنيين من الطائفة العلوية، وفقا لحسابات عراقية.
إلا أن التحريض طال كافة من قام بتأييد ملاحقة فلول النظام، ليضطر العديد من السوريين إلى التوضيح والاعتذار بعد الحملة الشرسة ضدهم.
مطالبة بالطرد
وفي وقت لاحق، اتسّعت حدة التحريض لتشمل كافة المقيمين السوريين، باعتبارهم عبئا على العراق، بغض النظر عن مواقفهم السياسية.
وقالت حسابات عراقية إن عددا كبيرا من السوريين دخلوا العراق بطرق غير نظامية، ويعملون دون حصولهم على إقامات أو أوراق ثبوتية، ما ينبغي طردهم على الفور.
تشكيل غامض يعلن مسؤوليته
وأول ظهور لهذا التشكيل جاء في مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مجموعة ملثمة تعتدي على عدد من العمال السوريين، مدعية انتماءها لهذا الفصيل.
وكان التشكيل قد أعلن في بيان نشره على منصة 'إكس' أن تشكيلات 'يا علي الشعبية' في العراق 'انطلقت لاستهداف المقيمين السوريين الذين يصفقون لجرائم الجولاني (الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع) على العلويين والمسيحيين'.
ولا تتوفر معلومات مؤكدة حول هوية هذه المجموعة وما إذا كانت مرتبطة بجهات معينة.
إقرأ أيضا: بيان مشترك عن الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل: لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية تنعقد
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس في الساحل السوري ذات الأغلبية العلوية توترا أمنيا كبيرا، وأحداث دامية، هي الأعنف منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الاسد.
وقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 807 مواطنين في محافظتي اللاذقية وطرطوس، جراء عمليات التصفية، بينهم مواطنون من طوائف غير علوية. وجاءت محافظة اللاذقية في المرتبة الأولى، تلتها طرطوس، ثم حماة، وأخيراً حمص.
ووفقاً للمرصد فإن هذه الجرائم تأتي في إطار عمليات انتقام واسعة النطاق تستهدف الطائفة العلوية، وسط استمرار عمليات القتل الجماعي وحرق المنازل والتهجير القسري، في ظل غياب أي تدخل دولي لوقف هذه المجازر.
العلاقات العراقية السورية
ومنذ تولي القيادة السورية الجديد الحكم، شهدت العلاقات بين الحكومة العراقية والإطار التنسيقي من جهة، والإدارة السورية الجديدة من جهة أخرى، تباينا ملحوظا.
في البداية، تأخرت بغداد في تهنئة الشرع، مما أثار تساؤلات حول موقف العراق من التغيير في سوريا.
وأوضح بعض قادة الإطار التنسيقي أن هذا التأخير لا يعني رفضا للتواصل مع الإدارة الجديدة، بل يعكس حذرا ناتجا عن غموض مواقف بعض شخصيات النظام السوري الجديد.
من جهة أخرى، سعت الحكومة العراقية إلى إعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق. في ديسمبر 2024، أعلنت بغداد عن استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا، مؤكدةً حرصها على تعزيز العلاقات بما يخدم استقرار المنطقة.
مع ذلك، لا تزال هناك تحفظات داخل بعض أوساط الإطار التنسيقي بشأن سرعة الانفتاح على الإدارة السورية الجديدة. ويعود ذلك إلى مخاوف تتعلق بتبعات الوضع السوري على العراق، خاصة في ظل التوترات الإقليمية والتدخلات الخارجية.