اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
قال خبير الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، محمد محسن رمضان، إن 'الذكاء الاصطناعي المظلم لم يعد مجرد مفهوم نظري، بل أصبح واقعاً تتجلى فيه الجرائم الرقمية بحُلل جديدة، من التصيد الاحتيالي المُقنّع، مروراً بالتزييف العميق (Deepfake)، انتهاء بتوليد برمجيات خبيثة قادرة على التخفي والتطور الذاتي'.
كما أضاف رمضان لـ'العربية.نت' أن 'الهجمات أصبحت أكثر تعقيداً وذكاء، إذ تُستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي في إنشاء رسائل تصيد إلكتروني شديدة الإقناع، واستنساخ المواقع الرسمية لخداع المستخدمين وتحليل السلوك البشري لاستهداف الضحايا حسب نقاط ضعفهم، والتلاعب بالصوت والصورة لانتحال شخصيات معروفة'، مردفاً أن 'كل ذلك يتم اليوم بسرعة ودقة مخيفة، دون الحاجة إلى خبرات تقنية كبيرة، وهو ما يُضاعف من التهديد'.
وتابع قائلاً إنه 'منذ إطلاق ChatGPT أواخر عام 2022، بدأت منصات 'الإنترنت المظلم' في استنساخ وتعديل نماذج ذكاء اصطناعي لأغراض إجرامية، ومن أبرزها WormGPT وهو أداة مفتوحة المصدر تولد برمجيات فدية وأكواد ضارة، وFraudGPT وهو منصة لتوليد رسائل تصيد وابتكار أدوات اختراق، وAutoGPT التي تُستخدم لتدريب النماذج على تنفيذ أهداف خبيثة بشكل ذاتي، وFreedomGPT وهي أداة لا تخضع لأي رقابة، وتُستخدم في توليد محتوى خطير دون اتصال بالإنترنت'.
كما شدد على أن 'كل واحدة من هذه الأدوات تمثل مصنعاً رقمياً للجريمة، تُدار بواسطة الذكاء الاصطناعي وتُسوق كخدمات اشتراك شهري على الدارك ويب'.
كذلك حذر الخبير المصري من أن 'ما يُنذر بالخطر الحقيقي هو أن هذه الأدوات أصبحت متاحة ليس فقط للقراصنة المحترفين، بل للهواة والمبتدئين، ما يعني أن الجريمة السيبرانية ستتحول من عمليات نادرة ومعقدة إلى ظاهرة يومية ومنتشرة، فتقارير شركات الأمن العالمية تقرع جرس الإنذار'.
ولفت إلى أن 'شركة CrowdStrike سجلت استخداماً متزايداً للذكاء الاصطناعي في هجمات سيبرانية فورية ومتقدمة، بينما صنفت Gartner الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ضمن أخطر المخاطر على المؤسسات. كما كشفت غوغل عن استغلال نموذجها (Gemini) من قبل جهات تهديد مدعومة حكومياً، ورصدت Acronis تضاعف عدد هجمات التصيد والتزييف العميق بنسبة 200%'.
من جانبه، قال مساعد أول وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني المصري خالد حمدي، إن 'ما نواجهه اليوم ليس تطوراً طبيعياً للجرائم السيبرانية، بل طفرة في التهديدات الرقمية، يقودها ذكاء اصطناعي بلا ضمير، يُدار في الظلام، ويُنفذ هجمات خفية ومعقدة يصعب التنبؤ بها أو التصدي لها. وعليه، فإن الحاجة أصبحت ملحة لبناء وعي سيبراني شامل، وتبني أدوات دفاع استباقية، وتشديد الرقابة على تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي'.
وأردف حمدي لـ'العربية.نت' أن 'الذكاء الاصطناعي ليس دائماً في صفك. من الممكن أن يكون سبباً لاختراقك! فقبل فتح الإيميل أو الضغط على رابط، اسأل نفسك: هل أنا الهدف؟'.
كما ختم مشدداً على أنه 'لابد من الحذر من المحتوى المزيف والصوت والصورة حيث من الممكن فبركتهم ببراعة! فالذكاء الاصطناعي المظلم ليس خطراً قادماً، بل واقع نعيشه والحل ليس في الهلع، بل في المعرفة واليقظة، وبناء دفاع رقمي ذكي ومتكامل'.