اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
لفت رئيس 'التيّار الوطني الحر' النّائب جبران باسيل، في كلمة ألقاها خلال لقاء مع الجالية اللّبنانيّة نظّمه 'التجمّع من أجل لبنان في فرنسا'، إلى أنّ 'السّبب الأساسي لحضوري إلى باريس، هو للمشاركة في إحياء ذكرى 13 تشرين الأوّل 1990 مع 'التيّار'، وهذا معناه أنّنا أناس ورغم مرور خمسة وثلاثين عامًا، لدينا قضيّة ووفاء تجاه الشّهداء الّذين سقطوا'.
واعتبر أنّ '13 تشرين هي مناسبة سنويّة لنؤكّد ارتباطنا بهذه القضيّة وعلاقتنا بها، وفي المقابل منذ أيّام كان ذكرى 17 تشرين الأوّل 2019، هذا اليوم الّذي منذ ستّ سنوات تمّ فيه تشويه مسيرة 'التيار الوطني الحر'، ونُظّمت حركة صادقة من بعض النّاس ولكن خُطّط لها لتكون انقلابيّة ضدّ رئيس جمهوريّة لبنان آنذاك ميشال عون وضدّ 'التيّار' الّذي يدعمه؛ لتصويرهما وكأنّهما خربا البلد'.
وأشار باسيل إلى أنّ '17 تشرين لم تحدث بسبب زيادة ستة سنتات على الـ'واتساب'، فاليوم ارتفعت فاتورة الخليوي أكثر من ذلك بكثير ولم يتحرّك أحد. 17 تشرين كانت نتيجة تراكم سياسة اقتصاديّة ريعيّة، أرادت أن تدخل دولارات إلى لبنان بفوائد مرتفعة وتثبّت سعر الدّولار على حساب الاقتصاد وتُفقد النّاس أموالهم'.
وأكّد أنّ 'بهذا الانقلاب الّذي حدث في 17 تشرين، أُقفلت المصارف عمدًا وتمّ تهريب أموال بعض اللّبنانيّين والنّافذين الّتي بلغت مليارات الدولارات عمدًا، بينما حُرم اللّبنانيّون من أن يحصلوا على أموالهم. وقد أفلس البلد من خلال عمليّة ماليّة هندسيّة مصمّمة على ذلك، وعلى أن توصلنا إلى مكان لا نستطيع فيه بعد ستّ سنوات أن نقرّ قوانين لإصلاح هذا الوضع الاقتصادي والمالي'.
كما تساءل: 'ما معنى أنّ هذا التاريخ الّذي أنشأ أكبر حالة شعبيّة بالبلد وبعد مرور سنة أو سنتين لا أحد يحيي ذكراه، بينما نحن وبعد مرور خمسة وثلاثين سنة نلتقي في كلّ دول العالم لنحيي الذّكرى؟'. ورأى أنّ 'هذا يؤكّد أنّ قضيّتنا لها أبناؤها وجذورها وفكرها وأناس يضحّون من أجلها، بينما 17 تشرين هو يوم ليس له قضيّة ولا جذور ولا فكر، بل هو حالة انقلابيّة عابرة مرّت على البلد وأفلسته واختفت، واليوم ليس هناك من يتبنّاها إلّا مَن موّلوها في الخارج'.
وركّز باسيل على أنّ 'حتى النّواب الّذين انبثقوا من رحم 17 تشرين، لم يتمكّنوا اليوم من أن يكونوا في مجموعة واحدة ليحيوا الذّكرى، وهذا المسار لـ17 تشرين استطاع أن يجمع في الانتشار أكبر نسبة أصوات بلغت بحدود خمسة وثلاثين ألف صوتًا كانوا صادقين'.
وبيّن أنّ '17 تشرين كان يجب أن تكون لحظة ثورة حقيقيّة لإصلاح البلد، إنّما من يقفون خلفهم كانوا يريدون تدمير حالة لبنانيّة رافضة لإبقاء النازحين السوريين في لبنان، وأن يتمّ وضع اليد على القرار الوطني اللّبناني، وأن يكون هناك هيمنة عليه من الخارج، وكانوا يرفضون أن تكون هناك محاربة حقيقيّة للفساد. فأتت 17 تشرين لتضرب الحالة اللّبنانيّة الصّافية، لتزيلها وتذهب معها، لنعيش بفوضى دائمة ولتبقى المنظومة متحكّمة بالبلد لغاية اليوم، وكلّ همّها أن تمنع قوانين الإصلاح، وأن تُخرِج من السّجن من سرق أموال اللّبنانيّين'.
وشدّد على أنّه 'بعد مرور ستّ سنوات، لا يزال 'التيّار' يطالب بمحاسبة من سرق أموال المودعين، ونريد إقرار القوانين الّتي تؤمّن الإصلاح للقطاع المالي، ونريد إعادة الأموال الّتي حُوّلت إلى الخارج، والقيام بتدقيق جنائي في مصرف لبنان. كلّها أمور وحدنا نتحدّث بها، وهذا دليل على أنّنا الحالة الإصلاحيّة الوحيدة في لبنان، الّتي تحارب المنظومة الّتي تمنع إصلاح البلد وتحمي الفساد'.
وأضاف باسيل أنّ '17 تشرين كانت حالة انقلاب اقتصاديّة على كلّ لبنان واللّبنانيّين، وافقدتهم أموالهم، أمّا 13 تشرين فهي لتذكّرنا أنّنا أولاد قضيّة لا يمكن لحالة عابرة أن تزيلنا، هي تذهب ونحن نبقى'، لافتًا إلى أنّ 'لهذا نلتقي اليوم في فرنسا، لنؤكّد انتماءنا لهذه القضيّة، ونحيي ذكرى شهدائنا، ولنؤكّد أنّنا مستمرّون بالنّضال في الانتخابات والسّياسة والبرلمان وأينما تطلّب النّضال أن نكون موجودين، لنحافظ على لبنان الّذي نريده'.
إلى ذلك، أكّد أنّ 'لبنان اليوم في خطر بهويّته، لأنّكم تغادرون ويحلّ مكانكم نازحون ولاجئون'، مشيرًا إلى أنّ 'بعد انتهاء الحرب في سوريا ورفع العقوبات عنها، أخذت الحكومة اللبنانية قرارًا قضى بالسّماح بتسجيل التلاميذ السّوريّين في المدارس اللّبنانيّة'.
وذكّر بأنّ 'في 13 تشرين الأوّل 1990، 'التيّار' هو الوحيد الّذي وقف ضدّ دخول الجيش السوري ليحتل لبنان. وبعد مرور أربعة عشر عامًا على الحرب في سوريا، يبقى 'الوطني الحر' هو الوحيد الّذي يرفض بقاء النّازحين، ويقول نعم للمنتشر اللّبناني الّذي لن يأخذ النّازح مكانه'.
وفسّر رئيس 'التيّار' أنّ 'علاقتنا بالانتشار ليست علاقة انتخابات ولا علاقة مال، وكلّ ما طلبناه عندما كنّا في موقع المسؤوليّة هو أن تبقوا مرتبطين بلبنان، وأن تتواصلوا مع لبنان وأن تحافظوا على هويّتكم اللّبنانيّة ويكون لديكم حقّ المشاركة في الحياة السّياسيّة وأن تزوروا لبنان. ولهذا ترون 'الوطني الحر' الوحيد الّذي يحارب سياسة شركة 'الميدل إيست' وأسعار التذاكر، لأنّه لا يمكن شراؤنا ببطاقة تذكرة'.
وتابع: 'يجب أن تسألوا لماذا لم يقف أحد في وجه سوريا من العام 1990 إلى 2005 إلّا 'التيّار'، عندما كان الجميع يحصلون على النّيابة عبر استرضاء الضبّاط السّوريّين؟ كذلك يجب أن تسألوا لماذا لا يوجد إلّا 'التيّار' يقف في وجه إسرائيل ليقول إنّه ولو أردنا السّلام بلبنان والمنطقة، ولكن لن نقبل أن تعتدي علينا إسرائيل؟'.
وتساءل: 'لماذا لا تسألون أنفسكم أيضًا، لماذا لا يوجد إلّا 'التيّار' يقف في وجه بقاء النّازحين السّوريّين من 2011 إلى 2025، ولماذا لا يوجد إلّا 'التيّار' يقف بوجه حاكم مصرف لبنان السّابق رياض سلامة ورئيس مجلس إدارة شركة 'طيران الشّرق الأوسط' محمد الحوت؟'.
وأوضح باسيل أنّ 'الجواب بسيط، وهو أنّ 'التيّار' اختار الطّريق الصّعبة. كلّ موقف يكلّفنا ثمنًا باهظًا من استهداف وظلم وإعلام كاذب، ولهذا نأتي إليكم لنتحدّث عن القضيّة الّتي تربطنا، وهي قضيّة لبنان الواحد الّذي نريد المحافظة عليه'.
كما شدّد على أنّ 'موضوع الانتشار هو في صلب معركتنا السّياسيّة للمحافظة على لبنان، لأنّ جزءًا من معاناته ومن نجاحه هو انتشاره، وفي الوقت نفسه هو نقمة أن يكون نصف شعبنا المسجَّل على لوائح الشّطب في الانتشار، ونعمة لأنّه يساعد في استمرار اللّبناني المقيم. ولهذا لا نتعاطى مع الانتشار من خلفيّة مصلحة بل من خلفيّة وجوديّة، إذ من دون انتشار لا وجود للبنان، وأكبر تعبير عن نجاح الانتشار في العالم هنا في فرنسا'.
وركّز على 'أنّنا عندما نفكّر بالانتشار، نفكّر كيف يمكننا أن نجذّره أكثر بلبنانيّته ونربطه أكثر بلبنان'، مبيّنًا 'أنّنا نكذب على اللّبنانيّين في الخارج إذا قلنا إنّنا نريد إعادتكم إلى لبنان، فالدّولة عاجزة عن استرداد 14 مليون لبناني ليعيشوا في لبنان، ولكنّها ليست عاجزة عن أن يكون هناك سياسة وطنيّة حقيقيّة تحافظ على اللّبناني في الخارج وعلى أرض لبنان لتبقى ملكًا للبنانيّين، وتحافظ على هويّة لبنان لتبقى لبنانيّة؛ ولو كان لها أبعاد أخرى مشرقيّة وعربّية'.
وأفاد باسيل بأنّ 'هذا الأمر لا يحدث إلّا إذا بقي المنتشر يشعر أنّه لبناني بكامل حقوقه، ولهذا أقرّينا قانون استعادة الجنسيّة، ولهذا معنى أنّ اللّبنانيّين قاموا بالتصويت من أماكن إقامتهم، ولهذا أردنا أن يكون لهم نوابهم ليمثّلوهم بالمباشر، وهم يختارون إذا ارادوا التصويت للنّواب في الخارج أو في الدّاخل اللّبناني؛ ليشعروا بالبعدَين المقيم والمنتشر'.
وختم: 'ليس التيّار الوطني الحر هو من ينزع عن المنتشرين حقوقهم بالانتخاب، فالتيّار هو من أعطى اللّبنانيّين حقوقهم بالانتخاب، وهو من سيعزّزها أكثر، ولو أنّنا لسنا في وزارة الخارجيّة'.











































































