اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
في مناسبة مؤثرة تخللتها رمزية تاريخية عميقة، ألقى النائب نديم الجميّل، نجل الرئيس الشهيد بشير الجميّل، كلمة مؤثرة أمام طلاب دفعة التخرج التي حملت اسم والده من ثانوية 'سان جوزيف دي كارم' الفرنسية. جاء الخطاب في الموقع نفسه الذي اغتيل فيه بشير الجميّل في 14 أيلول 1982، ليعيد إلى الأذهان ملامح من نضال والده وإرثه السياسي، وليجدد عهد الصداقة بين لبنان وفرنسا.
افتتح نديم الجميّل خطابه بكلمات ترحيب:
'أهلاً بكم في قلب المقاومة اللبنانية. أهلاً بكم في لبنان، هذا المكان الذي لا يُجسد فقط موقع اغتيال، بل هو أيضاً أرض ذاكرة ووعد'.
وشدد على رمزية حمل اسم بشير الجميّل، واصفاً ذلك بأنه ليس تكريماً بسيطاً بل التزام عميق بقيم الحرية والحقيقة. وأكد أن والده كان رجلاً لا يقبل أنصاف المواقف، بل كان رجلاً متمسكاً بالحقيقة، قائلاً:
'كان بشير يقول: عندما يفقد الغرب قيمه ولم يعد يعرف كيف يجدها، يمكنه دائماً أن يأتي إلى لبنان كي يتزود من جديد بها، وستُحفظ في جبالنا'.
توقف الجميّل عند جوهر الرسالة التي يحملها هؤلاء الطلاب، معتبراً أنهم ليسوا مجرد زوار، بل ورثة لقيم عظيمة:
'أنتم هنا لتشهدوا، لتؤكدوا، لتقولوا إننا لا ننسى شيئاً من تراثنا، بل نحمله ككرامتنا'.
كما دعاهم إلى عدم مغادرة لبنان كما جاؤوا، بل أن يغادروا وقد استعادوا جوهر المعاني التي جسدها بشير:
'لا تعودوا إلى فرنسا فقط بذكريات، بل كحملةٍ لمبادئ، كحملة إيمان'.
وفي رسالة مباشرة، قال الجميّل:
'احملوا هذا الإيمان معكم في قراراتكم، في التزاماتكم، في صلواتكم. كونوا الشعاع الذي تحتاجه فرنسا. فالعالم لا يفتقر إلى الذكاء، بل إلى الشجاعة'.
وختم كلمته بنداء وجداني حمل في طياته رمزية مزدوجة تجاه لبنان وفرنسا:
'تحيا بشير في أعمالنا، يحيا لبنان في قلوبنا، وتحيا فرنسا عندما تقف شامخة'.
بهذه الكلمات، أعاد نديم الجميّل إحياء روح والده، ليس فقط في موقع الاستشهاد، بل في عقول وقلوب شباب يحملون الشعلة نحو المستقبل، حيث تلتقي الحرية بالكرامة، ويلتقي التاريخ بالإيمان.