اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
من السودان الغارق في الدماء إلى نيجيريا التي تئنّ تحت ضربات الإرهاب، ومن الحدود المشتعلة بين الهند وباكستان إلى توتر أوروبا أمام عودة لغة الحرب، يبدو أن العالم اليوم يسير بخطى متسارعة نحو مرحلة جديدة من اللااستقرار، وكأنّ الكوكب يعيش فوق بركان لا يهدأ.
في السودان، يتواصل النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفًا آلاف القتلى وملايين النازحين في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية والتطهير العرقي في القرن الحادي والعشرين. مدن بكاملها دُمّرت، ومستشفيات أُقفلت، فيما العالم يكتفي بالبيانات والتنديد.
أما في نيجيريا، فالإرهاب يضرب من جديد قرى وبلدات، والمواطن البسيط يعيش بين خوف الجوع وخطر السلاح. وبينما يحاول البلد الإفريقي الأكبر اقتصادًا النهوض، تتهاوى آمال الناس أمام مشهد الدم والعنف.
وفي جنوب آسيا، تتصاعد الاشتباكات الحدودية بين الهند وباكستان، والملف النووي يظلّ شبحًا ثقيلًا فوق المنطقة الحساسة. كلمات القادة هناك لا تبشّر بحكمة، بل تزيد النار اشتعالًا.
أما أوروبا التي كانت ترى نفسها واحة أمان، فتعيش اليوم على وقع التهديدات الإرهابية، وارتدادات الحرب في أوكرانيا، وقلق متصاعد من اتساع رقعة الصراع شرقاً وغرباً.
وفي الشرق الأوسط، لا تهدأ الجبهات: من غزة التي تنزف وتباد، إلى لبنان المنتهكة سيادته يومياً الى سوريا والعراق واليمن، حيث تتقاطع الصراعات الدولية والإقليمية، ويظل المواطن هو الحلقة الأضعف دائمًا.
هكذا يبدو المشهد العالمي اليوم: عالم يفتقد التوازن، وقيم الإنسانية فيه تترنّح بين المصالح والسلاح.
ومع كل ذلك، يظلّ الأمل بأن تستيقظ الضمائر، وأن تُستعاد لغة الحوار قبل أن تغرق الأرض أكثر في ظلام العنف.











































































