اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
بعد مرور الأسبوع الأول على الحرب الإيرانية الإسرائيلية تبلورت عدة أسئلة بات لها منزلة أنها المحددات التي تقرر توجهات هذه الحرب على كل مستوياتها:
السؤال أو المحدد الأول هو ما إذا كانت حرب إسرائيل – إيران ستطول كما يحدث مع حرب أوكرانيا – روسيا؛ وما إذا كانت هذه الحرب ستصبح حرب الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كما أصبحت حرب أوكرانيا حرب الناتو ضد روسيا في أوروبا؟؟.
السؤال أو المحدد الثاني -، وهو الأساس – يتعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية ستدخل الحرب بشكل علني، ومن موقع قيادة الهجوم على إيران؛ ومن خلال تنفيذها عملية ضرب موقع فوردو بالقنبلة الأم التي لا يوجد مثيلاً لها إلا مع الجيش الأميركي؟؟.
وفي حال دخلت الولايات المتحدة الأميركية فعلياً الحرب، فهذا الأمر سيعني 'انتصار أجندة نتنياهو' على 'أجندة ترامب' و'حركة ماغا' بخصوص ترتيب أولويات إدارة ترامب التي ترفع شعار: أميركا أولاً؛ وشعار تجنب تكرار الحروب الأبدية التي خاضها المحافظون الجدد على مدار عقدين والتي أدت بنظر حركة ماغا إلى إضعاف الولايات المتحدة الأميركية بوجه الصين..
على مدى السنوات العشرين الماضية كان واضحاً أن أجندة نتتياهو الإسرائيلية تضع على رأس أولوياتها ليس فقط ضرب المشروع النووي الإيراني؛ بل قبل ذلك؛ وبالأساس؛ توريط الولايات المتحدة الأميركية بالقيام بهذه المهمة. وكانت مشكلة نتنياهو مع حركة ماغا أنها تضع على رأس أولوياتها هدف معاكس تماماً لهدفه وهو وقف الحروب الأبدية التي درجت أميركا على خوضها منذ نيكسون حتى جورج دبليو بوش وصولاً لبايدن الذي دعم بسخاء الحرب الأوكرانية.
وتجدر الإشارة ضمن هذا السياق أنه عند تشكيل نتنياهو أول حكومة صلبة له؛ وكان أحد وزرائها شمعون بيرس الذي يعتبر علبة أفكار إسرائيل، وضع له الأخير خارطة طريق بخصوص كيف يحقق أهم هدف لإسرائيل وهو توريط واشنطن بالذهاب للحرب الإسرائيلية مع إيران.
.. وخلاصة رأي بيرس هو أن يفعل نتنياهو كما فعل النبي موسى حينما قاد اليهود للخلاص، وأيضاً أن يفعل كما فعل نابليون الذي لم يسأل أحداً حينما خرج للحرب؛ ولكن الجميع لحقوا به عندما خرج للقتال..
وبرأي بيرس فإن البيت الأبيض وأوروبا ستلحق بإسرائيل للحرب مع إيران، وذلك فقط بعد أن تجد أن إسرائيل قد دخلت فعلياً الحرب مع إيران.
لقد فعل نتنياهو الجزء الأول من خطة بيرس بخصوص أانه دخل الحرب، وهو الآن – ومعه كل إسرائيل – ينتظر تحقق الجزء الثاني من نبوءة بيرس حول ما إذا كان فعلاً ستلحق به أميركا للحرب أم تتركه وحيداً فيها، وتكتفي بمشاركته بالدفاع عن إسرائيل وليس بالقيام بالمهمة بدل إسرائيل!؟؟.
ترامب وضع أسبوعين حتى يجيب عن سؤال هل ستلحق إسرائيل بنتنياهو، وذلك من موقع قبولها بدخول الحرب ضد إيران؛ أم أنه سينصاع لموقف حركة ماغا التي تطالبه بعدم الانجرار لسياسات الحروب الأبدية مهما كان الثمن، وتحت أي ظرف!!