اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
يسعى لبنان اليوم بكل قواه إلى إنقاذ الموسم السياحي الذي تلقّى ضربة قاسية بفعل تداعيات حرب الـ12 يومًا بين إسرائيل وإيران، التي أدّت إلى إلغاء عدد كبير من الرحلات وحجوزات الفنادق، وأسقطت ما يقارب 30% من التوقعات المأمولة لصيف كان يُرتقب أن يكون واعدًا.
رغم قساوة المشهد، لم يستسلم العاملون في القطاع السياحي، بل يجددون يومًا بعد يوم إصرارهم على استكمال الموسم وضخ الأجواء الإيجابية كطريق وحيد للحفاظ على ما تبقى من فرص، في ظل قناعة راسخة بأنّ الإصرار والتفاؤل قد يُعيدان إنعاش القطاع تدريجياً.
وزيرة السياحة لورا الخازن لحود أكدت أنّ الوزارة تتابع تنفيذ خطتها من دون اللجوء إلى 'خطة بديلة'، مشيرة إلى أنّ الكثير من المهرجانات التي توقفت مؤقتًا بسبب الحرب، كـ'مهرجان بيت الدين'، عادت واستأنفت نشاطها. وأضافت أنّ اللبنانيين في الاغتراب لا يتأثرون بالأزمات العابرة، وهم متمسكون بوطنهم، وسيعودون لزيارته خلال الصيف.
القطاع السياحي: على جهوزية رغم العواصف
من جهته، قال رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي إنّ 'غيمة سوداء عبرت سماء المنطقة، لكنها لم تحجب شمس الصيف اللبناني'. وأكد أنّ القطاع السياحي على جهوزية كاملة لاستقبال الموسم رغم كل التحديات، داعيًا إلى استثمار هذه اللحظة المفصلية لبناء لبنان جديد يقوم على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بما يواكب التطورات السياحية في المنطقة.
الرامي لفت إلى أن القطاع السياحي أثبت مجددًا أنه العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، قائلاً: 'رغم غياب الدعم المباشر، نحن نعمل بإمكاناتنا الخاصة ونواصل الابتكار لتقديم أفضل الخدمات وجذب السياح. نحن فرحة المغتربين عند عودتهم إلى وطنهم، ونحن عائلتهم الكبيرة.'
القطاع الفندقي: تداعيات قاسية بانتظار الحل
لكن على المقلب الآخر، يبدو أنّ تداعيات الحرب لا تزال ترخي بثقلها على قطاع الفنادق. رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر كان قد كشف أنّ الحرب الأخيرة أدّت إلى 'إلغاءات كبيرة في حجوزات الفنادق والقادمين إلى لبنان'، ما انعكس تشاؤماً كبيراً على مختلف مكونات القطاع السياحي.
الأشقر أوضح أنّ الحرب أغلقت الأجواء وأربكت قطاع الطيران، ما جعل الموسم السياحي في مهب الريح. ومع ذلك، أبدى أملاً محدودًا بإمكانية استدراك الخسائر.
خطة إنقاذ رغم المصاعب
في ظل هذه الظروف، تعوّل وزارة السياحة على استمرار إقامة المهرجانات المحلية وتنشيط السياحة الداخلية بالتعاون مع البلديات والمجتمع المدني، كما تراهن على عودة المغتربين اللبنانيين الذين لطالما شكلوا رافعة موسمية حيوية للقطاع السياحي.
وبين التفاؤل الرسمي والتحديات الميدانية، يبقى لبنان على خط إنقاذ الموسم السياحي، معتمداً على ما اعتاده من قوة الإرادة والقدرة على النهوض حتى في أصعب اللحظات. وبين الغيوم التي عبرت، لا تزال شمس الصيف تبحث عن فسحتها في سماء لبنان.