اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٥ نيسان ٢٠٢٥
وصلت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، صباح اليوم، إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية جوزف عون.
وتأتي زيارة أورتاغوس الثانية إلى لبنان بعد موجة من التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل، كان آخرها عملية اغتيال استهدفت قياديّاً في حركة 'حماس' الفلسطينية، بمدينة صيدا جنوبي لبنان، وغارات استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأوللى منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 4 أشهر.
ووصلت أورتاغوس عصر أمس إلى بيروت في ظروف ساخنة لا تختلف كثيراً عن أجواء زيارتها الأولى التي أطلقت خلالها مواقف اعتبرت حادة ضد 'حزب الله'، ستزور في العاشرة والنصف السرايا الحكومية للقاء الرئيس نواف سلام ومنها إلى عين التينة في الحادية عشرة والنصف للاجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ويرجح أن تلتقي أيضا وزيري الخارجية يوسف رجي والمال ياسين جابر وقائد الجيش الجديد وحاكم مصرف لبنان الجديد.
حذر وترقب في لبنان
وثمة ترقب كبير محفوف بالحذر للمواقف الجديدة التي ستعلنها اليوم وعلى أساسها يتضح مسار نتائج مهمتها وإلى أي حدود تتوافق مع مواقف أركان الدولة في لبنان.
وسبق زيارة أورتاغوس سلسلة تكهنات أدرجتها في خانة الضغط الشديد على لبنان في ملف نزع سلاح «حزب الله»، واستندت في ذلك إلى ما صدر في الأيام الأخيرة من مواقف أميركية متشددة، سواء من اورتاغوس أو غيرها من المسؤولين الأميركيين، حول تأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في موازاة خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار وتفلّتها من القرار 1701، والاعتداءات الإسرائيلية اليومية والاغتيالات التي طالت الضاحية الجنوبية قبل ايام، وكذلك مطالبة الحكومة والجيش اللبناني بنزع سلاح «حزب الله»، وإعلان المتحدثة باسم الخارجية الاميركية انّ واشنطن تشجع المفاوضات بين لبنان واسرائيل.
إقرأ أيضا: شينكر يحذر من مواجهة ..ورجّي: لا اعمار بدون تنفيذ المطلوب!
ونقلت صحيفة 'الجمهورية' عن مصادر رفيعة المستوى عن اطلاع جهات مسؤولة على مضمون تقرير ديبلوماسي غربي يؤكّد دعم الإدارة الأميركية الكامل لعهد الرئيس جوزاف عون وحكومة الرئيس نواف سلام. الّا انّه في الجانب الآخر من مضمونه يركّز على «انّ أولوية الإدارة الاميركية في هذه المرحلة هي نزع سلاح «حزب الله»، وانخراط لبنان في مسار مفاوضات مع إسرائيل وصولًا إلى ترتيبات تعزز الأمن والاستقرار بصورة دائمة على جانبي الحدود.
وبحسب هذا التقرير، كما تقول المصادر، «فإنّ لبنان أمام مسؤولية توفير استقراره الداخلي والحفاظ على أمن مستدام فيه، ما يضع الحكومة اللبنانية أمام مسؤولية وواجب المسارعة إلى توفير كل السبل الكفيلة بنزع سلاح «حزب الله» بصورة عاجلة في كل لبنان. وانّ المطلوب من الجيش اللبناني اعتماد سياسة اكثر حزماً في تنفيذ مهمّته».
كما نقلت 'الجمهورية' عن مسؤول كبير قوله رداً على سؤال حول زيارة اورتاغوس، «نحن ننتظر ما ستطرحه، وبناءً على ما ستطرحه سنتعاطى معها. علماً انّ موقف لبنان ثابت ومعروف حيال كل ما يُطرح، ولاسيما لجهة التزامه الكامل باتفاق وقف اطلاق النار وبمندرجات القرار 1701 وبتنفيذ كل ما هو مطلوب منه لإنجاح مهمّة الجيش وقوات «اليونيفيل» في منطقة جنوبي الليطاني. واما موضوع السلاح فمصيره مرتبط بالحوار الذي يجب ان يحصل حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع».
واكّد المسؤول عينه «انّ لبنان ينتظر من الدول الكبرى، وخصوصاً تلك الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار، ان تكون عاملاً مساعداً للبنان في إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها والإنسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها، لا أن تتجاهل هذه الاعتداءات وتلوّح بالعصا على لبنان، وتعلّق عمل لجنة مراقبة تنفيذ إتفاق وقف اطلاق النار لإلزامه بخيارات يرفضها، كالدخول في مفاوضات مع إسرائيل عبر لجان إن وافق لبنان على القبول بها، وكأنّه يوافق على نسف اتفاق وقف النار وإلغاء القرار 1701».
ولفت المسؤول عينه إلى أنّ «التطبيع مرفوض بشكل قاطع، وهذا هو موقفنا لا اكثر ولا اقل». وقال: «انا على قناعة بأنّ كل اللبنانيين يرفضون التطبيع، وبالتالي لن تستطيع إسرائيل ان تفرضه علينا. فما نريده معروف، هو إلزام اسرائيل بالالتزام باتفاق وقف النار ومنع اعتداءاتها».
الموقف الفرنسي
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة 'النهار' بأن باريس تعتبر أنه لا يمكن الانتقال من آلية مراقبة وقف إطلاق النار الثلاثية بين لبنان وإسرائيل إلى نوع من تطبيع ديبلوماسي بينهما.
إقرأ أيضا: العهد ومحاولاته تجنيب لبنان شرّ الازمات
وترفض باريس العمليات الإسرائيلية في لبنان خصوصاً وأن إسرائيل وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار، وتطالب فرنسا الدولة العبرية بالانسحاب من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها في الجنوب اللبناني، فيما تشدّد على أنه يتوجّب على الجيش اللبناني أن يستمر في عمله وقد أظهر قدرته حتى الآن على حفظ الاستقرار في لبنان، لذا ينبغي أن تنسحب إسرائيل كلياً وأن تجنّب لبنان القصف لأن الأولوية اليوم هي عودة استقرار لبنان وتمكين السلطات اللبنانية من استعادة السيطرة، ليس فقط على الحدود بل على كامل الأراضي وحل الأزمة المالية في البلد وتسيير عمل الدولة. ويصف المسؤولون الفرنسيون على أعلى المستويات أداء الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بأنه جيد ومهم وأن فرنسا عازمة على مساعدتهما بتنظيم مؤتمر دولي لتقديم الدعم إلى لبنان.
موقف حزب الله
وحسب 'الجمهورية' أبلغت مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» «إنّ موقف الحزب من نزع سلاحه عبّر عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم برفض التخلّي عن هذا السلاح. فنزع السلاح يعني إضعاف لبنان وإلغاء المقاومة واستسلاماً للمشروع الإسرائيلي، وبالتالي فانّ المطالبة بنزع السلاح في حلم لن يتحقق، وأي ضغوط في هذا الاتجاه مصيرها الفشل الكلي والأكيد»
وبحسب المصادر عينها، وفقاً لأجواء الحزب، فإنّ التمادي الإسرائيلي في الاعتداءات والاستفزازات له حدود في نهاية الأمر إن عاجلاً أو آجلاً، و«حزب الله» يقف حالياً خلف الدولة اللبنانية في مسؤوليتها وجهودها لوقف هذه الاعتداءات والاستفزازات، ويتمنى ان تنجح في ذلك. وقالت: «إنّ الحزب على التزامه باتفاق وقف اطلاق النار، فيما إسرائيل تستغل التفلّت من الاتفاق، والرعاية الأميركية المباشرة لها، للمضي في عدوانها على لبنان، والضغط على بيئة الحزب، باستهدافات يومية للقرى الأمامية وللعائدين اليها ومنعهم من إعادة إعمار بلداتهم، اعتقاداً منها انّها ستفرض واقعاً جديداً على الارض ومعادلات جديدة عجزت عن تحقيقها خلال الحرب والمواجهة المباشرة».