اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
شدد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على أن «الحق في معرفة الحقيقة هو حق مقدس لكل عائلة من عائلات المفقودين والمخفيين قسرا»، خلال استقباله أعضاء الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا في قصر بعبدا، بعد أدائهم اليمين القانونية أمامه.
ودعا الجميع إلى«التعاون وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف هذه الحقيقة مهما كانت قاسية».
وأمام وفد من «الوكالة الجامعية للفرنكوفونية» برئاسة سليم خلبوص وأعضاء مكتب لبنان والشرق الأوسط الإقليمي، أكد رئيس الجمهورية «ان لبنان كان وسيعود صلة وصل بين الشرق والغرب، وان دوره في الفرنكوفونية رائد ومستمر رغم الظروف التي مر بها»، مشددا على «ان مسيرة التعافي قد بدأت».
وقال الوزير السابق للداخلية العميد مروان شربل بعد لقائه رئيس الجمهورية في بعبدا: «موقف الرئيس عون من مسألة التفاوض على غرار ما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية، يؤسس لمرحلة جديدة من تكريس السيادة الوطنية على كل الأراضي اللبنانية».
وبالتالي يعود ملف العلاقات اللبنانية ـ السورية إلى واجهة الاهتمام وبقوة من بوابة المفقودين والموقوفين في البلدين، مع تراجع الاتصالات الدولية على وقع ما سيؤدي اليه بدء تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، ومدى نجاح الإجراءات الميدانية على الارض، إلى متابعة نتائج الاجتماعات المشتركة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والذي يشارك فيه لبنان بوفد كبير يضم وزراء ونوابا اضافة إلى حاكم مصرف لبنان.
وفي هذا السياق، يلقى إصرار السلطة اللبنانية رئاسة وحكومة على بسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية الدعم الدولي الواسع وخصوصا من دول القرار. وذكرت مصادر ديبلوماسية لـ«الأنباء» ان موقف رئيس الجمهورية من التفاوض (غير المباشر) لحل المشاكل الحدودية والانسحاب العسكري الإسرائيلي، وان لم يقابل بإيجابية من إسرائيل، إلا انه يسحب من يدها أوراق ضغط كانت تمارسها على لبنان لجهة رفض الانسحاب من المواقع التي لاتزال تحتلها، ووقف العدوان الذي يشهد وتيرة متصاعدة يوميا، خصوصا لجهة التدمير الممنهج لما تبقى من أبنية في البلدات الحدودية، والتضييق على من عاد من أهلها، ومنعهم من جني موسم الزيتون الذي يشكل مصدرا أساسيا لمعيشتهم. وقد ساهم تدخل الجيش اللبناني والقوات الدولية «اليونيفيل»، في إعطاء مهلة زمنية لانجاز عملية القطاف بإشراف ومتابعة ميدانية من الجيش و«اليونيفيل».
وقد تكررت الحكايات عن منع الجيش الإسرائيلي المزارعين في البلدات الحدودية من التوجه إلى حقولهم لقطف موسم الزيتون، فضلا عن تعرض بساتين عدة للتلف التام جراء أعمال التجريف من قبل الآليات العسكرية الإسرائيلية الضخمة. وروى بعض المزارعين ومالكي الأراضي ضياع تعب عمره سنين في تحضير البساتين بعد زرعها بأشجار الزيتون. وأجمع البعض على استبعاد تكرار التجربة «لأن العمر قد مضى»، كما قال «أبو حنا» من جديدة مرجعيون. فيما خرجت منتجات من الزيت والزيتون أصابت نجاحا عالميا من بلدة دير ميماس من السوق، لعدم توافر موسم للزيتون في البلدة وجوارها. وتحدث بعض الأهالي عن «أسعار خيالية» دفعت لأجل الحصول على صفيحة زيت (16 كيلوغراما) من البلدات الحدودية، وجهود لتأمين توافرها من الذين تمكنوا من الوصول إلى أطراف بساتينهم بعد اتصالات مع «اليونيفيل» عبر الجيش اللبناني.
وفي العاصمة الأميركية واشنطن، يتابع الوفد اللبناني محادثاته مع مسؤولي صندوق النقد والبنك الدولي، حول الآليات التي تسمح بمعالجة «الفجوة المالية»من دون المس بأموال المودعين، ولو اقتضى الأمر إطالة الفترة الزمنية لاسترجاع هذه الودائع، من خلال إجراءات تحفظ حقوقهم. وهذه واحدة من أكبر العوائق التي تقف في وجه التعاون بين الحكومة اللبنانية والمؤسسات الدولية. وتشير المصادر إلى ان هذه المحادثات، على رغم صعوباتها، تسهم في تخفيف القيود والإجراءات لجهة فتح الباب امام تقديم المساعدات للبنان وخصوصا في عملية إعادة الإعمار وتمويل البنى التحتية الاساسية، اضافة إلى المرافق العامة الحيوية من مياه وكهرباء.
وعرض وزير المال ياسين جابر في كلمة أمام الاجتماع الوزاري لمجموعة الأربع والعشرين «حجم التحديات التي يواجهها لبنان جراء التصعيد الجيوسياسي في المنطقة»، مشيرا إلى أن «كلفة الحرب الإسرائيلية على لبنان قدرت بأكثر من 11 مليار دولار أميركي، فضلا عن الخسائر البشرية وموجات النزوح». وشدد على أن لبنان «يقف عند مفترق طرق، ويواجه تحديات هائلة، لكنه مصمم على شق طريق التعافي»، داعيا المجتمع الدولي إلى «الإسراع في تقديم المساعدات وعدم تغليب السياسة على الاحتياجات الإنسانية».
كما أكد أن لبنان، ورغم أزمته المالية غير المسبوقة وفقدان عملته أكثر من 90% من قيمتها، «لا يزال ملتزما باتفاقاته الدولية ويواصل المساهمة في حركة التجارة العالمية».
وأشار إلى أن «الحكومة تعمل على إعادة هيكلة القطاع المصرفي وإعادة رسملة المصرف المركزي، في إطار خطة شاملة تهدف إلى استعادة الثقة والاستقرار المالي».
حياتيا، نفذ اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي، اعتصاما أمام مركز ضمان طرابلس في الميناء، رفضا للإجراء المتخذ لصالح شركتي الخليوي القاضي باعطائهما براءات ذمة من دون الرجوع إلى الضمان، «في سابقة مؤذية للضمان ولمالية الدولة والعمال»، بحسب المعتصمين.
وفي يوميات الاعتداءات الإسرائيلية، تحدثت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية عن تحليق للطيران المسير الإسرائيلي صباحا فوق العاصمة بيروت وضواحيها.
ونفذ الجيش الإسرائيلي تفجيرا كبيرا أمس في حي الكساير عند أطراف بلدة ميس الجبل. كما قام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من الموقع المستحدث في تلة الحمامص عند أطراف بلدة الخيام.
وصدر عن وزارة الصحة العامة بيان، أعلنت أن «غارة العدو الإسرائيلي على بلدة وادي جيلو، أدت إلى إصابة شخص بجروح».