اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، اختار «حزب الله» أن يوجّه كتاباً مفتوحاً إلى الرؤساء الثلاثة وإلى اللبنانيين كافة، معلناً تمسّكه بخيار المقاومة ورفضه لأي مسار تفاوضي جديد مع إسرائيل.
رسالة الحزب جاءت لتؤكد أن السلاح ليس مطروحاً للتفاوض، وأن السيادة لا تُناقش تحت الضغط، في موقف يعيد رسم حدود اللعبة السياسية بين الدولة والمقاومة، ويمهّد لمرحلة جديدة من التوتر البارد على خط لبنان – إسرائيل.
• مضمون الرسالة: رفض التفاوض وتثبيت الثوابت
الكتاب الذي حمل لهجة وطنية جامعة، جاء ردًّا على ما وصفه الحزب بـ«محاولات جرّ لبنان إلى مفاوضات تخدم مصالح العدو».
وقد شدّد على أنّ (إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024) ليس اتفاقاً سياسياً جديداً، بل آلية تنفيذية للقرار 1701 الصادر عام 2006، الذي حدّد منطقة العمل جنوب الليطاني وألزم إسرائيل بالانسحاب خلف الخط الأزرق.
وفي حين أكّد التزام لبنان – والحزب ضمناً – بوقف الأعمال العدائية، اتهم البيان إسرائيل بالاستمرار في خروقاتها البرية والبحرية والجوية، معتبراً أن هدفها «ابتزاز لبنان وفرض شروط تمسّ بسيادته».
وفي نبرة حازمة، شدّد الحزب على أن ملف حصرية السلاح شأن وطني داخلي لا يُبحث استجابةً لضغوط أو إملاءات خارجية، بل ضمن استراتيجية وطنية لحماية لبنان.
• الرسائل الداخلية: تحذير للحكومة وتأكيد للشارع المؤيّد
توقيت البيان لم يكن عابراً. فالحزب وجّهه في وقتٍ تسعى فيه الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام إلى إعادة ترميم الثقة مع المجتمع الدولي.
ومن هنا، حمل الكتاب تحذيراً مبطّناً للسلطة من الخضوع للمطالب الغربية بشأن سلاح المقاومة، كما وجّه في الوقت نفسه رسالة طمأنة لبيئته الشعبية بأن الحزب لن يتراجع عن ثوابته، ولن يسمح بتحويل «التهدئة» إلى مدخل لنزع قوته أو تحجيم دوره.
بهذا المعنى، يُعدّ البيان محاولة لإعادة ضبط الخطاب الوطني حول السيادة في لحظة سياسية مضطربة، عبر لغة هادئة تتوازن بين الدفاع عن الذات وتغليف الموقف بطابع الحرص الوطني.
• الأبعاد الإقليمية والدولية: موقف يتجاوز الداخل
يتجاوز «كتاب حزب الله المفتوح» حدوده اللبنانية ليحمل أيضاً رسائل إلى واشنطن وتل أبيب.
فالحزب يؤكد أن لبنان ليس معنياً بأي مسار تفاوضي جديد بعد وقف النار، وأن أي ضغوطا أو وساطات أميركية لن تغيّر موقفه من الثوابت الاستراتيجية.
وبذلك، يعيد الحزب تموضع لبنان في معادلة ما بعد الحرب الأخيرة، حيث الهدوء الحذر مستمر دون تسوية نهائية.
ليس كتاب حزب الله بياناً عابراً، بل وثيقة سياسية تحمل معاني عميقة. فمن خلاله، يسعى الحزب إلى تثبيت موقعه كقوة سيادية موازية للدولة، وإلى القول إن التفاوض مع إسرائيل لن يُستأنف، وأن سلاح المقاومة باقٍ تحت عنوان حماية لبنان.
وبين السطور، يعلن الحزب عملياً عودة المشهد اللبناني إلى المربع الأول:
حيث لا تسوية نهائية في الأفق، ولا تنازل عن السلاح، ولا تفاوض إلّا بشروط لبنانية خالصة.
هكذا، يعيد «كتاب حزب الله المفتوح» تأكيد معادلة راسخة منذ عام 2006:
(المقاومة أولاً… والسيادة خط أحمر).»»











































































