اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
مدار الساعة - كتب: معن البلبيسي - كثيرا ما انصفت افلام هوليوود المقاتل الصيني مقابل خصمة الامريكي، فحينما يتولى الاخير إشعال النزال مفتونا بابعاد قامته وبروزعضلاته، ينبهر المشاهد بالاستعراض الصامت الذي يقدمه المقاتل الصيني بفنون حركاته الرشيقة و المدروسة ، والتي غالبا ما تنهي مفتون القامة الأشقر. مثل ذلك المشهد تماما، تتحرك الصين هذه المرة بقيادة 'الإمبراطور الأحمر ' شين الى ساحة القتال ، لمواجهة قرارات المستاسد الاقتصادي ترامب ، معتدا بقائمة من السلع الاستراتيجية والحربية ، وهي تنذر بالخطر لأنها مدروسة ومخطط لها جيداً، من قبل نخبة بيروقراطية من الموظفين المتمرسين الذين لا يشغلهم شيء سوى تحليل خصوم الصين باستخدام كل أدوات الاستخبارات المتاحة.بدأت الصين ذلك بفرض رسوم جمركية متبادلة بنسبة 34 في المئة على الواردات الأميركية كلها اعتباراً من العاشر من أبريل (نيسان) الجاري. كذلك علقت الصين صادرات ست شركات أميركية إليها، وأطلقت إجراءات لمكافحة الإغراق في القطاع الطبي واستهدفت شركة 'دوبونت' الأميركية العملاقة بتحقيق في ممارسات احتكارية محتملة.أما فنون القتال الصينية التقليدية هنا فقد جاءت تجارية، بقرارات عكست مدى دقة أداء الصينيين عملهم، فهم لم يستهدفوا جزراً تقطنها طيور البطريق برسوم أو يقوموا بحسابات غريبة مثلما فعل ترمب، بل حظروا تصدير المواد 'ذات الاستخدام المزدوج'، أي التي يمكن استخدامها عسكرياً أو مدنياً، إلى 16 شركة أميركية، تعمل كلها في قطاع التكنولوجيا.وتمثلت خطوتهم الرئيسة في فرض ضوابط على التصدير على سبعة عناصر أرضية نادرة بغرض 'حماية الأمن القومي'. ومن المعلوم تماماً أن بعض هذه العناصر يؤدي دوراً حيوياً في أنظمة الأسلحة الأميركية.وتضمنت قائمة العناصر النادرة التيربيوم، الذي يستخدم لتعزيز خصائص المغناطيس المتخصص و المستخدم في أنظمة التوجيه والأقمار الاصطناعية والرادارات، وهو كذلك جزء لا يتجزأ في تصنيع مقاتلات 'أف-35' الحديثة ومسيرات 'بريداتور' وصواريخ كروز والغواصات النووية.وهناك أيضاً الديسبروسيوم، وهو عنصر أرضي نادر تتحكم الصين في إمداداته العالمية كلها تقريباً. يستخدم هذا العنصر في صنع مغناطيسات عالية الجودة تعمل في ظروف شديدة الحرارة ويدخل في تصنيع أحدث أشباه الموصلات. وتعتبر العناصر الأرضية النادرة الأخرى الواردة في قائمة الضوابط حيوية لشفرات التوربينات الخاصة بمحركات الطائرات النفاثة. سيتطلب الآن تصديرها كلها تراخيص خاصة.نوعاً جديداً من المعارك ربما يكون اقل ضرارا من اراقة الدماء لكنه نذير لذلك، يبدا اولا بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث حاول كل من جو بايدن وترمب خنق إمدادات أشباه الموصلات المتقدمة إلى الشركات الصينية المصنعة لها، بينما تسعى الصين إلى خنق إمدادات المواد الخام إلى شركات التكنولوجيا الرائدة في أميركا.ليس من الصعب أن نرى مدى خطورة ذلك. فالحرب الاقتصادية هي من أقدم أنواع الحروب وهي ذاتها الأسباب الأساسية للحربين العالميتين الأولى والثانية ، وحتى منتصف القرن العشرين ، كان يتم تنفيذ تلك الحروب ، ولقد كانت الحروب الاقتصادية في القرون الماضية غير واضحة باستخدام القوة العسكرية ، والاستعمار الذي انتشر في جميع أنحاء العالم في بداية القرن التاسع عشر .الأمر الذي يجعل منها سلاح فتاك ذو ابعادها نفسية واداة فعالة لحسم الصراع اولا، والاسهام في تحطيم معنويات العدو ثانيا ، فهل نرى الواقع في النهاية ينصف المقاتل الصيني ؟
مدار الساعة - كتب: معن البلبيسي - كثيرا ما انصفت افلام هوليوود المقاتل الصيني مقابل خصمة الامريكي، فحينما يتولى الاخير إشعال النزال مفتونا بابعاد قامته وبروزعضلاته، ينبهر المشاهد بالاستعراض الصامت الذي يقدمه المقاتل الصيني بفنون حركاته الرشيقة و المدروسة ، والتي غالبا ما تنهي مفتون القامة الأشقر.
مثل ذلك المشهد تماما، تتحرك الصين هذه المرة بقيادة 'الإمبراطور الأحمر ' شين الى ساحة القتال ، لمواجهة قرارات المستاسد الاقتصادي ترامب ، معتدا بقائمة من السلع الاستراتيجية والحربية ، وهي تنذر بالخطر لأنها مدروسة ومخطط لها جيداً، من قبل نخبة بيروقراطية من الموظفين المتمرسين الذين لا يشغلهم شيء سوى تحليل خصوم الصين باستخدام كل أدوات الاستخبارات المتاحة.
بدأت الصين ذلك بفرض رسوم جمركية متبادلة بنسبة 34 في المئة على الواردات الأميركية كلها اعتباراً من العاشر من أبريل (نيسان) الجاري. كذلك علقت الصين صادرات ست شركات أميركية إليها، وأطلقت إجراءات لمكافحة الإغراق في القطاع الطبي واستهدفت شركة 'دوبونت' الأميركية العملاقة بتحقيق في ممارسات احتكارية محتملة.
أما فنون القتال الصينية التقليدية هنا فقد جاءت تجارية، بقرارات عكست مدى دقة أداء الصينيين عملهم، فهم لم يستهدفوا جزراً تقطنها طيور البطريق برسوم أو يقوموا بحسابات غريبة مثلما فعل ترمب، بل حظروا تصدير المواد 'ذات الاستخدام المزدوج'، أي التي يمكن استخدامها عسكرياً أو مدنياً، إلى 16 شركة أميركية، تعمل كلها في قطاع التكنولوجيا.
وتمثلت خطوتهم الرئيسة في فرض ضوابط على التصدير على سبعة عناصر أرضية نادرة بغرض 'حماية الأمن القومي'. ومن المعلوم تماماً أن بعض هذه العناصر يؤدي دوراً حيوياً في أنظمة الأسلحة الأميركية.
وتضمنت قائمة العناصر النادرة التيربيوم، الذي يستخدم لتعزيز خصائص المغناطيس المتخصص و المستخدم في أنظمة التوجيه والأقمار الاصطناعية والرادارات، وهو كذلك جزء لا يتجزأ في تصنيع مقاتلات 'أف-35' الحديثة ومسيرات 'بريداتور' وصواريخ كروز والغواصات النووية.
وهناك أيضاً الديسبروسيوم، وهو عنصر أرضي نادر تتحكم الصين في إمداداته العالمية كلها تقريباً. يستخدم هذا العنصر في صنع مغناطيسات عالية الجودة تعمل في ظروف شديدة الحرارة ويدخل في تصنيع أحدث أشباه الموصلات. وتعتبر العناصر الأرضية النادرة الأخرى الواردة في قائمة الضوابط حيوية لشفرات التوربينات الخاصة بمحركات الطائرات النفاثة. سيتطلب الآن تصديرها كلها تراخيص خاصة.
نوعاً جديداً من المعارك ربما يكون اقل ضرارا من اراقة الدماء لكنه نذير لذلك، يبدا اولا بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث حاول كل من جو بايدن وترمب خنق إمدادات أشباه الموصلات المتقدمة إلى الشركات الصينية المصنعة لها، بينما تسعى الصين إلى خنق إمدادات المواد الخام إلى شركات التكنولوجيا الرائدة في أميركا.
ليس من الصعب أن نرى مدى خطورة ذلك. فالحرب الاقتصادية هي من أقدم أنواع الحروب وهي ذاتها الأسباب الأساسية للحربين العالميتين الأولى والثانية ، وحتى منتصف القرن العشرين ، كان يتم تنفيذ تلك الحروب ، ولقد كانت الحروب الاقتصادية في القرون الماضية غير واضحة باستخدام القوة العسكرية ، والاستعمار الذي انتشر في جميع أنحاء العالم في بداية القرن التاسع عشر .
الأمر الذي يجعل منها سلاح فتاك ذو ابعادها نفسية واداة فعالة لحسم الصراع اولا، والاسهام في تحطيم معنويات العدو ثانيا ، فهل نرى الواقع في النهاية ينصف المقاتل الصيني ؟