لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
رغم أن المتاحف تُعد من أكثر الأماكن أمانًا في العالم بفضل أنظمة الحراسة والإنذار المتطورة، فإنها لم تسلم من جرائم سرقة جريئة حوّلت قاعات الفن إلى مسارح للإثارة والغموض.
من اللوفر إلى القاهرة.. أشهر السرقات في العالم
من باريس إلى القاهرة، ومن بوسطن إلى فيينا، تكشف هذه الحوادث هشاشة الأمن أمام ذكاء السارقين وطمعهم، لتصبح كل لوحة أو قطعة مجوهرات شاهدة على لحظة اختفاء لا تُنسى.
سرقة اللوفر.. 8 قطع مجوهرات تاريخية تختفي في دقائق
في صباح 19 أكتوبر 2025، هزّت الأوساط الثقافية حادثة سرقة مجوهرات تاريخية من متحف اللوفر في باريس، في عملية لم تستغرق بضع دقائق، لتُعد الأولى من نوعها في فرنسا منذ عام 1998، وتثير صدمة واسعة وتفاعلاً كبيرًا عبر المنصات الرقمية.
نجح أربعة لصوص محترفين باختراق المتحف في وضح النهار، وسرقة ثماني قطع مجوهرات تاجية ملكية، ثم هربوا بدراجتين ناريتين خلال سبع دقائق فقط، فقد تسلل اللصوص عند التاسعة والنصف صباحاً إلى قاعة 'أبولو' من نافذة بالطابق الثاني المواجه لنهر السين، باستخدام رافعة بضائع مزودة بسلم تلسكوبي، وحطموا زجاج النافذة بالمنشار قبل أن يفتكوا بخزانتين لعرض المجوهرات.
وانتشر مقطع فيديو للحظة السرقة بسرعة كبيرة على المنصات الرقمية، وسط تعليقات غاضبة وساخرة، لتصبح حادثة اللوفر حديث الساعة على الصعيدين المحلي والدولي.
الموناليزا.. السرقة التي صنعت الأسطورة
في صباح 21 أغسطس 1911، اكتشف حارس متحف اللوفر أن الجدار الذي عُلقت عليه لوحة الموناليزا لليوناردو دا فينتشي أصبح فارغًا.
وتحولت باريس سريعًا إلى مدينة تبحث عن ابتسامة، لكن بعد ساعات من الفوضى، اتضح أن السارق ليس مجرمًا محترفًا، بل عامل إيطالي يُدعى فينشنزو بيروجا، كان يعمل في تركيب الزجاج داخل المتحف.
واحتفظ بيروجا باللوحة في شقته الصغيرة لعامين، مبررًا فعلته برغبة 'وطنية' في إعادة اللوحة إلى موطنها الأصلي في فلورنسا، وتم القبض عليه عندما حاول بيعها لتاجر تحف، وحُكم عليه بالسجن سبعة أشهر فقط، بينما عادت الموناليزا إلى اللوفر محاطة بأسطورة جديدة.
وقد جعلت السرقة من اللوحة أيقونة عالمية، وزادت قيمتها المعنوية حتى أصبحت أكثر الأعمال الفنية شهرة في التاريخ.
سرقة مونتريال.. العملية التي نُفذت في صمت تام
ليلة الثالث من سبتمبر 1972، استغل ثلاثة لصوص أعمال التجديد الجارية في متحف الفنون الجميلة بمونتريال، ودخلوا عبر فتحة في السقف، وسيطروا على الحراس بأسلحة نارية، ثم جمعوا لوحات وتماثيل ومجوهرات تعود لفنانين كبار مثل رمبرانت وبيتر بروغل وروبنز وكورو.
واستغرقت العملية دقائق معدودة، وغادر اللصوص حاملين ما قيمته آنذاك مليونا دولار أي ما يعادل عشرات الملايين اليوم.
ورغم التحقيقات المكثفة في كندا وخارجها، لم يُعثر على أي من الأعمال المسروقة حتى الآن، لتبقى السرقة من أكثر الجرائم الفنية غموضًا في القرن العشرين.
سرقة بوسطن.. أكبر عملية نهب فني في التاريخ الحديث
في الساعات الأولى من فجر 18 مارس 1990، توقفت سيارة شرطة أمام متحف 'إيزابيلا ستيوارت غاردنر' في بوسطن، وظن الحراس أن هناك طارئًا، فسمحوا بدخول الرجلين بزي الشرطة. بعد دقائق، تم تقييد الحراس، وبدأت واحدة من أجرأ السرقات في التاريخ.
وفيها اختفت 13 لوحة فنية من بينها أعمال لفيرمير ورامبرانت وديغا ومانيه، وبلغت قيمة المسروقات أكثر من نصف مليار دولار.
ولم تُسترد حتى اليوم، رغم عرض مكافأة وصلت إلى عشرة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومة. الحادثة هزّت الولايات المتحدة وأجبرت المتاحف على مراجعة أنظمتها الأمنية بشكل شامل.
تحفة 'لا ساليرا' في فيينا.. حين تغلب اللص على التكنولوجيا
في الثاني عشر من مايو 2003، شهد متحف تاريخ الفنون في فيينا سرقة فريدة من نوعها، فقد استغل اللص أعمال الصيانة وتسلق سقالة ليصل إلى قاعة التحف الذهبية، حيث سرق قطعة من المينا والذهب تُعرف بـ 'لا ساليرا'، صمّمها النحات الإيطالي بينفينوتو تشيليني في القرن السادس عشر لملك فرنسا فرنسوا الأول.
بلغت قيمة التحفة أكثر من 50 مليون يورو، ولم يُعثر عليها إلا بعد ثلاث سنوات عندما اعترف السارق وأرشد السلطات إلى مكانها المدفون في غابة شمال غرب فيينا. وُجدت التحفة بحالة شبه سليمة، لتتحول القصة إلى واحدة من أكثر الجرائم الفنية التي كشفت حدود الأمن في المتاحف الكبرى.
الصرخة.. 50 ثانية من الفوضى
في وضح النهار، يوم 22 أغسطس 2004، اقتحم ملثمان متحف مونك في أوسلو أمام أنظار الزوار وسرقا لوحتين رئيسيتين: 'الصرخة' و'السيدة العذراء'، لم تستغرق العملية أكثر من خمسين ثانية، لكنها كانت كافية لإحداث صدمة في الوسط الثقافي العالمي.
بعد عامين، عُثر على اللوحتين في ظروف غامضة وهما متضررتان، وأعيد ترميمهما لاحقًا، ولكن ورغم عودة العملين، بقيت تلك السرقة مثالًا صارخًا على هشاشة الحماية حتى في المتاحف الوطنية الكبرى.
'الرجل العنكبوت' في متحف الفن الحديث بباريس
في 20 مايو 2010، تسلل لص محترف إلى متحف الفن الحديث في باريس عبر نافذة معطلة، مستغلاً خللاً في نظام الإنذار استمر لأسابيع، حيث سُرق خمس لوحات لفنانين كبار من القرن العشرين، بينهم بيكاسو وماتيس وموديلياني وبراك وليجيه، بقيمة تجاوزت 100 مليون يورو.
تم القبض على السارق بعد سبع سنوات، وعُرف بلقب 'الرجل العنكبوت' لقدراته الخارقة في التسلق، إلا أن اللوحات لم تُسترد حتى اليوم، لتصبح القضية واحدة من أبرز ألغاز الفن الحديث.
زهرة الخشخاش.. سرقة بخمسين مليون دولار
في أغسطس 2010، اختفت لوحة 'زهرة الخشخاش' لفان غوخ من متحف محمود خليل في القاهرة، وسط تقصير أمني واضح، فقد تبين أن نصف أجهزة الإنذار كانت معطلة والكاميرات غير عاملة؛ ما سهّل عملية السرقة في وضح النهار.
كما قدّرت قيمة اللوحة بنحو 50 مليون دولار، ولا تزال مفقودة حتى اليوم رغم تدخل الإنتربول، فقد سلطت القضية الضوء على هشاشة حماية المتاحف في المنطقة وأثارت موجة من الانتقادات الرسمية والشعبية حول الإهمال الثقافي.
خزنة دريسدن.. حين سرقوا مجوهرات الملوك
في فجر الخامس والعشرين من نوفمبر 2019، اقتحم عدد من اللصوص متحف الخزنة الخضراء في مدينة دريسدن الألمانية، وسرقوا مجوهرات ملكية من القرن الثامن عشر، قُدّرت قيمتها بأكثر من 113 مليون يورو، وقد نفذت العملية خلال دقائق بعد تعطيل نظام الإنذار بحريق مفتعل.
لاحقًا، تم القبض على خمسة من أفراد العصابة وحُكم عليهم العام 2023 بالسجن بعد إعادة جزء من المسروقات، لكن أجزاء أخرى بقيت مفقودة أو متضررة، كما صُنّفت السرقة كأكبر عملية نهب لمجوهرات ملكية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.