اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
بدأ الوفد الإماراتي رفيع المستوى جولة ميدانية صباح اليوم الأربعاء في العاصمة بيروت، وِفق برنامج زيارات مكثّف يشمل مواقع حيوية في قطاعات النقل، الطيران، التكنولوجيا والتحوّل الرقمي، في إطار تعزيز الشراكة اللبنانية – الإماراتية وفتح آفاق جديدة للتعاون التنموي والاستثماري.
الجولة التي يقودها عبد الله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية وتبادل المعرفة في دولة الإمارات، انطلقت من مرفأ بيروت، حيث كان في استقبال الوفد وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني. وقد عبّر رسامني عن تطلّعه إلى استعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم، قائلًا: 'علينا اتخاذ القرار لإعادة الثقة للمواطن بوطنه، والإمارات هي بلدنا الثاني. عندما كان وطننا في محنة ومخطوفًا اضطر أهلنا إلى مغادرة لبنان، واليوم وبعد بداية عهد جديد سنعمل على إعادة أهلنا'.
من جهته، أكد رئيس الوفد الإماراتي أنّ للبنان مكانة خاصة لدى قيادة دولة الإمارات، مشدّدًا على أن 'لدى اللبناني رغبة حقيقية في عودة وطنه إلى دوره الاستراتيجي، ورئيس دولة الإمارات حريص على منح لبنان كل ما يتمناه'.
عيتاني: مرفأ بيروت في جهوزية تامة
من جانبه، أكد رئيس مجلس الإدارة، مدير عام مرفأ بيروت، عمر عيتاني، خلال لقاء عُقد عبر تقنية “زوم” على هامش جولة الوفد الإماراتي، أن المرفأ بات في جهوزية تامة للانضمام إلى خطوط النقل العربية واستعادة موقعه كمحور استراتيجي يربط الشرق بالغرب.
وأشار إلى أن أعمال تركيب أجهزة الكشف (السكانرز) دخلت مراحلها الأخيرة، ضمن خطة متكاملة لتعزيز البنية التحتية والرقابة الأمنية. كما شدد على أن الإدارة، رغم النقص في الكوادر البشرية، قادرة على إدارة الاستثمارات الحالية والمستقبلية بكفاءة عالية، مستفيدة من هيكلية مرنة وخطط تشغيل فعالة.
وتوقف عند التجربة الناجحة في التعاون بين القطاعين العام والخاص، ولا سيما بعد خصخصة محطة الحاويات، معتبراً أن هذه الخطوة شكلت نقلة نوعية في إدارة وتشغيل المرفأ. كما أشار إلى الشراكة المتقدمة بين القطاعين في تطوير محطة البضائع اللوجستية داخل المنطقة الحرة، بما يعزز من دور المرفأ كمركز إقليمي للخدمات المتكاملة.
ولفت عيتاني إلى أن إعادة تأهيل المرفأ تشمل أيضاً الاستثمار في التنمية البشرية من خلال تدريب الكوادر وتعزيز المهارات التقنية والإدارية، بما يتماشى مع متطلبات المرافئ الذكية ومعايير التشغيل الدولية.
من المرفأ إلى المطار
بعد المرفأ، انتقل رسامني ولوتاه إلى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، حيث بدأوا جولتهم في مركز سلامة الطيران، برفقة وفد إماراتي موسّع ضمّ ممثلين عن مكتب التبادل المعرفي الحكومي (GEEO)، ووزارات شؤون مجلس الوزراء والخارجية والتعاون الدولي، إضافة إلى بعثة الإمارات في بيروت وصندوق أبوظبي للتنمية.
أعضاء الوفد الإماراتي وفق الترتيب البروتوكولي:
1 – عبد الله ناصر لوتاه – مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء.
2 – منال بن سالم – المدير التنفيذي لمكتب التبادل المعرفي الحكومي.
3 – ميثاء الحمادي – محللة بحوث أولى.
4 – حمد المرزوقي – مدير العلاقات الحكومية.
5 – أحمد علي – مدير الشؤون اللوجستية والعمليات.
6 – راشد الحميري – مدير التنمية والتعاون الدولي في وزارة الخارجية.
7 – ماجد المسافري – أخصائي أول.
8 – فهد الكعبي – القائم بأعمال سفارة الإمارات في بيروت.
9 – عبد الله المنصوري – المدير الإقليمي لصندوق أبوظبي للتنمية.
10 – ميرا النيادي – باحث إعلامي في السفارة الإماراتية.
وقد شاركت في الزيارة الدكتورة روعة حاراتي، مستشارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لشؤون التعاون الاقتصادي الدولي، كما رافق الوزير رسامني في المطار المدير العام للطيران المدني أمين جابر، ورئيس المطار المهندس إبراهيم أبو عليوي، وقائد جهاز أمن المطار العميد فادي الكفوري، وعدد من المسؤولين الفنيين والإداريين.
وأشار رسامني، في تصريح من مطار بيروت، إلى أنّ 'الهدف الاساسي لنا هو استعادة ثقة المواطن'، وقال: 'يجب أن نعمل على تطوير البنى التحتية في لبنان وتعزيز صلة الوصل بين لبنان والدول العربية'.
وأوضح أنّه 'لدينا الكثير من المشاريع'، من أجل السياحة، موضحًا أنّ رئيس الحكومة نوّاف سلام سعيد بالاجتماعات التي عقدها في الإمارات.
وقال رسامني إنّه 'يوجد 200 ألف لبناني في الإمارات وقدرات لبنان وكفاءاته أكبر من بلده'، كاشفًا 'أننا نسعى إلى تعلّم ثقافة السياحة من الامارات وسيتم تشكيل لجان لاكتساب المهارات منها'.
التكنولوجيا والتحوّل الرقمي
وقبل زيارة المرفأ المطار، استقبل وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذّكاء الاصطناعي، كمال شحادة، في مكتبه بـ'بيروت الرقمية' الوفد الإمراتي، حيث جرت مباحثات موسّعة حول سبل التعاون في التحوّل الرقمي، وبناء قدرات الحكومة اللبنانية.
كما بحث شحادة مع الوفد الإماراتي سبل التعاون بين البلدين في مجالات الاستراتيجيات وبناء القدرات الحكومية والبشرية، وناقشوا سبل الإفادة من تجربة الإمارات في التحول الرقمي، وتعزيز الابتكار الحكومي، وبناء بيئة مؤسساتية مرنة تقوم على الشفافية والكفاءة، بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للبنان، وتحويل اقتصاده إلى اقتصاد معرفي تنافسي، وخلق بيئة محفزة للاستثمار.
واصطحب شحادة الوفد بجولةٍ في مدينة بيروت الرقمية برفقة المدير التنفيذي محمد رباح، حيث اطّلع الزوار على مشاريع تقنية رائدة أبرزها 'Ecole 42″، وهو مركز تدريبي للشباب اللبناني في مجالات البرمجة والتكنولوجيا.
ورش عمل وحوارات استراتيجية
كما انتقل شحادة إلى السراي الحكومي، حيث شارك في جلسات وورش عمل برعاية رئاسة الحكومة، ركّزت على تطوير الإدارة العامة والتبادل المعرفي مع الإمارات، بهدف تحقيق نقلة نوعية في القطاعات الحيوية كالتعليم، الخدمات، الاقتصاد الرقمي، وتطوير الكفاءات البشرية.
واختتم الوزير شحادة ورشة العمل هذه بالتوجّه بكلمة شكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والوفد الزائر، مثنيًا على تعاونهم البنّاء، ومشيرًا إلى أن هذه الزيارة تؤكد أن الإمارات لم تنسَ لبنان ولا شعبه، كما أعرب عن أمله في تعزيز هذه الشراكة والتعاون في المستقبل القريب.
كما أثنى على دعم رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام لمشروع إنشاء وزارة متخصّصة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنّها ستبصر النور قريبًا، وستكون نقطة تحوّل في دعم المواهب اللبنانية وريادة الأعمال.