اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٥ أيلول ٢٠٢٥
كتبت لارا يزبك في 'المركزية':
لم تكتف كتلة الوفاء للمقاومة بمطالبة الحكومة بالتراجع عن قرارات جلستي ٥ و٧ آب، قائلة في بيان عقب جلسة دورية الاربعاء برئاسة النائب محمد رعد، أن 'من موجبات الدفاع عن لبنان وحفظ السيادة الوطنية أن تراجع السلطة حساباتها وتتوقف عن تقديم هدايا مجانية للعدو'، داعية إياها الى التراجع 'عن قرارها غير الميثاقي وغير الوطني في موضوع سلاح المقاومة وتمتنع عن الخطط المزمع تمريرها بهذا الصدد'، بل رأت ايضا ان هذه الحكومة تهدد الوحدة الوطنية. فاعتبر أعضاء الكتلة أنّ 'أمام الحكومة سلسلة طويلة من الاستحقاقات الهامة في ظل التحديات الاستراتيجية الراهنة، ويأتي في طليعتها المبادرة إلى ترميم ما صدّعته من وحدة وطنيّة نتيجة تورّطها بالقرار الخطيئة الذي يهدّد الاستقرار، وكذلك الشروع في إعادة إعمار وترميم ما هدمته الحرب العدوانية الاسرائيلية الأخيرة والقيام بواجباتها تجاه المواطنين والمتضررين'.
بغض النظر عن مطالبة حزب الله الدولة ببناء ما دمره هو حين قرر، من دون مراجعتها، فتح حرب الاسناد، تسأل مصادر سياسية سيادية عبر 'المركزية'، هل فعلا صدعت الحكومة، الوحدة الوطنية؟! هي اتخذت قرارا رحب به كل اللبنانيين، على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم ومناطقهم ومذاهبهم، باستثناء حزب الله وحركة أمل. مِن المسيحيين الى السنة مرورا بالدروز، وصولا الى الشيعة المستقلين، الكل اشاد بخطوة الحكومة السيادية. مرجعيات سياسية وروحية وشخصيات من الوسط السياسي والاقتصادي و'الاكاديمي' والعلمي، لم نسمع ونقرأ بعد جلسة ٧ آب الا مواقف صادرة عنها، تشد على يد الحكومة، وتشكرها على قرارها.
في المقابل، يقف حزب الله ومعه حركة امل، ومن يدور في فلكهما من مرجعيات روحية وإعلام، ويصوبون على القرار 'الصهيوني' ويخونون الحكومة ويهددون بالفتنة والحرب الاهلية والمعارك الكربلائية! فمَن يكون، والحال هذه، يخرق الاجماع الوطني ويقف في وجهه ويهدده؟! أليس الحزب الذي لم يراع يوما الوحدة الوطنية لا حين قرر فتح جبهة الاسناد او الذهاب للقتال في سوريا ولا حين اعلن انه لن يُسلم السلاح حينما حضر الموفد الأميركي توم برّاك لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، ولا حين قام باجتياح بيروت في ٧ ايار؟
على الحزب لا الحكومة اذا، ان يراجع حساباته وسياساته وخطاباته وقراراته. اما الحكومة، فعليها المضي قدما في بناء دولة يحلم بها اللبنانيون، ولينضم اليها الحزبُ بدلا من محاربتها، تختم المصادر.