اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
أشار رئيس الجمهورية جوزاف عون في كلمة له خلال افتتاح أعمال الملتقى الإعلامي العربي، أن المقولة 'الحقيقة مملة باهتة، والإشاعة جذابة مثيرة'، المنسوبة إلى أحد خبراء التواصل،
تجسد الإشكالية المطروحة اليوم، وتشكل معضلة هذا العصر، ومعاناة المسؤولين، ومسؤولية الإعلاميين.
وسأل :' لماذا هي معاناتنا نحن كمسؤولين؟ لأنه لا يمكن لمجتمع بشري أن يتقدم ويتطور بناءً على كذبة، ولا يمكن أن نحقق خير الإنسان إلا بالحقيقة، فالكوارث التي عرفها البشر عبر التاريخ كانت نتاج الأوهام والأكاذيب والأضاليل، والاستثمار في إثارة الغرائز والشعبويات وفي أنصاف الحقائق أو أشباهها'.
وأشار إلى أن الحكم الصالح يحتاج إلى من يقول له الحقيقة، 'فيما الشعبويات الكارثية وحدها تقوم على التطبيل، وطبعاً على التضليل'، مضيفاً: 'هنا تكمن معاناة الحاكم المسؤول، بين واجبه في مصارحة شعبه وقيادته على درب الخلاص الصعب، وبين من يسوق الناس بالدجل إلى طرقات الجحيم الواسعة المعبدة بأعذب الكلام'.
وأضاف أن مسؤولية الإعلاميين 'هي في البحث عن سبل البقاء رسلاً للحقيقة في قلب هذه الانقلابات، وكيفية الحفاظ على الاستقلال المالي في زمن تبتلع فيه غيلان التكنولوجيا كل شيء، والدفاع عن معادلات القيم الأساسية، ليظل الخبر سقفه الحقيقة، فلا إعلام ولا من يُعلِمون أو يَعلَمون خارجها'.
وأشار إلى أن هذه المسلّمة ليست من وضعه، بل نصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي 'أعطى الجميع الحقوق والحريات في التعبير في المادة 19، لكنه أكد أيضاً في المادة 29 أنه لا يُخضع أي فرد في ممارسة حقوقه وحرياته إلا للقيود التي يقررها القانون، مستهدفاً منها ضمان الاعتراف بحقوق الآخرين واحترامها، والوفاء بمقتضيات الفضيلة والنظام العام ورفاه الجميع في مجتمع ديمقراطي'.
وختم الرئيس عون قائلاً: 'مسؤوليتكم اليوم أن تجعلوا من الحقيقة مجدداً كل الخبر، فالثابت في جدلية الحقيقة والكذبة أنه يمكن تضليل بعض الناس كل الوقت، كما يمكن تضليل كل الناس بعض الوقت، لكن يستحيل تضليل كل الناس كل الوقت. ولأنكم أنتم من أنتم، ولأنكم تجتمعون في لبنان، في الأرض التي وُلدت مع الكلمة وعاشت من أجل الحرية وناضلت لأجل الحقيقة، الحقيقة التي وحدها تحرّر، ووحدها تعمّر، ووحدها تحقق الخير لكل البشر، أحييكم وأتوجه بالشكر للمنظمين والمشاركين، وأؤكد أن عاش الإعلام الحر المسؤول الخيِّر، لتحيا شعوبنا بخير ومسؤولية وحرية'.











































































