اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأخبار
نشر بتاريخ: ١١ شباط ٢٠٢٥
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الأعنف على المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية منذ حوالي شهر، مُجبراً آلاف السكان على النزوح قسراً، ومُخلّفاً عشرات الشهداء والجرحى، فضلاً عن عمليات التدمير الممنهج.
وفي هذا الصدد، وجّه محافظ طولكرم عبد الله كميل، «نداء استغاثة عاجل» باسم مؤسسات المحافظة وفعالياتها، لوقف العدوان المستمر منذ 16 يوماً، و«إسناد من أُجبروا على النزوح قسراً من منازلهم بمخيّمَي طولكرم ونور شمس».
وحذّر كميل، في بيان، من أن «مخيّمَي نور شمس وطولكرم يتعرّضان لأبشع عدوان أدى إلى نزوح جماعي وصل إلى حدّ 85% من سكانه، الذين أُجبروا على الخروج قسراً من منازلهم، ومن بينهم مرضى وذوو إعاقة وأطفال ونساء»، مشيراً إلى «عمليات تدمير ممنهج للبنية التحتية عدة مرات، ما أدى إلى استنزاف السلطة الوطنية مالياً».
ويواصل الاحتلال، بالتوازي، عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني والعشرين على التوالي، إذ اقتحمت آلياته فجر اليوم الحيّ الشرقي من المدينة، برفقة جرافات عسكرية، وبغطاءٍ من قنّاصين، اعتلوا بنايات عالية وأسطح منازل مشرفة على المكان. ودمّرت القوة المقتحمة البنية التحتية والشوارع، إضافةً إلى مركبات وممتلكات لسكان المنطقة.
بدوره، أكد رئيس بلدية جنين محمد جرار، أن هذا العدوان والإخلاء هما «الأسوأ على الإطلاق»، ويتزامنان مع ظروف اقتصادية صعبة، مشدداً على أن ما يحصل في جنين «كارثة على كل المستويات، تتمثّل إنسانياً بتهجير 15 ألف مواطن في مدينة صغيرة».
كذلك يواصل الاحتلال عدوانه على مخيّم الفارعة جنوبي طوباس، حيث تتعمّد قواته تجريف الطرقات وتدمير المباني والممتلكات.
وأفادت لجنة الطوارئ في المخيم بأن ثلث سكانه المقدّر عددهم بنحو 3,000 نزحوا بقوة السلاح، كاشفةً أن «البنية التحتية شبه معدومة»، وأن «قوات الاحتلال تواصل منع إدخال الإمدادات و طواقم الإسعاف إليه».
وفي هذا السياق، أعلنت وكالة «الأونروا» أن «إسرائيل شرّدت نحو 40 ألف مواطنٍ من مخيمات اللاجئين بشمال الضفة الغربية»، مؤكدةً أن «التهجير القسري للتجمعات الفلسطينية يتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق».
وشرحت الوكالة، في بيان، أن «عمليات التهجير بدأت في مخيم جنين واستمرت نحو ثلاثة أسابيع، وهي حالياً الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية، وقد امتدت إلى مخيمات طولكرم ونور شمس والفارعة»، موضحةً أن «أكثر من 60%، من النزوح في عام 2024، كان نتيجة لاقتحامات الاحتلال».
كما شددت الوكالة على أن «العمليات المتكررة والمدمرة جعلت مخيمات اللاجئين الشمالية غير صالحة للسكن، ما أدى إلى حصار السكان في نزوح دوري»، مبيّنةً أن «النزوح القسري في الضفة هو نتيجة لبيئة خطيرة وقسرية على نحو متزايد».
ولفتت الوكالة إلى أن «استخدام الضربات الجوية والجرافات المدرعة والتفجيرات المتحكم فيها والأسلحة المتقدمة من الاحتلال أمر شائع وهو امتداد للحرب في غزة»، موثّقةً «تنفيذ ما لا يقلّ عن 38 غارة جوية في عام 2025 وحده».